كشفت مصالح ولاية سطيف عن بلوغ العدد الإجمالي من الملقحين ضد فيروس كورونا 120 ألف شخص، وذلك إلى غاية نهاية أمس الأول السبت، متوقعة تطور الرقم إلى الضعف في القريب العاجل، خاصة مع فتح المزيد من الفضاءات للتلقيح في عدد من المدن الكبيرة وعلى رأسها سطيفوالعلمة، فيما ينتظر تخصيص مركز جديد للتكفل بمرضى كوفيد. وأكدت مديرية الصحة أنها تنتظر الاستفادة قريبا من كمية جديدة من اللقاحات، بأكثر من 60 ألف جرعة سيتم وضعها تحت تصرف العشرات من المراكز المستحدثة مؤخرا، خاصة مع تسجيل إقبال كبير جدا من المواطنين، وهو ما وقفنا عليه في الساعات الماضية من خلال طوابير تمتد لمسافات طويلة أمام مختلف المراكز. واستحدثت المصالح المختصة مراكز جديدة للتلقيح في عدد من الأحياء التي تشهد كثافة سكانية معتبرة بمدينتي سطيفوالعلمة، ومن أهمها دار الشباب لحي 1014 مسكنا بسطيف والمركب الرياضي معيزة محمد النذير بحي التساهمي في مدينة العلمة. وشهدت المراكز الجديدة تنظيما محكما من قبل موظفي مديرية الشباب والرياضة، في انتظار تخصيص هياكل جديدة هذا الأسبوع، إذا تم إيجاد العدد الكافي من المتطوعين من الأطباء والممرضين المتقاعدين. وبالرغم من الجهود المبذولة في سبيل تلقيح أكبر عدد ممكن من سكان ولاية سطيف، غير أن جميع المستشفيات لا تزال تستقبل يوميا العشرات من المصابين الجدد بفيروس كورونا، حيث تعاني من تشبع يزيد من الحاجة إلى كميات معتبرة جدا من مادة الأوكسجين. وعاش صبيحة أمس، مستشفى "صروب الخثير" حالة طوارئ حقيقية، جراء انقطاع التيار الكهربائي، ما جعل إدارة المستشفى تسارع للاتصال بمؤسسة سونلغاز ومصالح البلدية، حيث تم اكتشاف تعرض العداد الرئيسي إلى شرارة كهربائية، نظرا لكثافة الضغط والاستهلاك من قبل الأطقم الطبية والمرضى ومرافقيهم. وأمام هذا المأزق سارع أحد المحسنين إلى جلب مولد كهربائي، ثم تشغيله لمصلحة الكوفيد. وتقرر بالتنسيق مع السلطات المحلية لبلدية العلمة، تخصيص المدرسة البيداغوجية للمعاقين ذهنيا كمركز جديد لاستقبال مرضى "كوفيد 19"، نظرا للتشبع الحاصل في مستشفى "صروب الخثير». وحسب المصدر الطبي الذي أورد الخبر للنصر فإن طاقة هذا المركز تقدر ب 60 سريرا، في انتظار دخوله حيز الخدمة بداية من هذا الأسبوع، بعد تسخير الطاقم البشري الذي سيتكفل برعاية المرضى. وفي سياق منفصل، أعلن مجمع هرادة لإنتاج الحديد والصلب أنه سينطلق في غضون هذه الساعات، في إنتاج مادة الأوكسجين الطبي وتوزيعها على جميع مستشفيات الولاية، ويأتي ذلك بعد نجاح المهندسين والخبراء من مختلف الولايات في تشغيل محطة هذا المجمع الصناعي عقب الدعوات التي وجهت لهم من قبل مصالح ولاية سطيف. وقام أمس الأول، والي سطيف كمال عبلة بزيارة جديدة إلى هذا المجمع، من أجل معاينة تطور الأشغال من قبل المهندسين والخبراء، حيث أكدوا له نجاح عملية التشغيل في انتظار أخذ الموافقة النهائية من قبل المخابر حول جودة الأوكسجين الطبي المنتج، ثم الشروع بعدها مباشرة في عملية التعبئة وتوزيع هذه المادة على كل المؤسسات الاستشفائية العمومية، دون الاستعانة مجددا بمصانع الولايات الأخرى. وأكد صاحب المصنع أن التجارب الأولية مرت بنجاح، مضيفا أن المحطة ستنتج في المرحلة الأولى 400 قارورة أكسجين من الحجم الكبير، في انتظار مضاعفة الرقم قريبا، وهو ما يسمح بإنهاء الأزمة. وأصدرت رئيسة دائرة بني ورتيلان الشمالية نداء استعجاليا، تدعو فيه المواطنين إلى المساهمة في تقديم أجهزة التنفس الاصطناعي، و وضعها تحت تصرف العشرات من المرضى ممن يخضعون حاليا للعلاج في مستشفى الدائرة، وذلك كحل مؤقت إلى غاية استفادة المستشفى من حصته الجديدة من المادة الحيوية. وكانت الجمعيات الناشطة على مستوى هذه الدائرة قد نجحت قبل أشهر قليلة من جمع مبلغ مالي معتبر، استغلته في اقتناء خزان أكسيجين بطاقة استيعابية قدرها عشرة آلاف لتر سائل.