أثارت الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة يوم 28 جويلية المنصرم إلى إثيوبيا في إطار جولة إلى المنطقة اهتماما بالغا لدى الصحافة الإثيوبية التي أشادت بالتزام البلدين ب "تعزيز علاقاتهما التاريخية القائمة منذ أمد بعيد". وتحت عنوان "إثيوبيا والجزائر تتفقان على تعزيز علاقاتهما" أشادت وكالة الأنباء الإثيوبية يوم الأربعاء الماضي، استنادا لوزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية ب "الإرادة في تدعيم العلاقات التاريخية القائمة منذ أمد بعيد بين البلدين". وخلال الزيارة التي قام بها إلى إثيوبيا بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أعرب السيد لعمامرة عن "إرادة بلده في تدعيم العلاقات الثنائية التي تربط البلدين منذ زمن بعيد" و كذا إرادة الجزائر في احتضان الخطوط الجوية الإثيوبية، حسب وكالة الأنباء الإثيوبية. كما سمحت هذه الفرصة أيضا لنائب رئيس الوزراء، وزير الشؤون الخارجية، ديميكي ميكونان بتهنئة نظيره الجزائري ل "نجاح الانتخابات في الجزائر" حيث أعرب أيضا عن إرادة إثيوبيا في "تعزيز العلاقات بين الأمتين مستقبلا" حسب ذات المصدر. وفي نفس الشأن أشادت وسيلة الإعلام السمعي-البصري "Fana Broadcasting" تحت عنوان "الجزائر و إثيوبيا تتفقان على إقامة تعاون متعدد الأشكال " بالتزام البلدين على "بناء تعاون متعدد الأشكال وتعزيز الشراكة على المستوى الإقليمي". وقد أجرى السيدان ميكونان ولعمامرة محادثات حول سبل إقامة تعاون قوي بين البلدين في مجالات التزام متعدد الأشكال" حسب نفس المصدر. وإضافة إلى التعاون الثنائي، أكد الجانبان "على ضرورة لعب سويا دورا هاما على مستوى الاتحاد الإفريقي من أجل تحقيق رفاهية المنطقة و خارجها" حسب المصدر ذاته. و أوضح ذات المصدر أنه تم أيضا التطرق خلال هذه المباحثات إلى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين و مسائل السلم و الأمن بين رئيس الديبلوماسية الجزائرية ورئيسة الجمهورية الإثيوبية، السيدة ساهلي وورك زودي، مذكرا أن السيد لعمامرة حمل رسالة من الرئيس تبون إلى رئيسة جمهورية إثيوبيا. كما تناولت الصحيفتان الإلكترونيتان الإثيوبيتان "إثيوبيا مونيتور" و"أديس ستاندارد" زيارة السيد لعمامرة، حيث نشرت الصحيفة الأخيرة المقال الذي أعدته وسيلة الإعلام الكينية "Nation" الذي خصصته لجولة السيد لعمامرة إلى المنطقة تحت عنوان "السودان يحيي مبادرة الجزائر حول عقد اجتماع مباشر بخصوص سد النيل". وشددت "إثيوبيا مونيتور" في مقالها نقلا عن مكتب الرئيسة الإثيوبية، على رغبة الجزائر في "تعزيز التجارة والاستثمارات والعلاقات الدبلوماسية مع إثيوبيا"، مذكرة بأن الجزائر "هي أحد الشركاء الاستراتيجيين الرئيسيين لإثيوبيا منذ إقامة البلدين للعلاقات الدبلوماسية في أواخر الستينيات". كما أوضحت نفس الوسيلة الإعلامية أن البلدين قد وقعا على أزيد من 20 اتفاقية تعاون في مجالات مختلفة، لاسيما التجارة وحماية الاستثمارات وترقيتها، مذكرة في نفس الوقت بأن لعمامرة قد كان مفوضا للسلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، وكذا مبعوثا خاصا للاتحاد الأفريقي لمشروع (إسكات البنادق). أما بخصوص جريدة "أديس ستاندارد" الإلكترونية، فقد عادت إلى الحديث عن "المبادرة الجزائرية" التي أشادت بها الخرطوم لأجل عقد لقاء مباشر حول سد النيل. وكتبت عن ذلك تقول: "رحب السودان اليوم بمبادرة جزائرية تدعو إلى عقد لقاء مباشر بين قادة مصر والسودان وإثيوبيا لإيجاد حل للخلافات بشأن سد النهضة الإثيوبي العظيم". وفي ختام الاجتماع، صرحت مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية، نقلا عن ذات الوسيلة الإعلامية، بأن "القادة السودانيين قد رحبوا بالمبادرة الجزائرية الداعية لعقد اجتماع مباشر بين قادة الدول الثلاث لحل خلافاتهم بشأن سد النهضة". وقام وزير الخارجية الجزائري مؤخراً بجولة إقليمية إلى كل من إثيوبيا وتونس ومصر والسودان، اطلع خلالها على كافة التطورات في المنطقة وأجرى مشاورات حول الانشغالات والاهتمامات العربية والإفريقية علاوة على الاستعدادات للاستحقاقات الهامة، بما فيها عقد القمة العربية المقبلة بالجزائر.