تظهر دراسات علمية متخصصة، بأن لهواء فصل الخريف تأثيرات سلبية على جهاز المناعة و الصحة عموما، فهو من مسببات الحساسية، ولذلك تكثر خلال هذا الموسم، الإصابات بنزلات البرد و الأنفلونزا، وهو ما يستوجب أخذ الحيطة خصوصا في ظل استمرار الجائحة. وحسب الطبيبة العامة بوطغان نزيهة، فإن تعاقب الفصول يؤثر بشكل مباشر على صحة الأفراد، خصوصا مرحلة الانتقال من الصيف الحار و الجاف إلى الخريف الرطب و البارد نسبيا، فالانخفاض التدريجي في درجات الحرارة خاصة في الفترة المسائية و في الصباح الباكر، يلحق كما قالت، أضرارا بالجسم و يتسبب في إضعاف جهاز المناعة و تقليل قدرته على مقاومة الأمراض. و تشير الطبيبة، إلى أن هذا الانتقال الفصلي هو ما يفسر كثرة الإصابة بنزلات البرد و الأنفلونزا و وبشكل خاص ما يعرف بأمراض الجهاز التنفسي، على غرار الحساسية الموسمية التي يكثر انتشارها بين الناس، و قد تكون تأثيراتها أكبر بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية المزمنة. و عن الأسباب التي تزيد من انتشار هذه الأمراض في فصل الخريف، توضح الدكتورة بوطغان، بأن الانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة يعد العامل الأول كما سبق ذكره، ذلك لأن كثرة التعرض للهواء الجاف البارد طيلة اليوم سواء في الخارج أو عن طريق النوافذ المفتوحة أو حتى خلال السهر طويلا في العراء أو على الشاطئ، يؤدي إلى تأثر الجهاز التنفسي عموما، و يسبب أعراض الحساسية المعروفة و منها حساسية الصدر التي تظهر على شكل ضيق في التنفس و سعال جاف قبل أن يتحول إلى سعال قوي، علما أن الوضع قد يتطور إلى انقطاع في التنفس خاصة لمن يعانون من الحساسية المزمنة، بالإضافة إلى حساسية الأنف التي يصاحبها سيلان الأنف و كذا العطس المتكرر، إضافة إلى حساسية الإكزيما التي تزيد أيضا خلال هذه الفترة من السنة. و لأن العالم يمر بفترة حرجة بسبب انتشار فيروس كورنا، فقد حذرت الدكتورة بوطغان من التعرض لهواء فصل الخريف، و الذي أكدت أنه قد يزيد من إضعاف جهاز المناعة و بالتالي تعريض الشخص للأنفلونزا التي أصبحت في الوقت الراهن تعد حالات مشبوهة للوباء، داعية إلى ضرورة التحلي بالحيطة و الحذر من أجل التقليل من العوامل المسببة للمرض و تقوية جهاز المناعة. من جانب آخر، أوضحت الطبيبة أن تقلص الفترة التي تسطع فيها أشعة الشمس في الخريف مقارنة بفصل الصيف، يقلل من استفادة الجسم من الفيتامين «د»، ما يمكن أن يكون سببا مباشرا في زيادة الشعور بالخمول و الكسل، إضافة إلى بعض الآلام في المفاصل التي تعاني منها النساء بشكل أكبر كما علقت، و هو كذلك ما اعتبرته سببا في الإصابة بالحزن و الاكتئاب و القلق لدى الغالبية لما يعرف باكتئاب الخريف. الطبيبة قالت، إن الكثير من الحالات تستدعي العلاج سواء كان ذلك عبر أخذ الأدوية التي تساعد على علاج الأعراض، أو أخذ مضادات الاحتقان، مع ذلك تبقى الوقاية حسبها، أفضل طريقة لتمضية فصل خريف آمن، و ذلك بتفادي التعرض لمسببات الحساسية خاصة بالنسبة للهواء، مع الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة و الاستفادة من خضر و فواكه الموسم، و تجنب النوم بالقرب من النوافذ المفتوحة.