تعتبر حساسية الربيع من بين الأمراض التي تصيب الإنسان في بداية فصل الربيع، و ذلك بالنسبة الحالات المتعلقة بالالتهابات الأنفية التي ترتبط في غالب الأحيان بانفعالات ناتجة عن مرض يعرف بالحساسية الموسمية الناتجة عن الهواء المحمل بالأتربة و لقاح الأزهار الذي يحمل معه إمكانية الإصابة بالحساسية الموسمية التي تفتك بحوالي 45 بالمئة من الجزائريين . تتمثل أعراض الحساسية الموسمية في كثرة العطس لأكثر من ست مرات متتالية خاصة عند الإستيقاظ من النوم في الصباح، إضافة إلى سيلان أنفي كثيف ذي لون شفاف، وحكة شديدة في الأنف والعينين، ولأن العين من أكثر أعضاء الجسم تأثرا بأتربة الربيع، مما يسبب احمرار العين والحكة والشعور بوجود خشونة أو رمل داخل العين، وعدم و هذا ما يؤدي إلى لحدوث التهاب ثانوي لسطح القرنية، من جهة أخرى والحلق، هذه الأعراض يمكن ملاحظتها في بداية الربيع، باعتبار تكاثر بواعثها لدى المصابين بالحساسية، والذين لهم استعداد وراثي لذلك، كالغبار ولقاح النباتات والأشجار وقت الإزهار، لكن الحساسية الموسمية أو حساسية الربيع كما هو معروف عنها تختلف من شخص إلى آخر حسب مدى حساسيته لنوع معين من النباتات وليس جميعها خاصة بانتشار بعض المواد التي تعرف بالبذيرات المجهرية، و هذه الاخيرة يترتب عنها التهابات أنفية حادة، قد تجر بصاحبها إلى الإصابة بالإختناق خاصة أثناء النوم . وعلاج هذه الحالة يتطلب زيارة أخصائي أمراض الأنف الحنجرة و الأذن إلى جانب أخصائي طب العيون، الذي يقوم بتشخيص الحالة ووصف الأدوية اللازمة، كما أنه ثم الابتعاد عن البواعث المؤدية إلى اكتساب الحساسية، وذلك للوقاية من الإصابة بالتهابات الأنف والمسالك التنفسية العليا، وإذا استمرت الأعراض المشار إليها طول السنة، في هذه الحالات تتغير الأسباب كما يتغير العلاج تبعا للأشياء المسببة لهذه الحالة التي قد تحدثها أطعمة أو أدوية أو غيرهما، مما قد يتسبب في أمراض مختلفة كإلتهاب الجلد كالإكزيما، الربو و غيرها، علما أن حساسية لمسالك التنفسية العليا تبقى حالتهم مقتصرة على أمراض تنفسية فصلية بسيطة. وللعلاج المبكر دور فعال في إيقاف الحساسية، وتفاديا لحدوث مضاعفات قد تكون مزمنة، خاصة إذا تعلق الأمر بالتهابات الجيوب الأنفية أو داء الربو . في الأخير ينبغي أن يكون المصاب بهذا النوع من الحساسية أكثر حرصا في ارتداء الملابس حسبما يتلاءم مع الأحوال الجوية مع إتباع نظام غذائي متوازن الذي يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية خاصة البروتينات الحيوانية، مع عدم التهاون في استشارة طبيب مختص لتفادي المضاعفات التي تجعله منه مرضا مزمن . نصائح و توجيهات للمصابين بحساسية الربيع الموسمية تظهر أعراض الحساسية مع بداية فصل الربيع، وتزداد المعاناة الأشخاص المصابين بحساسية الربيع الموسمية نتيجة رد فعل جهاز المناعة لمواد طبيعية في البيئة الناتجة عن التلقيح النباتي عامة و التقرب من الحيوانات الأليفة . وعن علاج حساسية الربيع حتى الآن علاج فعال يقضي على الحساسية الموسمية تماما، ولكن هذا لا يعني الانعزال في المنزل، بل يمكن للمصاب التمتع بحياة عادية خالية من المضايقات و ذلك من خلال تجنب بعض الأمور و الإستعانة بالعلاج الطبيعي والابتعاد عن مسببات الحساسية الأولية و القيام بسلوكات عادية أولها التنظيف الشامل المنزل تجنبا لتجمع الغبار، على النوافذ والمكيفات، الأمر العامل الأولي الذي يسبب الحساسية إلى جانب تفادي غبار الطلع و تجنب المكوث طويلا في المساحات الخضراء وإن وجدت في محيط البيت يجب غلق نوافذ البيت كما يجب تناول أدوية الحساسية قبل 30 دقيقة من الخروج من المنزل على الأقل و فوق كل هذا يجب تغيير سرير الأفرشة يوميا أسبوعيا بالماء الحار مع ضرورة وذلك لأن تجفيفها في لخارج يجعلها جامعة لغبار الطلع و هذا ما يجب تجنبه باعتبار أنه العلاج الطبيعي لحساسية الربيع هناك فئة من الناس و حالات لا تكتفي بالعلاج الطبي لذا تتجه إلى العلاج الطبيعي و التقليدي و في هذا بعض الوصفات التي تساعد هذه الفئة من التخلص نسبيا من حساسية الربيع : يقوم المصاب باستنشاق ماء مملح دافئ و ذلك بإذابة ربع ملعقة صغيرة من ملح الطعام في كوب من الماء الدافئ وهذا يساعد على طرد إفرازات والسيلان الكثيف للأنف، كما أن عسل النحل الذي يعد من المواد التي تم التركيز عليها في الآونة الأخيرة، حيث يحتوي على لقاح النحل، الذي يساعد على مواجهة مسببات الحساسية بنفس الطريقة التي تقوم بها حقن الطبي للحساسية و للإشارة فإن ملعقة من عسل النحل تعد علاجا ممتازا للسعال . كما يحتوي المطبخ على أدوية طبيعية عديدة يتم بها مكافحة هذه الأمراض، أولها البصل الذي يعتبر مضاد حيوي قوي ويتمتع بخصائص كفيلة بتخليص الجسم من الحمى وأعراض أخرى كونه منشط يساعد في تسريع عملية الشفاء لذا يمكنك تناول نصف بصلة يوميا طازجة في السلطة أو مطبوخة، إضافة إلى الفلفل بأنواعه خاصة الحار منه الذي يساعد على تخفيف الاحتقان الذي يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتعزيز انسياب الدم لليدين والقدمين وهي موجودة خاصة في بذور الفلفل الطازج مما يجعلها أقوى جزء في الفلفل لمكافحة الجراثيم والغبار، وللعلم كلما كان الفلفل حار انخفضت الكمية التي تحتاجها للمعالجة، كما يمكنك استخدام مسحوق الفلفل أو الفلفل الطازج للأطباق المختلفة فملعقتين من الفلفل الطازج تكفي لتنشيط الدورة الدموية وإزالة احتقان مجاري التنفس، هذا بالإضافة إلى الفلفل الأخضر الغني أيضاً بفيتامين "ج" ومضادات التأكسد وبعض المواد المخففة للألم . ينصح الأطباء بعدم شرب الحليب الساخن أو البارد خصوصاً إذا كنتم تعانون من الزكام الشديد, كما يفضل الابتعاد قدر الإمكان عن اللحوم والبروتينات مع الإكثار من تناول الثوم التي تحوي على مادة الألسين التي تعتبر مضادة للفيروسات والفطريات والجراثيم فهذا يساعد علي كبح تطور أعراض الحساسية الحادة كما يخفف ذلك من النزلات الشعبية وآلام الحنجرة والتهاب الصدر . و لعل أحسن علاج يمكن إتخاذه في هذه الحالة مادة الزنجبيل، حيث يؤكد الأخصائيون أن هذا الأخير ينشط الدورة الدموية ويدفئ الجسم ويساعد على التخلص من "البلغم"، كما يساهم في استعادة الحيوية عند الشعور بالإحباط لذا يمكن إضافة نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الزنجبيل أو قطعة صغيرة مبشورة من الزنجبيل الطازج لأطباق اللحوم والأسماك أو الخضار، كما يمكن تناول شاي الزنجبيل كذلك يمكن أن تبشر قطعة صغيرة من الزنجبيل الطازج وتضيف إليها كوب من الماء المغلي والقليل من عصير الحامض ونصف ملعقة صغيرة من العسل بدلا من شاي الزنجبيل الصناعي . الدكتورة "ترشاق حكيمة" : الأخصائيون ينصحون بتفادي النباتات والغبار مع انتشار أعراض حساسية الربيع يسبب دخول فصل الربيع حساسية مفرطة لحوالي 60 بالمئة من الأشخاص حيث تؤكد الدكتورة ''ترشاق حكيمة"، أخصائية انف وحنجرة أن التغيرات المناخية التي تصاحب فصل الربيع تسبب إلتهابا في الأنف والحلق كما يؤثر في العينين ويصاحب ذلك التهاب الأنف والحلق مصحوبة بحمى خفيفة التي تنشأ نتيجة للحساسية من الحشائش والأزهار والأعشاب وعلامات حساسية الربيع هي سيلان انفي، جفاف الحلق المزعج مرفوق بعطاس متكرر . يمكن أن تصيب هذه الحساسية العديد من الأشخاص خاصة الأطفال منهم كما تكون بصورة أوضح لدى مرضى الربو و مرضى الحساسية المزمنة، وغالبا ما يكون غبار الطلع العامل المحرض الأول لحساسية الربيع. ولتجنب حساسية الربيع ترى المتحدثة أن الابتعاد عن المؤثرات مثل تجنب الأماكن المليئة بالحشائش خاصة وأن اغلب المواطنين يفضلون الخروج إلى الأماكن الخضراء، وعليه ينصح بالبقاء داخل المنزل عندما يكون الجو جميلا الذي يجعل الهواء مليئا بالغبار كما يجب إغلاق الأبواب والنوافذ وتجنب ملامسة المزروعات والأشجار و الحيوانات الأليفة في هذا الوقت من السنة . في الأخير تضيف الدكتورة "ترشاق" أن فصل الربيع هو بوابة انتشار بعض الأمراض المتعلقة بالحساسية مثل الرمد الربيعي وهي حساسية مزمنة تصيب ملتحمة العين الذي هو عبارة عن غشاء مخاطي رقيق يغطي بياض العين وكذلك يبطن الجفون من الداخل ومن أهم علامات وأعراض الرمد الربيعي حكة شديدة إحمرار للعين، عدم القدرة على مواجهة الضوء ، وتورم بالملتحمة إضافة إلى زيادة إفراز الدموع. وظهور إفرازات مخاطية تكون على شكل خيوط لزجة خصوصاً في الصباح إلى جانب الإحساس بوجود أجسام غريبة وخشونة بسطح العينين، أكما أن حساسية العين تتفاوت من مريض إلى آخر سواء في شدة المرض، أو تكراره، أو أسبابه وقد تصاحب حساسية العين حساسيات أخرى بالجسم، مثل حساسية الأنف، الصدر، والجلد.