حضر الناخب الوطني جمال بلماضي خياراته قصد الإطاحة بمنتخب بوركينافاسو في مباراة اليوم، وتعزيز فرص التأهل عن المجموعة الأولى، حيث يراهن مهندس النجمة الثانية على نجاعة الجناحين رياض محرز ويوسف بلايلي، فيما يعول على الأدوار التكتيكية لسفيان فغولي وبغداد بونجاح، ولو أن مدرب الخضر يولي أهمية أيضا لصلابة الخط الخلفي، الذي استعاد ثقته في النفس مؤخرا، بعد أن تلقى هدفا وحيدا في آخر أربع مباريات (استقبل هدفا وحيدا أمام موريتانيا، فيما حافظ على نظافة الشباك أمام ماليوتونسوجيبوتي). ويستعد بلماضي لإشراك تشكيلته المعتادة في لقاء الخيول بقيادة المايسترو رياض محرز، الذي يستهدف تحقيق رقم مميز خلال مباراة اليوم، إذ يسعى نجم مانشستر سيتي للوصول لمساهمته التهديفية رقم 50 مع المنتخب الوطني، ما بين تسجيل وتمريرات حاسمة، وهذا الرقم الذي يأمل في تحقيقه، لم يصل إليه سوى زميله إسلام سليماني، صاحب 55 مساهمة تهديفية حتى الآن، بواقع تسجيل 35 هدفا وتقديم 20 تمريرة حاسمة. ونجح محرز حتى الآن في المساهمة في 49 هدفا، حيث تمكن من هز الشباك في 22 مناسبة، كما منح 27 «اسيست» لرفقائه، ويأمل قائد الخضر في أن يحافظ على نفس النسق سهرة اليوم، في صراع صدارة المجموعة، التي يتواجد الخضر في مركزها الأول بفارق الأهداف، بعد اكتساحهم جيبوتي 8-0، في وقت اكتفت فيه بوركينافاسو بالفوز بثنائية على منتخب النيجر. ويمتلك محرز فعالية كبيرة مع المنتخب الوطني، بدليل أنه قد سجل في سابع لقاء متتالي، ويتطلع للمباراة الثامنة عند مواجهة بوركينافاسو، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، في ظل الرقابة المتوقعة على جناح السيتي الذي يشكل مصدر الخطر الأول. ولا يقل يوسف بلايلي من حيث النجاعة مع الخضر على زميله رياض محرز، فصانع ألعاب قطر القطري، أظهر مستويات كبيرة على الصعيدين الفني والبدني مع المنتخب، فمثلا أمام جيبوتي لم يبدو بلايلي متأثرا بحقيقة عدم خوضه أي مباراة رسمية في الموسم الرياضي الجديد حتى الآن، حيث أسهم بلايلي في صناعة ثلاثة أهداف في المباراة الأخيرة للخضر، برسم الجولة الأولى من دور المجموعات لتصفيات إفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم «قطر 2022»، والتي انتهت بفوز المنتخب، بنتيجة ثمانية أهداف دون رد. تألق بلايلي مع المنتخب الوطني كان واضحا، خلال المباريات الخمس الأخيرة، حيث تمكن من صناعة 11 هدفا، وهو رقم لم يحققه أي لاعب قبله، مما يؤكد المهارات الفنية العالية لنجم نادي قطر وخدمته للمجموعة، في معطيات جعلته ينال مكانة أساسية إلى جانب محرز، متفوقا على نجوم يلعبون في دوريات أوروبية كبيرة، وعلى رأسهم بن رحمة، نجم ويست هام يونايتد الإنجليزي. وتوزعت أرقام بلايلي في مبارياته الخمس الأخيرة رفقة الخضر على النحو الآتي: تمريرتان حاسمتان وركلة جزاء حصل عليها في لقاء بوتسوانا، وتمريرة حاسمة أمام منتخبي موريتانياومالي، وتمريرتان حاسمتان في لقاء تونس، و3 تمريرات حاسمة في لقاء جيبوتي الأخير. ولم تتوقف أرقام ابن الباهية عند هذا الحد، حيث أسهم في صناعة 20 هدفا خلال 24 مباراة لعبها مع الخضر، أي بمعدل يقترب من هدف في كل مباراة، فيما سجل بلايلي 5 أهداف وقدم 13 تمريرة حاسمة وحصل بنفسه على ضربتي جزاء تم تسجيلهما بواسطة زملائه، وهي أرقام تبدو تعجيزية ويصعب كسرها. وتعلق الآمال على بلايلي في لقاء اليوم، خاصة وأنه قادر على صنع الفارق في أي لحظة، بفضل المهارات التي يتمتع بها، فضلا عن تفاهمه الكبير مع المهاجم بغداد بونجاح، إذ يشكل معه ثنائية فريدة من نوعها، بدليل أنهما أسهما في عدة أهداف. وفضلا عن بلايلي ومحرز، فإن الناخب الوطني ينتظر الكثير من المخضرم سفيان فغولي والمهاجم بغداد بونجاح، فالثنائي مطالب اليوم بالقيام بأدوار تكتيكية خاصة، سيما نجم غلطة سراي التركي الذي تمت إراحته في لقاء جيبوتي، حتى يكون في أتم الجاهزية أمام «الخيول». ويبدو أن حرارة وخبرة فغولي، ستكون مطلوبة في مثل هذا الموعد، كما كان الحال في اللقاءات الكبيرة التي لعبها المنتخب الوطني في عهد بلماضي، على غرار مباراة كوت ديفوار التي سجل فيها هدفا هاما، فضلا عن تألقه أمام «نسور قرطاج» في ودية رادس، حيث كان كلمة السر في الخط الأمامي. يأتي هذا، في الوقت الذي سيكون فيه بغداد بونجاح مطالبا بالتألق وتأكيد أحقيته بالمكانة الأساسية، على حساب منافسه الأبرز إسلام سليماني الذي يمر بفترة زاهية، بعد رباعيته في مرمى جيبوتي. وقرر بلماضي الاعتماد على بونجاح لأدواره التكتيكية الكبيرة، المتمثلة في فتح المساحات لزميليه بلايلي ومحرز، فضلا عن إجادته اللعب في الفراغات وحسن استغلاله للكرات الهوائية، إلى جانب تميزه في المرواغات، مقارنة بمنافسيه في الخط الأمامي دولور وسليماني.