أثار غياب المخضرم سفيان فغولي عن مباراة جيبوتي الخميس الماضي، في افتتاح التصفيات المونديالية الكثير من التساؤلات، خاصة أن نجم غلطة سراي التركي، يعتبر من أهم ركائز تشكيلة أبطال إفريقيا في وسط الملعب، بالنظر إلى دوره التكتيكي الرفيع وقدرته على الربط بين الدفاع والهجوم باقتدار، غير أن الأخبار التي تحصلت عليها النصر من مصادرها العليمة، أكدت بأن الناخب الوطني جمال بلماضي لم يُبعد فغولي من حساباته كما يعتقد البعض، بل فضل إراحته فقط لضمان تواجده في أفضل لياقة ممكنة، خلال اللقاء القادم أمام منتخب بوركينافاسو هذا الثلاثاء بملعب مراكش، برسم الجولة الثانية من التصفيات. ودخل بلماضي مباراة جيبوتي بتكتيك مغاير، عما تعود عليه الخضر مع هذا المدرب، خاصة في ظل ضعف المنافس، الذي لم يكن بحاجة إلى ثلاثة عناصر في وسط الميدان، بقدر ما كان الناخب الوطني يصر على إضافة لاعب آخر في الخط الأمامي، بحثا عن تسجيل أكبر نتيجة ممكنة، وهو ما حدث في آخر المطاف، بفضل إشراك إسلام سليماني إلى جانب بغداد بونجاح. وتمت إراحة فغولي في لقاء تشاكر، كون بلماضي يوده أن يكون في أتم جاهزيته لمباراة هذا الثلاثاء، والتي ستكون نتيجتها حاسمة في التأهل المبكر للخضر، سيما في حال نجاح رفاق القائد رياض محرز في العودة بكامل الزاد، وهو ما سيرفع رصيدهم إلى ست نقاط، بفارق ثلاث نقاط عن «الخيول»، مع أفضلية الموعدين المقبلين أمام النيجر، أين سيكون المنتخب الوطني أمام طريق مفتوح لتحقيق انتصارين، قد يضمنان التأهل إلى الدور الفاصل، قبل خوض الجولتين الخامسة والسادسة. ومما لا شك فيه سيكون الناخب الوطني بحاجة إلى حرارة وخبرة فغولي في مباراة هذا الثلاثاء بملعب مراكش، باعتبار أن لاعب نادي غلطة سراي التركي قادر على صنع الفارق، في ظل الأدوار التكتيكية الكبيرة التي يقوم بها، ويكفي العودة إلى مردوده المتميز في ودية نسور قرطاج شهر جوان الماضي، أين كان الأفضل، رغم مشاركته في منصب جديد بالنسبة له (لعب خلف بونجاح). وتحدث مدرب الخضر، خلال الندوة الصحفية عن الأسباب، التي جعلته يبقي فغولي في الاحتياط في لقاء جيبوتي، وقال في هذا الشأن: «فغولي لاعب مهم، ولكن في لقاء جيبوتي أردت تجربة رسم تكتيكي جديد بلاعبين فقط متأخرين في وسط الميدان، ولا يمكنني الإفصاح عما سأقوم به مع سفيان خلال المواجهة المقبلة». ويملك فغولي إحصائيات متميزة مع الخضر، حيث ساهم في 29 هدفا (سجل16 هدفا وقدم 13 تمريرة حاسمة)، ليكون بذلك في الصف الثالث خلف كل من المتميزين سليماني ومحرز، ومتقدما على عناصر أخرى تُصنف في خانة الركائز، على غرار بغداد بونجاح، الذي يمتلك هو الآخر أرقاما رائعة.