كشف، فتحي قاسمي، مؤسس ومدير حاضنة المؤسسات الناشئة بولاية تبسة، في لقاء مع جريدة النصر، أنه حظي خلال هذا الأسبوع، رفقة فريق الحاضنة بلقاء مع وزير الصناعة» أحمد زغدار» بمقر الوزارة بحضور إطارات الوزارة، ورؤساء المؤسسات العمومية الصناعية، وبرافقة الجامعة الصناعية، ليكونوا رفقاء فريق الحاضنة لصناعة هذا المولد. محدثنا، أوضح أن اللقاء سمح بعرض توضيحات وافية على الوزير، حول فوائد تصنيع مولدات الأكسجين في الجزائر، مؤكدا أنه أول مشروع لصناعة مولدات الأكسجين بخبرات وطنية من الطاقات الشبانية تطلقه الجزائر، مضيفا أن المولد سيكون حاضرا قبل دخول الموجة الرابعة من وباء كورونا، حسب ما يقوله الخبراء، من أن هناك موجة رابعة قادمة، كما تم خلال هذا اللقاء حسب ذات المتحدث، عرض هذا المشروع ومراحل تجسيده، بداية من النموذج الأولي إلى غاية تسويقه في السوق المحلية، مع إمكانية تصديره نحو الأسواق المجاورة، إلى جانب إبراز خبرات فريق « الحاضنة» في إصلاح مولدات الأكسجين في بعض المستشفيات، كما هو الشأن لمستشفى " بكّارية" بولاية تبسة، الذي تمكن فريق الحاضنة من إعادة تشغيله بعد أن كان خارجا عن الخدمة، والقضاء على مشكلة التموين بالأكسجين في مستشفى بكارية، وتطلبت العملية يومين من العمل المتواصل ليلا نهار، وتمت بالامكانات الخاصة وبمبادرة تطوعية من شباب حاضنة المؤسسات، رفقة مهندس في الطيران، وهو ما مكنهم من ابتكار لوحة تحكم جديدة لتشغيل مولد الأكسجين. المتحدث، أشار إلى أن الوزير زغدار، نوّه عاليا في هذا الخصوص، بالمجهودات الكبيرة المبذولة من طرف الشباب القائمين على هذه المؤسسة، مؤكدا دعم ومرافقة وزارة الصناعة لنا في كل مراحل تجسيد المشروع الذي يكتسي أهمية بالغة لاسيما في الظرف الصحي الراهن، وأعطى تعليمات بتوفير الإمكانات اللازمة لهذه الحاضنة، وذلك بمساهمة عدد من المجمعات الصناعية في إطار الإدماج، لتمكينها من تحقيق مشروعها في أقرب الآجال، مشيدا بهذا النوع من المبادرات التي ستلقى التشجيع والمرافقة من طرف وزارة الصناعة. ضيفنا « فتحي قاسمي»، أكد أن فكرة صناعة مولد الأوكسجين، جاءت انطلاقا من مرافقة حاضنة المؤسسات الناشئة للمشاريع المبتكرة، حسب برنامج وزارة المؤسسات الناشئة، حيث انطلقت الفكرة أثناء تصليح مولد الأوكسجين بمستشفى بوقرة بولعراس ببكّارية، وأثناء عملية التصليح، اطلع الفريق عن قرب على أجزاء المولد، كيفية تركيبه، كيفية استعماله، والقيام بالبرمجة الخاصة بالمولد، لينطلق بعدها أعضاء الفريق في تركيب مولدات الأوكسجين التي زودت بها مستشفيات ولاية تبسة، ومستشفى عين البيضاء بولاية أم البواقي، ومستشفى مستغانم، لتبدأ رحلة التفكير في كيفية تطوير أول مولد أوكسجين في الجزائر، بكفاءات جزائرية صرفة، وتم استغلال المؤسسات الناشئة التي لديها عدة ابتكارات، وتم وضع مخطط من أجل تطوير النموذج الأولي لمولد الأوكسجين بشراكة مع المجمع الجزائري للجامعة الصناعية التابع لوزارة الصناعة، وستقوم الحاضنة بتطوير أبحاثها في أقرب وقت، سيما وأن النموذج الأولي متوفر، وستعرف الأسابيع القادمة ميلاد أول مولّد أكسجين في الجزائر. وبخصوص عملية تسويق وتصدير النموذج الأولي لهذا المولد الذي تحدثت عنه وزارة الصناعة نحو الخارج، قال " رؤوف سايغي» مدير المالية بالحاضنة، أن المولد الذي سيتم تصنيعه في الجزائر، سيكون بمواصفات عالمية، وسيكون مختلفا نوعا ما عن المولدات التي تم استيرادها من الخارج، لأنه تبين أثناء عملية تركيب وتشغيل هذه المولدات، اكتشاف عيوب كثيرة فيها، أين تم تصليحها وأخذها بعين الاعتبار قصد تطوير هذه النماذج، وستكون تكلفة إنتاج المولدات منخفضة مقارنة بالمولدات المستوردة بنسبة 50 إلى 60 بالمئة من سعرها، وهو ما يساهم في تخفيض فاتورة الاستيراد من العملة الصعبة، وفيما يخص التسويق، كشف المتحدث على أن العملية تتم في بدايتها على المستوى الوطني، لتبية احتياجات المستشفيات من هذه المولدات، تليها المرحلة الثانية والمتعلقة بالتسويق نحو الدول الشقيقة، ثم الدول الإفريقية، والأهم من كل ذلك، يضيف محدثنا أن يكون للجزائر مخزون استراتيجي لاستخدامه في الدبلوماسية الاقتصادية، وفقا لبرنامج رئيس الجمهورية في هذا المجال. حاضنة المؤسسات الناشئة بولاية تبسة، من بين الفضاءات الهامة التي استحدثتها الدولة لصالح الشاب المبتكر، حيث استطاعت في فترة وجيزة استقطاب عشرات الأفكار الشبانية الخلاقة التي يطمح أصحابها من ذوي الشهادات الجامعية، لتحويلها إلى مشاريع قادرة على منافسة الأسواق الجهوية و الدولية، و من ثم ضخ موارد مالية إضافية في خزينة الدولة خارج قطاع المحروقات، فهي عبارة عن فضاء شباني يهتم بالأفكار الخلاقة، يعمل في البداية على استقبال المشاريع الناشئة و تحويلها من التنظير إلى التجسيد. الحاضنة ومنذ فتحت أبوابها شهر فيفري 2021، استقبلت العشرات من المشاريع الناشئة و الأفكار الشبانية التي ينتظر مرافقتها، كما يتضمن برنامجها السنوي، تخصيص 192 ساعة تكوينية لفائدة الشباب المبتكر و أصحاب الاختراعات على مدار 8 أشهر، و يتضمن نشاطها كذلك مرافقة و مراقبة العشرات من المؤسسات الناشئة، من خلال دراسة الجدوى الاقتصادية لتلك المشاريع و كذا ملاءمتها لطبيعة الولاية، و تزود المبتكرين الشباب بمختلف الاستشارات الرامية إلى تطوير مؤسساتهم المستحدثة، فضلا عن تذليل الصعوبات التي قد تواجه هذه الفئة أثناء مرحلة التجسيد، واستقبلت أزيد من 263 مشروعا، من داخل ولاية تبسة و من خارجها، و هي مشاريع لشبان جامعيين، خضعت بعض مشاريعهم للتجربة و نجحت، بينما مازال البعض منها قيد التجربة و هذه بعض المشاريع الواعدة.