الاكتئاب الموسمي، أو الاضطراب العاطفي الموسمي، هو الاكتئاب المرتبط بنقص الضوء الطبيعي، يتميز باضطرابات المزاج التي تحدث غالبا بعد تغيير الموسم وعادة في الخريف أو الشتاء، ويمكن أن يتطور هذا المرض بشكل مزمن عندما لا يتم تشخيصه وعلاجه بسرعة كافية ، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من اكتئاب موسمي حقيقي، أن يواجهوا صعوبة في القيام بأنشطتهم المعتادة. وغالبا ما لا يكون الشخص المكتئب على دراية بالاضطراب الذي يعاني منه ويحتاج لبعض الوقت لإدراك الأمر وهم حالته، وحسب المختصين، فإن الجميع معرضون للإصابة بهذا النوع من الاضطرابات ومع ذلك، تعد النساء الفئة الأكثر عرضة للإصابة به بنسبة 70 إلى 80 بالمائة، ونادرا ما يتأثر الأطفال والمراهقون، ويبقى التنبه للحالة ضروريا لتجنب تعقيدها مع مرور الوقت، و عليه توضح المختصة النفسانية العيادية مريم محمدي، أن نوبة الاكتئاب تحدث في نفس الوقت من كل عام عندما تكون الأيام قصيرة ويقل الضوء، وتبدأ عادة عندما يكون هناك تغير في الطقس خصوصا في الخريف عندما تقل أشعة الشمس الطبيعية، كما يحدث في فصل الشتاء وتستمر الحالة إلى غاية الربيع التالي، ومن بين الأعراض الشائعة لهذا الاضطراب النفسي، المزاج الحزين والعميق والكآبة والتوتر الشديد واللامبالاة العاطفية، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية وعدم التحمس لها وغير ذلك. وقد تظهر أعراض أخرى مثل اضطرابات النوم والتعب المزمن والتهيج و فرط الحساسية و اضطرابات الأكل (الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن أو فقدان الشهية)، وانخفاض في التركيز وانخفاض في الوظائف الفكرية، بالإضافة إلى الصداع وآلام المعدة والميل إلى الانعزال، و يمكن أن تزداد أعراض الاكتئاب الموسمي لدرجة بلوغ مرحلة التفكير بطريقة انتحارية، كما قد تختفي تدريجيا في الربيع أو بشكل عفوي أثناء رحلة في يوم مشمس، لذلك تؤكد الأخصائية على أهمية استشارة المختص النفساني أو المختص في الأمراض العقلية من أجل علاج المريض. ولتجنب حالات الاكتئاب الموسمي أو تحسين المزاج، تنصح بإتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة نشاط رياضي منتظم لمدة 30 دقيقة، ثلاث مرات في الأسبوع في الهواء الطلق إن أمكن، مع استنشاق الهواء النقي وتزيين المنزل وتهويته وممارسة العلاج بالضوء، والابتعاد عن الأفكار السلبية لأنها تؤثر على نفسية المريض، وغيرها من التوصيات التي يمكن أن تساهم في تجنب الاكتئاب أو تحسين المزاج، مشيرة إلى أنه بمجرد ظهور الأعراض الأولى للاكتئاب الموسمي ، فإنه من الضروري استشارة الطبيب من أجل تشخيص الاضطراب، و مؤكدة على أهمية البدء في العلاج مبكرا، حتى لا يؤدي تفاقم الوضع إلى مشاكل أكثر خطورة، علما أن أفضل فترة للتدخل تكون بين شهري سبتمبر و أكتوبر. ويشمل علاج الاكتئاب الموسمي حسب الأخصائية، العلاج بالضوء، ويتم عن طريق مصباح مخصص لهذا النوع من المرض، وهي تقنية أثبتت فعاليتها في التخفيف من درجة الاكتئاب كما يمكن التعرض للضوء الطبيعي بشكل يومي، و هي طريقة أفضل ليس لها آثار جانبية خطيرة، يمكن أيضا أن يصف الطبيب للمريض مضادات الاكتئاب أو القلق أو مثبتات المزاج في حال تطور الحالة، مع ذلك يبقى المتابعة النفسية ضرورية جدا لأنه تساعد على التغلب على الاكتئاب الموسمي من خلال العمل معالجة المواقف والسلوكيات السلبية، و في الحالات الشديدة فإن الاستشفاء يعد ضروريا.