المضادات الحيوية عقاقير قوية يمكن أن تسبب آثارا جانبية و ردود فعل تحسسية عند تناولها دون استشارة طبية، ويمكن أن تتداخل مع الأداء الطبيعي للجسم وتدمر البكتيرية الطبيعية في الأمعاء وحسب المختصين، فإنه يمكن أن يؤدي تناول المضادات الحيوية أيضا إلى إضعاف البكتيريا المقاومة مما يجعل علاج العدوى اللاحقة أكثر صعوبة، لذلك من الضروري استشارة الطبيب قبل تناولها. ويضيف المختصون، أن كل مضاد حيوي له آثاره الجانبية كغيرها من الأدوية الأخرى خاصة إذا أسيء استخدامه، وتُعتبر الاضطرابات الهضمية الأكثر شيوعا، وتكون المضادات الحيوية أيضا مسؤولة في بعض الأحيان عن تفاعلات الحساسية الشديدة، والتي تتجلى في الحكة والطفح الجلدي العام. وفي ذات السياق، يوضح الدكتور رشيد معاشة صيدلي رئيسي، أن التطبيب الذاتي بالمضادات الحيوية يعد من مشاكل الصحة العمومية، بسبب انتشار تناولها العشوائي من طرف المواطنين، مؤكدا أن صرفها في الصيدليات يجب أن يضبط بوصفة طبية لتفادي أضرارها. وأكّد الصيدلي في حديثه مع النصر، بأنه لا يجب علاج كل أنواع العدوى بالمضادات الحيوية، فغالبا ما يكون تناول هذه العقاقير لمكافحة الالتهابات البكتيرية الخفيفة غير ضروري، نظرا لأنه في معظم الحالات، يكون الجهاز المناعي قادرا على مواجهة هذه العدوى بنفسه، موضحا، أنه يمكن تخفيف معظم الأعراض بالأدوية الأخرى، ولن يقلل تناول المضادات الحيوية من شدة الأعراض أو يساعد على الشعور بالتحسن بشكل أسرع، ومضيفا بأنه يجب استعمالها في الحالات الضرورية فقط وبناء على وصفة طبية. وفي ذات السياق، ينصح المتحدث بعدم اقتناء هذه الأدوية دون استشارة الطبيب، مشيرا إلى أن الأخصائي وحده قادر على تشخيص حاجة المريض للمضاد الحيوي بناء على نوع الأعراض التي يعاني منها، كما حذر من تخزين المضادات الحيوية في البيت لاستخدامها لاحقا، وشدد على عدم استعمال تلك المتبقية من العلاجات السابقة وعدم مشاركتها مع أشخاص آخرين لتفادي مخاطرها على الصحة. ويؤكد الصيدلي، بأن المضادات الحيوية ليست مسكنات للألم ولا يمكنها علاج جميع الأمراض، ولا تحتوي على نفس تأثيرات المسكنات، ولا يمكنها تخفيف الصداع أو آلام العضلات أو الألم أو الحمى، فهي فعالة فقط في مكافحة الالتهابات البكتيرية، ولا يمكن استخدامها لعلاج الالتهابات التي تسببها الفيروسات مثل نزلات البرد و الأنفلونزا، مؤكدا أن تناول المضادات الحيوية بطريقة خاطئة لن يشعر المريض بالتحسن، بل قد يسبب له الإسهال والغثيان والطفح الجلدي، كما أنّ استخدامها بطريقة عشوائية يزيد من مقاومة البكتيريا لها، ويمكن أن تكون هذه الآثار الجانبية أكثر خطورة وتتسبب في «صدمة الحساسية»، ولذلك على المريض أن يتعود على كيفية الاعتناء بنفسه، بدون مضادات حيوية، ويجب استشارة الصيدلي للحصول على النصائح ويمكن أن تساعد الأدوية الأخرى في تخفيف الأعراض فالمسكنات مثلا، تخفف الأوجاع والألم والحمى.