مواطنون يعرقلون حركة الترامواي بعلي منجلي في قسنطينة يعرف الشطر الثاني من توسعة خط الترامواي بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، بعد شهر من دخوله الخدمة، حالة من الفوضى بعدد من النقاط لعدم احترام الإشارات الضوئية من طرف بعض الراجلين و أصحاب المركبات الذين يعرّضون أنفسهم للخطر، ويتسببون أحيانا في عرقلة مسار العربات، وهو وضع دفع بمصالح الأمن إلى تجنيد فرق خاصة تسهر على ضمان حركة مرورية من أجل أمن وسلامة المواطنين. روبورتاج: حاتم بن كحول دخل الشطر الثاني من خط الترامواي بعلي منجلي، حيز الخدمة أواخر شهر سبتمبر الماضي، بعد أن أصبح المسار يمتد من محطة قادري إبراهيم بمفترق الطرق الأربعة باتجاه جامعة عبد الحميد مهري، على مسافة 3.6 كيلومتر، مرورا على ست محطات جديدة مجهزة بستة أكشاك تجارية، وعلى مسار يضم نفقين وجسرا واحدا. و بعد أشهر من الانتظار، استبشر قاطنو المقاطعة الإدارية خيرا، بعد توفر وسيلة نقل عصرية تنقلهم من المحطات الجديدة القريبة من سكناتهم باتجاه وسط مدينة قسنطينة، لكن وبعد أيام قليلة من بدء الاستغلال، بدأت فوضى كبيرة تسجل في مختلف تقاطعات الترامواي بالمركبات، وكذا على طول المسلك الجديد مرورا على مجمعات سكنية، في مظاهر وقفت عليها النصر خلال ساعات من المعاينة الميدانية في الفترة المسائية. مواطنون لا يحترمون الإشارات المرورية وقد قامت المصالح البلدية بوضع لافتات مرورية، وتزويد بعض التقاطعات بإشارات ضوئية، من أجل تنظيم حركة المرور، إلا أن عددا كبيرا من السائقين لا يحترمون الإشارات، ما جعل حياتهم معرضة للخطر، إذ كادت حوادث مرورية أن تحصل لولا سيطرة سائقي عربات الترامواي على الوضع. و تتمثل أول نقطة سوداء تشكل تهديدا على حياة السائقين، في تقاطع حي الفيرمة، أين يحدث ازدحام مروري بسبب عدم احترام الإشارات الضوئية أو الأخرى المثبتة قبل التقاطعات، حيث يقوم سائقون بالمرور على بعد أمتار قليلة فقط من مكان تواجد العربات، دون أية استجابة لتنبيهات السائق. كما يرفض أصحاب سيارات قادمون باتجاه حي الفيرمة أو كوسيدار السماح للمركبات التي تكون بصدد اجتياز السكة، رغم أحقيتها في المرور وفقا لإشارة الضوء الأخضر، فتتعطل الحركة و يجد بعض السائقين أنفسهم على مسار خط الترامواي الذي هو بصدد السير، كما لا يحترم آخرون إشارة «أفسح المجال» بالنسبة للقادمين من محور الدوران ما يتسبب أيضا في ازدحام خانق يعطل في غالب الأحيان حركة العربات. و شاهدنا تكرار نفس التصرفات في ثاني نقطة سوداء بحي كوسيدار، أين لا يفسح مستعملو الطريق الرئيسي المجال أمام السيارات التي تقطع المسار، ما يكاد يؤدي إلى وقوع حوادث مرور، ليضطر سائق عربات الترامواي للتوقف كليا عن السير إلى حين تحرر حركة السير، كما وقعت حوادث مرور بسيطة تتمثل في اصطدام بين مركبات بعدة مرات. و عكس النقطتين السالف ذكرهما، تكون حركة الترامواي سلسلة في المناطق التي تعرف تواجدا مكثفا للمركبات، إلا أنها لا تتقاطع مع مساره، بفضل إنجاز جسر في حي الاستقلال، وكذا نفقين أحدهما بنقطة التقاطع المؤدية إلى مركز البريد بالوحدة الجوارية 1، والثاني في حي «جيكو» باتجاه أحد المراكز التجارية المعروفة. كرة القدم والركض والتنزه على المسار! كما رصدنا تصرفات أخرى تجعل حياة المواطنين مهددة، مثل ممارسة بعض الأطفال وحتى الكهول للرياضة على سكة الترامواي، وخاصة في المسار الواقع بين عمارات «عدل» الصينية وعمارات «جيكو»، أين ينتشر عدد كبير من الصغار وهم يلهون وكأنهم وسط حديقة عمومية، مستغلين وضع العشب الطبيعي في بعض المساحات من أجل لعب كرة القدم وكذا الركض وغيرها من الألعاب التي عادة ما تمارس في مناطق آمنة. لاحظنا أيضا أن أطفالا صغارا يقومون باجتياز مسار الترامواي باتجاه المحلات التجارية الواقعة في الجهة المقابلة بحيي الفيرمة و كوسيدار، اللذين يعتبران من أكثر الأحياء حيوية في علي منجلي، ويحدث ذلك دون الأخذ بعين الاعتبار الخطر المحدق بهم، خاصة وأنهم يسيرون وسط السكة ببطء، حتى أن بعض البالغين يطلبون من سائق الترامواي تخفيض السرعة، حتى يتيح لهم المرور ولا يضطروا إلى الركض! و يقوم العشرات من الكهول والشباب بممارسة رياضة الجري على طول مسار الترامواي، ومنهم من يضع سماعات على أذنيه، وهو ما يعرضهم للخطر، خاصة وأنهم يمرون بتقاطعات دون التفطن لصوت منبه الترامواي، كما يشرد البعض منهم وهو يركض ليجد نفسه على بعد مسافة قريبة جدا من السكة. أما في الفترة المسائية وتحديدا بعد الساعة الرابعة، فتتجمع عائلات بالقرب من مسار الترامواي، من أجل التنزه أو الجلوس على الأرضيات المعشوشبة طبيعيا، كما يقوم بعض الأزواج بالسير على طول مسار الترامواي، وتحديدا من «جيكو» إلى حي الاستقلال وتمتد النزهة أحيانا إلى محطة قادري إبراهيم، رغم إمكانية انحراف العربات عن مسارها، ما قد يلحق بهم الأذى. سائقو عربات يعيشون حالة «توتر» دائم و أكد سائقون لعربات الترامواي في حديث للنصر، أنهم أصبحوا يعيشون أوقات عصيبة مليئة بالتوتر والحذر، مباشرة عند الانطلاق من محطة قادري إبراهيم وتحديدا قبل الوصول إلى محطة الفيرمة، وأوضح البعض منهم أنهم يضطرون لتخفيض السرعة بدرجة كبيرة، و أحيانا يجبرون على التوقف من أجل السماح بمرور المركبات في هذا التقاطع و أضاف المتحدثون، أن جل السائقين لا يحترمون المسار المخصص لسير الترامواي، ما يجعلهم عرضة لحادث مرور، لولا ردة فعلهم السريعة و تكوينهم الجيد في القيادة، وأضافوا أنهم يعانون أيضا من تصرفات بعض الراجلين الذين لا يعيرون أي اهتمام لاقتراب عربات الترامواي منهم، حتى يضطروا إلى تنبيههم عبر إطلاق صوت الإنذار، إلا أن المارة يقابلون تلك التنبيهات بالعتاب. و أمام هذه التصرفات التي تجبر سائقي الترامواي على تخفيض سرعة السير، يقوم زبائن بالاحتجاج من داخل العربات مطالبين برفع السرعة، متحججين بأن مدة التنقل طويلة، رغم أن حركة السير تنخفض تحديدا عند تواجد تقاطعات في التوسعة الجديدة للخط، و بسبب سلوك بعض أصحاب المركبات والراجلين. شباب يحتلون مقاعد المحطات نقاط سلبية أخرى سجلتها النصر عند القيام بهذا الروبورتاج، وتتمثل في احتلال بعض الشباب للمقاعد المخصصة لجلوس المسافرين بمختلف المحطات وخاصة بمحطات الفيرمة و كوسيدار وجيكو، حيث يستغلها بعض المراهقين في ممارسة لعب الأوراق أو الدومينو و كذا النرد على هواتفهم الذكية، و يطلقون أصواتا مرتفعة بعضها فيما يتلفظ عدد منهم بعبارات نابية وسط قهقهات و طريقة جلوس تجعل الكهول يبتعدون عن المحطة إلى حين موعد وصول وسيلة النقل. كما تعرف عربات الترامواي اكتظاظا يفوق بكثير مما كان عليه الأمر قبل إطلاق الشطر الثاني من التوسعة، حيث تشهد مختلف العربات إقبالا كبيرا، ما جعل المراقبين يجدون صعوبة في مراقبة تفعيل بطاقات الركوب. من جهة أخرى، سجلت مصالح «سيترام» تشكّل برك مائية تغطي مسار الترامواي رغم إجراء تجارب تقنية دامت لأزيد من شهرين، إلا أن دخول وسيلة النقل حيز الخدمة، تزامن مع بداية تهاطل غزير للأمطار في الأيام الماضية، ما أظهر اختلالات تكتشف بمرور الوقت، وخاصة على مستوى نقطتين الأولى مقابل محطة حي الفيرمة والثانية في المسار الواقع ما بين عمارات «عدل» الصينية وحي جيكو. رجال الشرطة لتأمين و مرافقة زبائن الترامواي و سارعت مصالح المقاطعة الإدارية علي منجلي، إلى إطلاق أشغال تدعيم شبكة صرف مياه الأمطار في محيط مسار الترامواي، تفاديا لوقوع حوادث أو تعطلات تكون ناتجة عن تجمع المياه، و انطلقت الأشغال أول أمس، على مستوى النقطة السوداء بين عمارات «عدل» و جيكو، و تشرف المقاطعة الإدارية على العملية وبتدخل من مديرية الموارد المائية ومؤسسة تسيير المدينتين الجديدتين عين نحاس وعلي منجلي «إيفانام»، حسب ما جاء في الصفحة الرسمية للمقاطعة الإدارية على مواقع التواصل الاجتماعي. و أطلقت مصالح أمن دائرة علي منجلي، فرقة ترامواي تعمل بالمدينة الجديدة، بداية من أمس، من أجل مرافقة المواطنين المترددين على هذه الوسيلة، وضمان عمل جواري للحفاظ على الأمن العام، كما تسعى ذات المصالح لضمان خدمة راقية للمواطنين و ممتلكاتهم، خاصة على مستوى المرافق الحيوية التي تشهد تردد عدد معتبر من المواطنين، ومواكبة مختلف التطورات التي تشهدها مختلف القطاعات، موازاة مع تمديد خط سكة الترامواي الذي أصبح يمر على عدة نقاط بعلي منجلي، حسب ما جاء في بيان وارد من أمن الولاية.