أكّد الناخب الوطني جمال بلماضي، أن عناصره في أتم الجاهزية لتجاوز عقبة منتخب بوركينافاسو، واقتطاع تذكرة العبور للمحطة النهائية من تصفيات المونديال، ولو أنه اعترف بصعوبة المأمورية في لقاء اليوم، أمام منافس يراه صعب المراس، مقارنة ببقية منتخبات المجموعة (النيجروجيبوتي). بلماضي الذي نشط ندوة صحفية صبيحة أمس، بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، تحدث بإسهاب عن أهمية موعد عشية اليوم، مؤكدا بأن تأشيرة التأهل لن تفلت من الخضر، خاصة وأنه يود المشاركة في نهائيات كأس العالم، بعد أن ضيعها كلاعب. وقال مدرب الخضر في هذا الخصوص:» دقت ساعة الحقيقة، ولم يبق أي شيء للصدفة، ولقاء بوركينافاسو سيكون حاسما بما تحمله الكلمة من معنى، على اعتبار أن مستقبل منتخبنا الوطني، سيتحدد على ضوء نتيجته النهائية، نحن ندرك ما ينتظرنا، وسيتعين علينا القيام بما هو ضروري لضمان تأشيرة التأهل إلى المحطة النهائية، لقد كثر الحديث عن موعد اليوم، وعن سلسلة نتائجنا الإيجابية، وهنا أؤكد لكم بأنه سيأتي اليوم الذي سننهزم فيه ولكن لن يكون غدا (يقصد أمام الخيول)، على اعتبار أننا لن نفرط في تأشيرة التأهل للمونديال مهما يحصل، خاصة وأننا نمتلك كافة المقومات للعبور، ويكفي أننا أبطال إفريقيا». وتابع مسؤول العارضة الفنية للمنتخب الوطني حديثه عن موعد اليوم، واعدا الجماهير بعدم منح أي فرصة للمنافس:» صحيح أن منتخب بوركينافاسو صعب، ولديه الرغبة هو الآخر لخطف تأشيرة المونديال، ولكن لن نمنح له الفرصة، وسنقضي على أحلامه فوق الميدان، كوني لا أفكر في تضييع مونديال قطر، فلقد سبق لي أن حرمت من المشاركة في نهائيات كأس العالم لما كنت لاعبا، بسبب تعرضي لإصابة قبل مونديال 2010، ولكن حضوري كمدرب سيكون أفضل تعويض». نحن في آخر الأمتار أبدى بلماضي رغبة جامحة في تخطي عقبة منتخب بوركينافاسو، ولم لا التأهل إلى المحطة النهائية، مشيرا بأن الخضر على بعد 3 خطوات فقط من الوصول إلى الهدف المنشود، وفي هذا الصدد قال:» كما تعلمون نحن في الأمتار الأخيرة، ولم يتبق أمامنا سوى ثلاث لقاءات، من أجل الوصول إلى مونديال قطر، ولذلك لن ندخر أي جهد في سبيل الوصول إلى مبتغانا ومبتغى جماهيرنا التي تعلق آمالا كبيرة على هذا الجيل، خاصة بعد فوزه بكأس أمم إفريقيا الأخيرة، نحن نتطلع إلى الأمام دوما، وأريد أخذ الفريق إلى أعلى مستوى ممكن». مرتاح لتعيين حكم مونديالي ونريد حقنا فقط عبّر مدرب الخضر عن ارتياحه لتعيين الحكم الجنوب إفريقي فيكتور غوميز لإدارة موقعة اليوم، خاصة وأن الأخير معروف بمستواه الجيد، مقارنة ببقية حكام القارة السمراء، ولئن كان بلماضي قد عبر عن تخوفاته من القرارات الخاطئة التي قد تخلط الحسابات، وهو الذي اشتكى من أصحاب البذلة السوداء في عديد المناسبات، لعل آخرها أمام منتخب جيبوتي، حينما تغاضى الحكم البنيني عن طرد لاعبين من المنافس، رغم تدخلاتهم الخشنة في حق كل من محرز وبلايلي وفغولي، وهنا قال بلماضي:» التحكيم في قارة إفريقيا لطالما أثار مخاوفي، ولطالما اشتكيت منه في كثير المناسبات، لعل آخرها أمام جيبوتي، إذ لم يقم بحماية عناصري، رغم التدخلات الخشنة، على غرار ما حصل مع محرز الذي تلقى تدخلات قوية من الخلف، ورغم ذلك لم يحرك الحكم ساكنا، وحتى الحكم الرابع لما سألته لم يجبن، على العموم أتمنى أن يكون حكم بوركينافاسو عادلا ويمنحنا حقنا فقط، فمباريات من هذا النوع لا تحتمل أي أخطاء، ولو أنني واثق من مقدرة الجنوب إفريقي على إدارة اللقاء باقتدار لما يمتلكه من مستوى فهو حكم مونديالي، وسيبذل قصارى جهده لضمان إجراء المباراة في أفضل الظروف، التحكيم في إفريقيا ليس واضحا، وما يجري في غرف تغيير الملابس محير، وحتى في فترة ما بين الشوطين، تتفاجأ بالضغوطات المفروضة، فالحكم يجبرك على العودة لأرضية الميدان بعد 8 دقائق وليس 15 دقيقة، كما يخوله لك القانون». منافسنا لا يتكتل في منطقته ويجيد الخروج بالكرة وفي رده بخصوص نقاط قوة وضعف أشبال مالو، بعد معاينتهم في حصة الفيديو، فقد قال بلماضي، إن كل شيء متوقف على النتيجة النهائية المحققة اليوم، ولو أنه لم يبخل رفقة أعضاء طاقمه الفني بشيء، لتحضير الوصفة المناسبة، وهنا أضاف:» النتيجة النهائية وحدها من ستخبرنا إن كنا قد درسنا بوركينافاسو بشكل جيد، ولكن كونوا أكيدين أننا قضينا وقتا طويلا في معاينتهم، حتى نقف على نقاط قوة وضعف المنافس»، وتابع حديثه عن لقاء اليوم، وعن أبرز ما يخشاه من الجانب البوركينابي:» بوركينافاسو لها أسلوب مغاير عن منتخب النيجر، فمثلا أشبال كفالي يلعبون بخمسة مدافعين في الخلف، مع التكتل في الخلف، فيما يفضل الخيول اللعب بأربعة مدافعين فقط، ولكن مع امتلاك ميزة إخراج الكرة بشكل جيد، وبالتالي هناك فروقات كبيرة بينهما، وهو ما أخذناه بعين الاعتبار، تحسبا لموعد اليوم، فلقاءات من هذا النوع تجعلنا نقدم إرشادات تكتيكية خاصة». خيارات مالو في ذهني باستثناء منصب واحد تحاشى الناخب الوطني الخوض في تفاصيل التشكيلة الأساسية المعنية بخوض تحدي اليوم، غير أنه كشف خيارات منافسه مالو، في ظل معرفته الجيدة بتعداد الفريق المنافس، في خرجة مشابهة لما فعله، خلال نهائيات «كان» مصر، عندما قدم التشكيلة الأساسية لمنتخب السنغال لصحفية من ذات البلد، على هامش تنشطيه الندوة الصحفية التي سبقت المباراة النهائية، وفي هذا الصدد قال:»تحاولون بأي ثمن معرفة التشكيلة الأساسية للخضر، ولكن هذا لن يحصل إطلاقا، على اعتبار أن مالو دون شك سيتابع ما قلته في الندوة الصحفية، وهنا أؤكد لكم بأنني على علم بتركيبة الفريق الذي سنواجهه غدا، فخيارات منافسنا في ذهني باستثناء منصب قلب الهجوم، بعد إصابة لاسينا طراوري ومعاقبة محمد كوناتي». لقاء الأمسية أراه مستقبلي ! وردا على سؤال، بخصوص إمكانية بقائه مع الخضر لفترة طويلة على شاكلة المدرب السابق لمنتخب ألمانيا يواكيم لوف: «لسنا في ألمانيا، فهناك كل شيء واضح ولديهم تقاليد في هذه الأمور»، وأضاف بلماضي مازحا: «مستقبلي على رأس المنتخب، هو غدا مساء»، في إشارة منه إلى أنه يفكر فقط في مباراة اليوم أمام بوركينافاسو، وتابع: « لا يمكنني التخطيط لمستقبلي خلال الفترة الحالية، الآن عندنا هدف التأهل إلى كأس العالم والمشاركة في كأس إفريقيا المقبل، وعندما أمضيت عقدي السابق حدث ذلك في 5 دقائق، ولهذا ربما قال عمارة إن تجديد عقدي سيستغرق نفس الوقت أيضا، هذا لن يكون عائقا.. لا تهمني التفاصيل بل ما يمكنني تقديمه». مختتما الحديث عن هذه النقطة، أظن أنني رفقة طاقمي الفني تقدمنا في السن، مقارنة بالصورة التي كنا عليها قبل ثلاث سنوات، عندما جئت إلى المنتخب». كما رد بلماضي بخصوص اللعب دون مهاجم صريح: «في حال التفكير في هذا، فيجب أن نتعاقد مع بيب غوارديولا، وهو ما يتطلب توفير ميزانية كبيرة» !. أرضية تشاكر تحسنت والوجهة المقبلة وهران لم يتوان مهندس التتويج بالنجمة الإفريقية الثانية، في الإشارة إلى تجسن حالة أرضية ملعب الشهيد مصطفى تشاكر، وهو ما سيساعد رفقاء محرز على تقديم مباراة كبيرة اليوم أمام منتخب الخيول، وقال :» لقد حرصت على التنقل قبل موعد انطلاق الحصة التدريبية، من أجل معاينة الأرضية، صراحة إنها أفضل بكثير مما كانت عليه في السابق، خاصة في مباراة النيجر، لقد تدربنا عليها وهي مقبولة لأبعد الحدود، وهو أمر مفيد بالنسبة لنا، لأن جودة الأرضية تخدمنا وتساعدنا على تطبيق طريقة لعبنا المبنية في الأساس، على الاحتفاظ بالكرة والتوجه نحو الأمام عن طريق الكرات القصيرة والتوزيعات «. وأضاف مدرب الخضر:» لا أريد الحديث كثيرا عن قضية الملعب، لأنها تعتبر من بين الأسباب التي أثارت بعض المشاكل، التي كنا في غنى عنها، في حال سارت الأمور على أحسن ما يرام». وردا على سؤال حول إمكانية مغادرة ملعب تشاكر مستقبلا، قال:»الرغبة موجودة سواء بالنسبة لنا كطاقم فني أو حتى اللاعبين، وبحول الله سننتقل إلى ملعب وهران بعد نهاية تصفيات المونديال شهر مارس المقبل، خاصة وأننا قررنا من قبل لعب كامل التصفيات بتشاكر، قبل التوجه إلى غرب البلاد، في وجود ملعب جميل وأرضية جيدة، وليس لأنني من الغرب (يمزح) وافقت على هذا المقترح». مشواري كلاعب وراء فلسفتي الهجومية شدّد منشط ندوة أمس، على نقطة وصفها بالمهمة، والمتعلقة بطريقة لعب المنتخب الوطني، وقال:» أنا من عشاق اللعب الجميل، واستلهمت طريقة اللعب من مشواري الكروي، حيث كنت لاعب وسط ميدان هجومي، وأكثر من ذلك أنا من مواليد 76 وعشقت كرة القدم في مونديال 86 بفضل الأسطورة مارادونا، وعليكم أن تتصوروا كل شيء بعد ذلك، ومن الطبيعي أن أميل للعب الجميل». وأضاف:» فلسفتي واضحة وأحبذ اللعب الهجومي، واليوم تمكنا من تسجيل 23 هدفا في تصفيات المونديال ونحن أفضل هجوم، وهو أمر يبعث على الارتياح. إشراك 32 لاعبا في التصفيات «يكفي» المنتقدين استغل الناخب الوطني الفرصة للرد على بعض منتقديه، عندما قال:» الإحصائيات وحدها من تتحدث، وفي بعض الأحيان تكون أحسن رد، وعلى سبيل المثال لقد وجهت الدعوة ل 35 لاعبا في تصفيات المونديال، واعتمدت على 32 عنصرا، وربما هذا أحسن رد على من يتحدثون عن عدم القيام بالتغييرات على مستوى التعداد». وأضاف:» أستغرب ممن يتحدثون عن عدم منح الفرصة للاعبين جدد، هل يمكن الاستغناء عن محرز مثلا أو عدم توجيه الدعوة لبن ناصر، أعتقد بأن هذا ليس ذنبي، بل على العكس تماما من المفروض أن الجميع يفتخرون بوجود عناصر من الطراز العالي، ويحافظون على نفس المستوى». فغولي ذكي و وناس وبن رحمة موهوبان ولسليماني دور خاص أشاد بلماضي كثيرا بأداء بعض العناصر، في صورة فغولي وبن رحمة وبلايلي، كما كشف الدور الجديد لسليماني وسط المجموعة، عندما قال:»فغولي من اللاعبين المهمين كثيرا في التشكيلة، خاصة وأنه ذكي ومنضبط تكتيكيا، ويتجاوب مع جميع الخطط التي أعتمد عليها، بدليل أنني اعتمدت عليه كوسط ميدان على الجهة اليمنى، وتارة أخرى خلف المهاجمين، كما يمكنه حتى المشاركة في الاسترجاع، هو لاعب متكامل وقليل الكلام، والحال كذلك بالنسبة لبن رحمة، الذي يمكنه المشاركة كجناح أو كمهاجم ثان وحتى في منصب صانع ألعاب، مثلما هو الحال بالنسبة لبلايلي، دون أن ننسى سليماني الذي يقوم بدور خاص، من خلال تحفيز زملائه بالمونديال، ويحدثهم عن الأجواء التي عاشها في البرازيل، رفقة محرز وماندي وفغولي ومبولحي». كما وجه بلماضي رسالة إلى الثنائي بن عيادة وحلايمية، وقال:» عطال غير محظوظ، في كل مرة يستعيد فيها أفضل مستوياته إلا ويتعرض للإصابة، والكرة في مرمى حلايمية وبن عيادة». مرحبا بأي منافس في مباراة السد رفض الناخب الوطني، الخوض كثيرا في المباريات الفاصلة وهوية المنتخب الذي يفضل مواجهته، مؤكدا بأن تركيزه في الوقت الحالي منصب على تجاوز منتخب الخيول:» يجب علينا أولا كسب تأشيرة العبور إلى الدور الفاصل من خلال الفوز أمام بوركينافاسو، وبعدها يمكننا الحديث عن مباراة السد، حيث لا أفضل ملاقاة منتخب معين، كما تعلمون هناك قرعة ستجرى لاحقا، ونحن نرحب بأي منافس مهما كانت طبيعته». وأضاف:» كرة القدم في إفريقيا تطورت كثيرا، وهو ما يؤكد بأن كل المواجهات صعبة، وعليه يجب أن نحضر أنفسنا جيدا لهذا الموعد، ولكن قبل ذلك هناك كأس إفريقيا، التي ستجرى في الكاميرون».