عادت حوادث الاختناقات بالغاز الطبيعي و الغازات المحترقة المتسربة من المدافئ، إلى واجهة الأحداث اليومية بولاية برج بوعريريج، بعد تسجيل 35 حالة مع بداية موسم البرد و الإقبال على استعمال أجهزة التدفئة بالمنازل، ما عجل بإطلاق حملات للتوعية بمخاطرها و إشراك المؤسسات التربوية فيها بالتنسيق مع مختلف الشركاء و الاتحادية الولائية للأعمال المكملة للمدرسة. و أكد المكلف بخلية الإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية، رابح علي دحمان، للنصر، خلال فعاليات اليوم التوعوي الذي تم تنظيمه بمتوسطة أحمد تواتي بمدينة البرج، على تسجيل 35 حالة اختناق بالمنازل، عبر بلديات الولاية، أغلبها على مستوى المدن الكبرى، أين تم اسعاف 51 شخصا بعد تعرضهم لحوادث الاختناق بالغازات المحترقة المتسربة من المدافئ و شبكات التهوية، و هو رقم مرشح للارتفاع فيما تبقى من فصل الشتاء، الذي تتزايد فيه مثل هذه الحوادث، بالنظر إلى زيادة الاقبال على أجهزة التدفئة و استعمال الغاز الطبيعي كأبرز مورد طاقوي لتوفير التدفئة بالمنازل و مختلف الفضاءات و المراكز، بعد تسجيل تراجع كبير في استعمال المواد الطاقوية الأخرى، على غرار الكهرباء و مادة المازوت، أو الحطب، بالنظر إلى تغطية أغلب التجمعات السكنية، بما فيها المداشر و القرى البعيدة و النائية عبر جميع البلديات في الولاية بشبكة الغاز الطبيعي، ما استحسنه المواطنون، لما له من انعكاسات في التخفيف من فاتورة اقتناء قارورات غاز البوتان و المواد الطاقوية المكلفة، لكن غالبا ما تسجل حوادث للاختناقات بسبب سوء الاستغلال والتساهل في توصيل شبكات التهوية داخل المنازل و نقص الصيانة لمختلف الشبكات و المدخنات و فوهات التهوية بالعمارات، التي عادة ما تسد ببقايا الأوساخ الناجمة عن فضلات و أعشاش طيور الحمام . ودعا ذات المتحدث في الدروس التوعوية المقدمة للتلاميذ، إلى تجنب و تفادي مسببات الاختناقات، مبرزا العديد من الأخطاء المرتكبة في توصيل مختلف الشبكات وتركيب أجهزة التدفئة بالمنازل، وتقديم نصائح من أهمها ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية من خلال الحرص على ترك منافذ للتهوية مع فحص ومراقبة مختلف معدات التدفئة المستعملة بالاستعانة بحرفيين متخصصين، والحرص على اقتناء أجهزة مطابقة لمعايير السلامة، مع التذكير بضرورة تنظيف قنوات ومداخن العمارات، واقتناء كاشف الغازات المحترقة و وضعها بالمنازل للتنبيه في حال تسجيل حوادث لتسرب الغاز، ومن ذلك المسارعة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل فوات الأوان، فضلا عن تنبيه التلاميذ إلى المساهمة في التوعية بين أقربائهم و أهلهم والجيران، لتجنب وتفادي المآسي والحوادث المؤسفة الناجمة عن خطر الاختناقات بالغاز، خاصة و أنها عادة ما تحصد عشرات الأرواح سنويا عبر الوطن . من جانبه أكد الأمين العام للاتحادية الولائية للأعمال المكملة للمدرسة، على أهمية المؤسسات التربوية في نقل مختلف الرسائل، بما فيها حملات التوعية والتحسيس بالمخاطر المحدقة بالعائلات والمجتمع، مصيفا أنه وبالنظر لهذه الأهمية فقد تم اطلاق برنامج ولائي شامل للتحسيس بمخاطر الاختناقات والاجراءات والتدابير الواجب اتخاذها لتفادي مثل هذه الحوادث، مع توعية وتثقيف التلاميذ بدورهم في نقل مختلف النصائح إلى عائلاتهم للمساهمة في هذا المسعى تحت شعار أن المدرسة هي منطلق كل الرسالات، الذي يهدف إلى التقليل من حوادث الاختناقات و ما قد ينجم عنها من مآس للعائلات .
