هلاك 18 شخصاً اختناقاً بالغاز منذ بداية السنة بسطيف انطلقت، أمس، الحملة الوطنية للتحسيس من حوادث الغاز عبر الوطن، وذلك تزامنا وبداية موسم البرد، أين ستستمر هذه الأخيرة لغاية انتهاء فصل الشتاء الذي يكثر فيه استعمال الغاز للتدفئة. أطلقت عدة هيئات ومنظمات الحملة الوطنية للوقاية والتحسيس من مخاطر الغاز والاختناقات الناتجة عنه، وذلك من ولاية المسيلة والتي كانت نقطة الانطلاقة باعتبارها ولاية داخلية تعرف انخفاض شديدا ومحسوسا في درجات الحرارة، وتتخلل الحملة الوطنية للتحسيس من مخاطر الغاز حملات تحسيسية وتوعوية وورشات، يتم من خلالها تقديم شروحات حول التركيب السليم والآمن لأجهزة التدفئة، والتنبيه لضرورة الاستعانة بمختصين أكفاء لتركيب الأجهزة لتفادي الحوادث المتعلقة بالغاز. ومن جهته، سيكون خلال هذه الحملة جملة من الإرشادات والتوجيهات حول ضرورة تهوية المنازل وفسح المجال للغازات المحترقة للخروج من أرجاء المنزل، وستستمر هذه الحملة التي تشارك بها الحماية المدنية بالتنسيق مع المنظمة الوطنية لحماية المستهلك والجمعية الجزائرية للمرصصين الجزائريين لغاية انتهاء فصل الشتاء، وتشارك بها أيضا بهذه الحملة عدة جمعيات محلية ناشطة، وذلك تحت رعاية وإشراف وزارة الداخلية والجماعات المحلية. وستمس هذه الحملة عدة مناطق وعدة ولايات، خاصة الداخلية ومناطق الهضاب منها، باعتبارها المتضرر الأكبر من حوادث الغاز، وكذلك ستمس مؤسسات تربوية ومؤسسات عمومية من خلال التحسيس وتنظيم ندوات وورشات تكوينية وميدانية وذلك للتقليل من حوادث الاختناقات الناتجة عن غاز أحادي أكسيد الكربون الذي يحصد أرواح العشرات سنويا مع انطلاق موسم البرد، وذلك بسبب نقص الوعي لدى المواطن في استعمال الغاز. إقبال على اقتناء المدفآت ومن جهة أخرى، تعرف محلات بيع اجهزة التدفئة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، بحيث ومع الانخفاض المحسوس لدرجات الحرارة، يبحث الكثيرين عن الدفء من خلال اقتناء جهاز للتدفئة، بحيث ارتأى الكثيرون شراء جهاز للتدفئة لمجابهة البرد الذي انتشر مؤخرا بأغلب المناطق. وتعرف المحلات الخاصة ببيع الأجهزة الكهرومنزلية إقبالا من طرف الأشخاص، كما انتعشت تجارة الأجهزة الخاصة بالتدفئة سواء ذات الاستعمال بالغاز أو الكهربائية. هلاك 18 شخصاً اختناقاً بالغاز منذ بداية السنة بسطيف ومن جهة اخرى، وفي اطار انطلاق هذه الحملة التحسيسية للتقليل من الحوادث المميثة المنجرة عن سوء استعمال اجهزة التدفئة وغيرها المرتبطة باستعمال الغاز، سجلت ولاية سطيف ومنذ بداية السنة الجارية هلاك 18 شخصا اختناقا بالغازات المحترقة نتيجة سوء استعمال وسائل التدفئة والتسخين المنزلية، حسب ما علم من مصالح الحماية المدنية. واستنادا للنقيب أحمد لعمامرة، المكلف بالاتصال بذات المصالح، فقد تسبب 52 حادث اختناق بالغازات المحترقة المنبعثة من وسائل التدفئة والتسخين وقعوا منذ جانفي الفارط في تسجيل هذه الحصيلة الثقيلة في عدد الوفيات، إلى جانب إسعاف وإنقاذ 132 شخص. وتم تسجيل زيادة معتبرة في عدد الضحايا بسبب هذا القاتل الصامت مقارنة بنفس الفترة من سنة 2018، حيث تم تسجيل 7 وفيات وذلك إثر وقوع 49 حادث اختناق، كما أوضحه ذات المصدر. وأرجع النقيب لعمامرة أسباب وقوع أغلب هذه الحوادث المميتة بالدرجة الأولى إلى سوء استخدام وسائل وأجهزة التسخين والتدفئة وعدم تنظيف قنوات تصريف الغازات المحترقة التي تلجأ إليها الطيور في كثير من الحالات، مما يؤدي إلى انسدادها. وشرعت مؤخرا مصالح الحماية المدنية في إطار الحملة التحسيسية الشتوية الخاصة بالموسم 2019/2020 في توعية المواطنين للحد من مخاطر الاستعمال السيء للغاز الطبيعي، بالتنسيق مع مختلف المديريات ذات الطابع الاجتماعي والوقائي كالتربية والتكوين المهني والإقامات الجامعية والتجارة وشركة توزيع الكهرباء والغاز وغيرها، وفق ما ذكره النقيب أحمد لعمامرة. وتهدف هذه الحملة إلى الرفع من درجة الوعي لدى المواطنين وغرس الثقافة الوقائية لديهم من أجل التقليص من حوادث الاختناق بالغازات المحترقة والاستفادة من هذه المادة بكل أريحية وأمان، إلى جانب الوقاية من الأخطار الناجمة عن عدم احترام المقاييس والقواعد الأمنية اللازمة أثناء استعمال أجهزة التسخين والتدفئة. وتستهدف الحملة بالدرجة الأولى الأطفال و التلاميذ بالمؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة والشبانية وكذا ربات البيوت والمساجد والمواطنين الذين تم ربطهم حديثا بمادة الغاز الطبيعي عبر مختلف بلديات الولاية، كما تمت الإشارة إليه. وسيتم بالمناسبة تنصيب خيم على مستوى الساحات والفضاءات العمومية وتوزيع مطويات وتنظيم معاينات ميدانية لمختلف التراكيب الغازية بالمنازل، وفق برنامج توعوي مسطر يمتد إلى غاية نهاية فصل الشتاء، حسب ذات المصدر. ويعد تصريف الغازات المحترقة التي تنتجها وسائل وأجهزة التسخين والتدفئة إلى الأعلى وبشكل عمودي وتفادي التمديدات الأفقية، لاسيما في المنازل الفردية وتفقد المداخن وتنظيفها من فضلات الطيور وبقايا البناء، من أهم التعليمات التي توجهها مصالح الحماية المدنية للمواطنين لتفادي حوادث الاختناق، حسب ذات المتحدث. وفاة شخص جراء استنشاقه لغاز أول أوكسيد الكربون بالمدية وفي ذات السياق، توفي صبيحة امس شخص بدائرة البرواقية بولاية المدنية جراء استنشاقه لغاز أول أكسيد الكربون. وتدخلت الوحدة الثانوية للحماية المدنية لدائرة البرواقية في حدود الساعة الثامنة من صبيحة امس من أجل نقل الضحية المتوفي بالمكان المسمى حي أول نوفمبر بلدية البرواقية. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الضحية المسمى ع. ل يبلغ من العمر 58 سنةوجد متوفيا داخل منزله العائلي جراء استنشاقه لغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من سخان الماء. وتم تحويل الضحية من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى المدني لدائرة البرواقية.