بوتفليقة:أموال المحروقات ستبقى موجهة لتحقيق الرخاء لكافة الجزائريين • الشعب مطالب بتوخي الجد و روح المسؤولية في اختيار نوابه أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الأحد، أن المحروقات و الاموال التي تجنيها البلاد منها ستبقى موجهة لتحقيق الرخاء لكافة الجزائريين و تمويل المنجزات الكبرى،منوها بالدور الذي لعبته سوناطراك و عمالها على مدى قرابة الخمسين سنة رغم بعض المآخذ المسجلة عليها، و التي تجعل هذه الشركة بحاجة إلى إصلاحات تزيد من نجاعتها. كما أبرز رئيس الجمهورية من جهة أخرى، الدور الذي اضطلعت به المركزية النقابية في تحسين ظروف العمال و توفير المناخ العام لاستقرار البلاد، مثلما أثنى على دورها في اجتماعات الثلاثية، و نجاحها في التكيف مع المشهد الجديد لعالم الشغل.و بخصوص التشريعيات المقبلة، دعا رئيس الدولة الشعب الجزائري إلى تحمل مسؤوليته في اختيار نوابه، و إلى أن يتوخى الجدية في ذلك. و قال الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها إلى الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد، المصادفة ل 24 فيفري " إن المحروقات والموارد المالية التي تدرها على البلاد كانت إلى حد الآن وستبقى مسخرة لتحقيق الرخاء لكافة الشعب الجزائري. ومن المؤكد أنها أسهمت إلى يومنا هذا في تمويل منجزات كبرى كانت انعكاسا لما يحدو أمتنا من همة وإقدام". وأضاف رئيس الجمهورية أن القدرات الهائلة من موارد الجزائر من المحروقات شكلت "عاملا حاسما في تشييد البلاد و تحقيق الانجازات الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية الكبرى التي استفاد منها شعبنا منذ الاستقلال". و أبرز في هذا الشأن أنه إلى جانب المجهودات الاستثمارية الجبارة التي بذلتها الدولة الجزائرية في اقتناء التجهيزات و بناء المنشآت الصناعية و تكوين الرجال، تمكنت الجزائر من إقامة أشكال من الشراكة بالغة الفائدة مع شركات أجنبية مع تكييف القوانين مع ذلك كلما اقتضى الأمر لكن دون المساس بالسيادة الوطنية على الموارد الطبيعية للبلاد. و في حديثه عن الشركة الوطنية للمحروقات (سوناطراك)، قال الرئيس بوتفليقة أنه "رغم وجود بعض المآخذ على سوناطراك و رغم أننا نولي عنايتنا لضرورة القيام ببعض التصويبات فإنه لن يكون من العدل ولا من الأمانة الظن بالإشادة و التنويه عن عمال و إطارات هذه المؤسسة الكبرى على ما بذلوه منذ تأسيسها أي منذ ما يقارب الخمسين سنة و بالخصوص منذ 24 فبراير 1971 التاريخ التي اكتسبت بعده صفة الشراكة النفطية ذات المقام الدولي". من جهة أخرى، أبرز رئيس الجمهورية مساهمة الاتحاد العام للعمال الجزائريين في تحسين ظروف المعيشة و العمل للعمال وكذا توفير المناخ العام لتوفير الاستقرار للبلاد،و قال الرئيس بوتفليقة أن "الاتحاد ما يزال اليوم على ذلك العهد مساهما في ذات الوقت في تحسين ظروف المعيشة والعمل للعمال وفي معالجة المناخ العام بما يوفر الاستقرار لبلادنا"،مشيرا إلى أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين ظل على امتداد تاريخه منظمة نقابية بارزة استطاعت الجمع بين التطلعات الاجتماعية والواجب الوطني للعمال الجزائريين في نفس المعركة. ولدى تطرقه لدور الاتحاد داخل الثلاثية ثمن رئيس الجمهورية دور الاتحاد في هذا "الفضاء المفتوح للحوار والتشاور بين الحكومة و أرباب العمل والاتحاد العام للعمال الجزائريين"، معبرا عن تقديره لتكيف الاتحاد مع "المشهد الجديد لعالم الشغل الذي يسجل بروز فئات اجتماعية مهنية ما انفكت تتنوع من يوم إلى آخر وظهور تعددية نقابية حقيقية". و بعبارات عرفان لدور العمال و إسهاماتهم في تنمية البلاد، قال الرئيس بوتفليقة"إن التكريم المستحق الذي نخص به اليوم فئة العمال والعاملات ليس مجرد تمجيد للماضي بل إنه تذكير بالدور الذي مازالوا يضطلعون به في تنمية البلاد وبالدور المتنامي للأجيال الجديدة المتكونة والمؤهلة والمتفتحة على العالم المعاصر والتي تتقدم على واقع ماجاء به زمنها من الابتكارات العلمية والتكنولوجية". رئيس الجمهورية الذي تطرق إلى موضوع التشريعيات المقبلة، دعا الشعب الجزائري إلى توخي الجد وروح المسؤولية في انتخاب نوابه في شهر ماي المقبل من أجل إعزاز البلاد بمجلس وطني جديد. وقال في هذا الخصوص" ندعو الجزائريات والجزائريين الى توخي الجد وروح المسؤولية في انتخاب نوابهم في مايو المقبل من أجل إعزاز بلادنا بمجلس وطني جديد جدير بثقة الشعب برمته تولى له مهمة النيابة على الأمة في المراجعة الدستورية". وأوضح رئيس الدولة أن الإصلاحات السياسية العميقة التي باشرتها الجزائر يتوخى منها الوصول الى "استكمال إقامة دولة الحق والقانون وفتح المجال واسعا لمشاركة المواطنين في القرارات التي تخصهم وفي اختيارهم الحر لممثليهم في المؤسسات بدءا بالمجالس الشعبية البلدية والمجالس الشعبية الولائية الى غاية البرلمان". وأعتبر الرئيس بوتفليقة هذه الورشة السياسية والمؤسساتية الكبرى "فرصة أمام الشباب ليسترجع مهمة ترسيخ بلادنا أكثر فأكثر في السلم والطمأنينة وعلى درب الحداثة من خلال تعزيز الدولة ومن خلال تقوية الأمة حتى تواكب نسق العولمة".