* خطورة المتحور الجديد تكمن في سرعة انتشاره أكد البروفيسور فوزي درار المدير العام لمعهد باستور أمس بأن المتحور «أوميكرون» يمثل خطرا على الأشخاص غير الملقحين، الذين لا يتمتعون بأي مناعة ضد الفيروس، متوقعا في حوار «للنصر» أن يؤدي العزوف عن التلقيح إلى الضغط على المصالح الاستشفائية، ومضاعفة الطلب على الأوكسيجين بنسبة ستفوق بكثير الموجة السابقة. ما مدى خطورة الفيروس المتحور لكورونا المعروف ب«أوميكرون»، وما هو وضعنا مقارنة بما يحدث في عدد من البلدان؟ المشكل الرئيسي لحد الآن بالنسبة للمتحور «أوميكرون» أنه أسرع انتقالا من المتحور دالتا، لكن في حال بقائه على ما هو عليه الآن في جنوب إفريقيا التي سجلت أولى حالات الإصابة بالمتحور، بأعراض جد خفيفة مع سرعة انتشار العدوى، فإن النسخة الجديدة لفيروس كورونا لن تسبب قلقا كبيرا للأخصائيين ومهنية قطاع الصحة. لكن نخشى أن ينتهج الفيروس المتحور نفس مسار المتحورات السابقة، فقد كانت الإصابات في البداية على شكل أعراض خفيفة لا تختلف عن الزكام العادي، ومع انتشار العدوى أصبح الفيروس أكثر خطورة، لذلك سارعت مؤخرا بعض البلدان إلى اتخاذ إجراءات الغلق، رغم أنها لم تسجل بعد إصابات بالمتحور أوميكرون، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، نظرا لصعوبة توقع التطورات التي قد يشهدها الوضع الصحي بسبب الفيروس. وتنتظر الدول التي اتخذت تدابير احتياطية مسبقة ما سيحدث في البلدان الأوروبية التي ظهرت بها إصابات بالمتحور الجديد، للإعلان عن القرارات المناسبة لمواجهة الوضع، لتجنب الكارثة في حال ما إذا كانت النسخة الجديدة لفيروس كورونا فتاكة. ما هو حجم انتشار المتحور أوميكرون مقارنة بدلتا؟ سبق وأن نشرنا في الصفحة الرسمية لمعهد باستور رسما بيانيا يوضح سرعة انتشار «أوميكرون»، مقارنة بالنسخة السابقة، وهو ينتقل من شخص إلى آخر بسرعة تفوق بكثير المتحور دلتا، وحاليا لم نسجل أي حالة بالجزائر، لأن الفيروس ما يزال في بدايته. ما مدى صحة مايشاع حول درجة خطورة أوميكرون على الوضع الصحي العالمي؟ ما يثير قلق الأخصائيين حاليا هو عدد الطفرات التي حدثت لفيروس كورونا في نسخته الجديدة «أوميكرون»، التي مست مكان التصاق الفيروس بخلايا جسم الإنسان، فأصبح أكثر قدرة على دخول جسم المصاب بسهولة تامة، لأن التغيرات التي شهدها الفيروس مست المنطقة المسؤولة على امتصاص المضادات الحيوية للقاح، مما يطرح فرضية تأثير المتحور «أوميكرون» على فعالية اللقاحات المستعملة في مواجهة الوباء. وتبرر هذه المعطيات الأولية مخاوف الخبراء والباحثين، غير أننا لاحظنا بأنه في بعض الأحيان تحدث تغيرات جينية على الفيروس لكنها لا تؤثر على المنحنى الوبائي. إذا ما هو مصير اللقاح في ظل هذه المستجدات؟ الإشكالية يجب أن تطرح بالطريقة التالية، هل يجب الذهاب نحو تعميم الجرعة الثالثة بالنسبة للأشخاص الملقحين، لإعطاء اللقاح نجاعة أكبر أم لا؟ وهو ما سيجيب عنه الخبراء في خلال العشرة أيام المقبلة. والمشكل المطروح عندنا، هو أن نسبة هامة من المواطنين لم يلتحقوا بعد بحملة التلقيح، وليس يتعلق بمدى نجاعة اللقاح، الذي يوفر مستوى من المناعة ومقاومة للفيروس، حتى وأن لم يكن فعالا بنسبة 100 بالمائة، وأجدد التأكيد على أن الخطر سيكون أكثر على الأشخاص غير الملقحين ضد الفيروس، الذين لا يتمتعون بأي وقاية ضد المرض. ومع سرعة انتشار الفيروس ستكون الأوضاع أكثر صعوبة مما كانت عليه خلال انتشار المتحور دلتا، لا سيما في ظل التراخي وتجاهل حملة التلقيح، لأن ذلك سيؤدي إلى تبعية أكبر لمادة الأوكسجين أكثر من الموجة السابقة. هل تتوقعون إقبالا على اللقاح مع تصاعد الموجة الرابعة؟ لدينا توقعين لا ثالث لهما، إما الإقبال الكبير على اللقاح، أو حدوث الكارثة بالمستشفيات، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالمتحور الجديد، جراء إصرار الكثير من المواطنين على عدم التلقيح ضد الفيروس، مما سيرفع الحاجة إلى الأوكسجين، كما أن الطلب على الأسرة بالمصالح الاستشفائية سيكون أضعافا مضاعفة مقارنة بالموجة الأخيرة، لذا يجب التحلي بالحيطة والحذر. لماذا لم يتم إعلان حالة التأهب بالمستشفيات، وهل يمكن الذهاب مرة أخرى إلى الغلق؟ البيان الذي نشرناه مؤخرا بالموقع الرسمي لمعهد باستور يعتبر دعوة إلى رفع مستوى التأهب بالمستشفيات لمواجهة أي تطورات محتملة، ونحن نعتبر البيان بمثابة إنذار غير مباشر للجهات الوصية.وعلميا ندرك جيدا بأن الفيروس أوميكرون المتواجد حاليا بعدد من البلدان الأوروبية، سيعرف انتشارا أكبر مما هو عليه الآن، و وصوله إلى القارة الأوروبية يضاعف مستوى احتمالات دخوله إلى الجزائر، مع إعادة فتح الرحلات الجوية، غير أن قرار الغلق يعود إلى رئيس الجمهورية، ولا يندرج ضمن صلاحيات اللجنة العلمية. ما هي التوقعات بخصوص الوضع الوبائي في الجزائر؟ لا يمكن توقع موعد دخول الفيروس المتحور إلى بلادنا، والمطلوب منا اليوم اتخاذ الحيطة و الحذر، والانتباه إلى الحالات الإيجابية التي تسجل يوميا، لا سيما في ظل فتح المعابر الحدودية، فضلا عن ضرورة تشديد الإجراءات الوقائية.