يشتكي سكان حي القماص بمدينة قسنطينة، من تدهور للمحيط مع غياب التهيئة، انطلاقا من الطرقات والأرصفة المهترئة التي امتلأت بالحفر، وصولا إلى التسربات ببعض النقاط وتذبذب في التزود بمياه الشرب، إلى جانب انتشار النفايات ونقص الإنارة العمومية. في طريقنا لحي القماص ومرورا بدوار لعطش المعروف بحي بولبراغث، وقفنا على ترد كبير في المسالك بسبب الحفر والتشققات المنتشرة على طول المدخل الرئيسي ما جعل السيارة تهتز بنا عدة مرات، إضافة إلى وجود ممهلات تم وضعها بطرق عشوائية. بمدخل الحي كانت هناك مدرسة قرآنية، لكن وعلى طول جهتها المقابلة تنتشر نفايات اختلطت بالردوم وأغصان الأشجار، مع انبعاث لروائح كريهة. و عبّر سكان عن استيائهم من حالة الطرقات المهترئة التي تنتشر فيها الحفر والبرك المائية، وأرجعوا هذه الوضعية التي يقولون إنها تسببت في تضرر مركباتهم، إلى غياب أعمال الصيانة والتهيئة، ناهيك عن الأشغال التي تقوم بها شركات دون إعادة إصلاح الأرضيات، مضيفين أنها جعلت سائقي حافلات نقل الطلبة تتوقف عند مدخل الحي. كما تحدث قاطنو القماص عن غياب الإنارة بعدد من الشوارع، و تجول الكلاب الضالة التي تقتات من القمامة و الأوساخ، التي وجدنا أنها مرمية بطريقة عشوائية بعدد من النقاط، خصوصا بمدخل العمارات. أما الملعب المقابل لمسجد الحسين، فكان في حالة يرثى لها، حيث لم يعد صالحا لجلوس الأشخاص على مستواه أو ممارسة أي نشاط رياضي إذ تردت وضعية الأرضية و سوره الخارجي، و هنا اشتكى السكان من غياب مرافق التسلية و الترفيه، قائلين إن مثل هذه الفضاءات من شأنها أن تملأ فراغ مراهقي و شباب المنطقة عوض الوقوع فريسة للآفات الاجتماعية. توقفنا أمام ابتدائية محمد بوقطاية، أين أكد أولياء أن المدرسة تعرف نقائص عديدة، حيث سبق و شب بها حريق على مستوى جناح الإدارة إثر حدوث شرارة كهربائية بسبب المياه التي تتسرب عبر الأسقف . و ذكر السكان، أن الحي يشهد تسربات مائية على مستوى مجمعات 800 مسكن و «أرض بوزحزح» و «بن حمودة»، إلى جانب وجود انقطاعات مستمرة في التزود بمياه الشرب ناهيك عن وصولها للحنفيات مختلطة بالتراب في بعض الأحيان، حسب تعبيرهم. من جهته، أكد لنا المكلف بالإعلام على مستوى شركة المياه و التطهير»سياكو» بقسنطينة، مقراني أسامة، أن الأحياء المذكورة توجد بها شبكة قديمة تعود إلى سنة 2008 ما أدى إلى اهترائها، مضيفا أن مشروعا أسنِد لإحدى الشركات، بإعادة تهيئة الشبكة في هذه المناطق، قد تعثر بسبب وجود سكنات فوق القنوات. وأضاف مقراني، أن حي القماص يتزود بالمياه لمدة 8 ساعات على الأقل كل يوم، أما في ما يخص اختلاط مياه الحنفيات بالأتربة، فقد أرجعه إلى بعض الإصلاحات التي تقوم بها فرق الأشغال على مستوى نقاط التسربات. رميساء جبيل