عاد السياح بقوة إلى المنتجعات الحموية بقالمة، مع بداية عطلة الشتاء، قادمين من مختلف ولايات الوطن و خاصة الشرقية منها للاستمتاع بجمال الطبيعة و الاستحمام بالمياه المعدنية الحارة ذات الخصائص الفيزيائية المفيدة للصحة الجسدية و النفسية. و قد استعاد قطاع السياحة الحموية بقالمة نشاطه بعد ركود طويل سببته جائحة كورونا، و ظهرت آثاره جلية على الفنادق و المطاعم التي يعتمد نشاطها على السياح القادمين من داخل الوطن و حتى من الخارج. و استقبلت المنتجعات الحموية بمدينة حمام دباغ الأسبوع الماضي، العدد الأكبر من السياح، نظرا لتوفرها على فضاءات مفتوحة قادرة على استيعاب الآلاف من الزوار، و خاصة محمية العرائس التي تحولت إلى حظيرة للألعاب تستقطب الأطفال الصغار المتعطشين إلى اللعب و الترفيه بعد أشهر من الدراسة و إجراءات الحجر المرهقة داخل المنازل المغلقة. و عرف معلم الشلال الشهير تدفقا معتبرا للسياح بعد إغلاق دام طويلا، عقب الهزة الأرضية التي تعرض لها قبل 8 أشهر أحدثت الانهيارات و الندوب على الواجهة الكلسية، لكن التحفة الطبيعية الجميلة استعادت جمالها بعد أن رممت المياه الكلسية الساخنة الأضرار و ردمت الشقوق و التصدعات، و أصبح الموقع آمنا و مفتوحا للزوار. و استقبل المركب الحموي الشلالة بمدينة حمام دباغ جموعا غفيرة من السياح، و كاد الوضع ان يصل إلى حد التشبع يومي الجمعة و السبت الماضيين، كما هو الوضع بمنتجعات القرية السياحية حمام أولا علي الواقعة شمالي قالمة، حيث استقبلت هي الأخرى أعدادا غفيرة من السياح، و استعادت بعضا من نشاطه المفقود بسبب الجائحة و الدراسة. و يعيش سكان المنتجعات الحموية بقالمة على النشاط السياحي حيث يعمل الكثير منهم بالمطاعم و الفنادق و بيع الهدايا و الصور التذكارية، و منصات الألعاب، على مدار العام، و كلما تراجعت أعداد السياح يصاب النشاط الاقتصادي بالركود، و خاصة بالمدينة السياحية حمام دباغ. و يتوقع ان يعرف قطاع السياحة الحموية بقالمة تطورا مهما بعد إنجاز العديد من الفنادق الكبرى و بناء طرقات جديدة، و مرافق أخرى للخدمات للقضاء على العجز المسجل، و خاصة في مجال الإيواء و العلاج بالمياه المعدنية الساخنة. و يبدأ الربيع مبكرا بالمنتجعات الحموية بقالمة، و بحلول شهر ديسمبر من كل عام تكتسي الطبيعة حلة خضراء و تتحول إلى مصدر استقطاب للسياح الباحثين عن الراحة و الهدوء و الاستجمام و حتى العلاج الحموي الذي يعرف هو الآخر تطورا كبيرا في السنوات