حل فصل الربيع وبدأت الحياة في مدن وقرى ولاية قالمة تأخذ حركة غير عادية يميزها الإقبال الكبير للزوار والسياح بحثا عن الراحة والاستحمام في حماماتها المعدنية المفيدة لعلاج العديد من الأمراض تزامنا والعطلة الربيعية، إذ تدفق آلاف السياح من مختلف ولايات الوطن مع نهاية الأسبوع على الجوهرة السياحية، حمام دباغ بولاية قالمة. تشهد عروس الحمامات بقالمة حركة نشيطة يترجمها توافد السياح في رحلات جماعية منظمة ورحلات عائلية وفردية، وينتشرون بالفضاءات السياحية لقضاء يوم جميل بين أحضان الطبيعة. ويفتح المجال بذلك للفرجة في جو يطبعه صخب الموسيقى على آلة "الزرنة" و«الطبل"، "القصبة والبندير" و«الديسك جوكي" الذي ينظمه العديد من الشبان وكذا الشيوخ الذين يسعون إلى إنعاش الأجواء الربيعة بالمنطقة، بحيث يجد عشاق الحيوية والاستحمام في هذا الاحتضان التلقائي منبعا للشعور بالراحة والفرجة. وتعد محمية العرائس القريبة من حمام "بن ناجي"، التي تتواجد بها حظائر الألعاب، الصخور الأسطورية، المطاعم والمقاهي، وكذا منابع المياه الساخنة، قبلة للوافدين الذين حولوا المكان إلى مسرح مفتوح امتزجت فيه الموسيقى بسحر الطبيعة وحب الاستكشاف. من جهته، استقطب المركب المعدني الشهير عددا كبيرا من السياح، للاستحمام وقضاء ساعات في نشوة المرح التي أخرجتهم من حياة الروتين، كما يحبذ السكان المحليين التوجه إلى هذه المنطقة طلبا للراحة في أجواء هادئة تنسيهم متاعب ومشاكل الحياة اليومية، وأهم ما يميز جلسات العائلات التي غادرت منازلها وقصدت المنطقة في قعدة خاصة بصينية القهوة مصحوبة بقطع "لبراج"، كما يلاحظ تجمع العديد من الشبان الذين يلتفون في شكل دائري للرقص وهم يستعرضون مواهبهم الفطرية في أجواء حماسية وبهيجة. وغير بعيد عنهم، يتوافد السياح للاستمتاع بجمال "الشلال" العجيب وملامسة ألوانه الزاهية ومياهه الساخنة وبخاره الذي يحجب الرؤية بين الحين والآخر، ليرسم بذلك لوحة فنية نادرة تثير إعجاب الزوار، فيما يتوجه الآخرون لأخذ صور تذكارية مع أحد أشهر الحمامات المعدنية بالجزائر، وعلى بعد حوالي 3 كلم غرب المدينة السياحية، يتوجه الزوار إلى منتجع "فج عبد الله" القريب من سد "بوهمدان" للاستمتاع بالطبيعة الخلابة الخضراء وزرقة مياه السد. فهذه المنطقة التي تعد ملاذا للعديد من العائلات من أجل الراحة والهدوء والهروب من صخب المدينة، وباعتبارها قطب من أقطاب السياحة الحموية في الجزائر، تعرف تشكيل طوابير طويلة من السيارات من آلاف المركبات التي تملأ كل الطرقات والحظائر، لاسيما حركة السير داخل الجوهرة السياحية التي لا تزال بها الطرقات ضيقة، بحيث في كل مرة تتوقف حركة السير ساعات طويلة، رغم تدخل الدرك والشرطة لفك الخناق وفتح منافذ وسط الطوابير الملتحمة، وتبقى حركة السير بمثابة النقطة السوداء بالمدينة السياحية حمام دباغ بقالمة، حيث تصاب بالشلل في أوقات الذروة من المدخل الجنوبي على الطريق الوطني رقم 20 ابتداء من الحاجز الأمني للدرك الوطني، إلى غاية المخرج الشمالي على الطريق الولائي رقم 122، مرورا بالفضاءات السياحية داخل المدينة.تجدر الإشارة إلى أن مصالح الأمن من شرطة ودرك جندت كل إمكانياتها البشرية والمادية لحماية السياح والزوار لضمان راحتهم عن طريق تكثيف الدوريات، كما وضعت مصالح الأمن تحت تصرف المواطنين والسياح الرقم الأخضر 1548، رقم النجدة 17 والرقم الأخضر 104 للتبليغ عن اختفاء واختطاف الأطفال والفئات الضعيفة، كما يتم خلال هذه الفترة تخصيص فضاءات وبرمجة حصص إذاعية بصفة دورية يشرف على تنشيطها إطارات تابعة لمصالح أمن ولاية قالمة، لتوعية مستعملي الطرق من أجل أخذ الحيطة والحذر أثناء تنقلاتهم خلال العطلة.