أكّد معهد باستور اتساع العدوى بالمتحوّر "أوميكرون" الذي أضحى يمثل نسبة 57 بالمئة من مجموع المتغيّرات المنتشرة لوباء كورونا، متوقعا بأن ترتفع هذه النسبة الأسبوع المقبل إلى 90 بالمئة، بفعل خاصية انتشار هذا المتحور الذي أصبح العنصر السائد وموجها للموجة الرابعة. أعلن معهد باستور في بيان صدر يوم الخميس عن تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة بالمتحور "أوميكرون" خلال الأسبوع الأخير، ليصبح المتغير الأكثر انتشارا مقارنة بباقي المتغيرات لكوفيد 19، وأوضح المعهد في بيان أصدره يوم الخميس بأن "أوميكرون" أصبح المتحور السائد بعد أن ارتفعت نسبة انتشاره بين الأفراد إلى 57 بالمئة. وأرجع المصدر تفوق المتحور "أوميكرون" على باقي المتحورات إلى خاصية سرعة الانتشار التي يتميز بها، معلنا عن تسجيل 400 حالة إصابة بالفيروس إلى غاية أول أمس، وجاء في ذات البيان بأنه في إطار تحاليل التسلسل الجيني التي يقوم بها المخبر المرجعي لمعهد باستور للكشف عن السلالات المتحورة المختلفة لفيروس كورونا، ونظرا للعدد الهائل للعينات الواردة إلى المعهد، تم الكشف عن 400 إصابة بالمتحور "أوميكرون"، ما يمثل نسبة 57 بالمائة من مجموع المتغيرات المنتشرة. وأعلن المعهد بأن ارتفاع عدد الإصابات بالمتحور "أوميكرون" كما كان منتظرا، يؤشر على تصاعد المنحنى الوبائي بسبب سرعة انتشار الفيروس، على غرار ما تعيشه مختلف دول العالم التي تعرف بدورها تزايدا في حالات الإصابة بالفيروس جراء انتقال العدوى بين الأشخاص في ظرف قياسي. وكان المتحور "أميكرون" يمثل إلى غاية 13 جانفي الجاري، أي قبل أسبوع من الآن نسبة 33 بالمائة من مجموع المتغيرات المنتشرة، ومع ارتفاع عدد الإصابات الجديدة المسجلة يوميا ارتفعت النسبة إلى 57 بالمائة ليصبح "أوميكرون" الفيروس السائد والموجه للموجة الرابعة التي تسير بوتيرة متصاعدة. وتوقع المصدر أن تنتقل نسبة انتشار هذا المتحور إلى 90 بالمائة في غضون أسبوعين، ليصبح المتغير المسيطر على الوضعية الوبائية في الجزائر، كاشفا عن تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس لدى فئة الأطفال، بسبب سرعة تأثر هذه الشريحة بالفيروسات التنفسية بصورة عامة، وأوضح المعهد بأن المتحور "أوميكرون" يبقى مدة أطول لدى الأطفال، مما يرفع قد يرفع إمكانية نقل العدوى وبصفة أسرع إلى باقي الأشخاص من نفس المحيط. وجدد معهد باستور التأكيد على أهمية إجراء التلقيح ضد الفيروس، مع التقيد الصادر بالتدابير الوقائية، لا سيما ما تعلق بارتداء القناع الواقي واحترام مسافة التباعد الاجتماعي، والغسل المتكرر لليدين، بما يضمن مواجهة فعالة وناجعة للوباء. وتوقع في سياقي ذي صلة المختص في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش بلوغ الذروة من حيث عدد الإصابات اليومية بالمتحور "أوميكرون" بداية شهر مارس المقبل، بالنظر إلى الوتيرة المتسارعة للعدوى بالفيروس، غير مستبعد أن تتجاوز الإصابات اليومية غير المصرح بها بسبب غلاء أسعار التحاليل الطبية إلى حوالي 15 ألف حالة يوميا، ثم يعود المنحنى التصاعدي إلى التراجع من جديد وصولا إلى استقرار الوضع الوبائي. وكشف المصدر بأن المتحور "أوميكرون" يمكنه أن يصيب نفس الأشخاص للمرة الثانية في فترة وجيزة، في حال عدم التقيد بالوصفة الطبية وعدم الالتزام بالبروتوكول العلاجي خلال الفترة التي يحددها الطبيب المختص، أو عدم الخضوع إلى العلاج المناسب، أو بسبب الظروف المناخية وتباين درجات الحرارة خلال اليوم مما قد يعرض الشخص إلى نزلات البرد. وتوقع الدكتور محمد كواش أن يحقق المتحور الجديد المناعة الجماعية، وحماية فعالة ضد أي متحورات جديدة محتملة لفيروس كورونا، قائلا إن فيروس "أوميكرون" ينعت لدى الإخصائيين بالداء والدواء، وهو ما يفسر استقرار الوضعية الوبائية بجنوب إفريقيا التي ظهر بها لأول مرة المتحور. ولم يستبعد المتدخل زيادة الإقبال على التلقيح من قبل الأشخاص الذين لم يلتحقوا بالحملة بعد، مذكرا بأهمية التقيد بالتدابير الاحترازية لوقف العدوى بالفيروس.