رافع وزير الخارجية مراد مدلسي أمس الثلاثاء بجنيف من أجل تحقيق تسوية سلمية للأزمة السورية تقوم بالأساس على وقف جميع أعمال العنف في هذا البلد، و فتح حوار سياسي شامل بعيدا عن أي تدخل أجنبي. و أكد مدلسي في خطاب أمام المجموعة الرفيعة المستوى للدورة ال19 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف (سويسرا) أن الجزائر تدعو إلى وقف جميع أشكال العنف في سوريا مهما كان مصدرها و فتح حوار سياسي شامل.و أوضح مدلسي أن هذا الحوار يجب أن يكون حاملا لحل دائم نابع من الخيار الحر للشعب في ظل احترام وحدة سوريا و سيادتها دون تدخل أجنبي، مضيفا أنه على هذا الأساس شاركت الجزائر في إعداد و ترقية مبادرة الجامعة العربية التي يجب أن تواصل مهمتها قصد بلوغ الأهداف التي تمت الإشارة إليها.و أعرب مدلسي عن أمله في أن تتوصل الهبة التضامنية الحالية للمجموعة الدولية إلى تكريس نفس الاهتمام و نفس الالتزام إزاء الشعوب الأخرى التي تسعى منذ مدة إلى التمتع بحقوقها المكرسة في لوائح منظمة الأممالمتحدة، في إشارة واضحة إلى وضعية الشعب الصحراوي التي لا تلقى نفس الاستقطاب الدولي. و كان رئيس الدبلوماسية الجزائرية قبل ثلاثة أيام قد حذر من النتائج التي ستترتب عن خروج ملف الأزمة السورية عن الإطار العربي، مجددا التأكيد على موقف الجزائر الرافض لأي تدخل أجنبي في هذا البلد، وقال أن القضية السورية يجب أن تبقى ضمن حدود عربية محضة لاسيما وان المبادرة العربية وافقت عليها الحكومة السورية . و في تطرقه للتحولات التي تعرفها الساحة العربية، ذكر الوزير بأن المجموعة التي تنتمي إليها الجزائر تعيش منذ سنة أحداثا مأساوية و أعمال عنف تسببت في خسائر بشرية و تهديدات خطيرة على الاستقرار و الأمن بالنسبة لجميع دول المنطقة.و أشار وزير الخارجية في هذا السياق إلى أن الجزائر أعربت عن ارتياحها التام للتحولات المؤسساتية التي حققتها الشعوب بكل من تونس و ليبيا و مصر، و تمنت لها التوفيق في هذه الديناميكية الحاملة للوحدة و الاستقرار و الحرية و الرقي.و شدد على أن الجزائر ملتزمة بالمساهمة في هذا المسعى من خلال ترقية التعاون الأخوي وفق تطلعات و طموحات شعوب المنطقة.و بعد تنويهه بالتعلق التام للجزائر بعالمية حقوق الإنسان، أوضح مدلسي بأن الجزائر تعتبر بأن أي بناء ديمقراطي يجب أن يكون مكيفا مع التحولات الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية لكل بلد كما ينبغي أن يتبناه الشعب بصفة جماعية. م م