بدأ رجال المال و الأعمال بولاية قالمة يلقون بكل ثقلهم في الانتخابات التشريعية القادمة، و ظهر ذلك جليا من خلال إقبالهم المتواصل على سحب استمارات الترشح و جمع التوقيعات حيث تشير الأرقام الرسمية المؤقتة الى أن أكثر من 11 مرشحا حرا قد باشروا الإجراءات العملية للمشاركة في الموعد الانتخابي الهام، مقابل 4 تشكيلات حزبية فقط حسب آخر المعطيات. و هو ما يؤشر لدخول قوي للأحرار الذين كشفوا عن نواياهم الواضحة في الذهاب بعيدا و حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية الستة، معتمدين في ذلك على استراتيجيه الانتشار وسط شريحة واسعة من المجتمع، إلى جانب قوة المال التي ظهرت تأثيراتها في المواعيد السابقة من خلال المرشح الحر رابح بوخاتم الذي تمكن من الحفاظ على مقعده النيابي للعهدة الثانية على التوالي. و حسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن رجل الأعمال المعروف بالمنطقة جمال بوشعير صاحب الاستثمارات السياحية الكبرى، قرر خوض الانتخابات التشريعية بقائمة حرة تضم العديد من المحسوبين على محيطه المهني و العائلي. و شرع في جمع التوقيعات عبر العديد من البلديات لإنهاء جميع الإجراءات القانونية في الموعد المحدد. كما قرر رجل الأعمال بوسلبة هو الآخر خوض المعركة التشريعية كمرشح حر معتمدا على رصيد انتخابي بعاصمة الولاية، و بلديات أخرى ذات كثافة سكانية معتبرة. و قد كشف بعض رجال الأعمال عن نيتهم في خوض معركة شرسة و عدم الاستسلام أمام الأحزاب السياسية الكبرى التي مازالت تعمل بعيدا عن الأضواء، و ما تسرب من معلومات يشير الى أن 32 من الإطارات المعروفة بالمنطقة قد سحبوا ملفات الترشح تحت مظلة الأفلان من بينهم عميد جامعة 8ماي 45 الدكتور محمد نمامشة، و محافظ الحزب الدكتور علي بن شيخ العضو بالمجلس الشعبي الولائي، إلى جانب إطارات أخرى، بينهم نساء يملكون حظوظا متفاوتة في الحصول على تزكية القيادة المركزية للحزب. و بخصوص الأرندي لم يتضح بعد ما إذا كان أويحيى سيعتمد على وجوه جديدة هذه المرة أم انه سيجدد الثقة في المحارب حسان بونفلة الذي تمكن من فرض نفسه بقوة خلال المواعيد السابقة و هو الاعتقاد السائد حتى الآن بعد أن ثبت بان رجل الأعمال الشهير بن عمر غير راغب في دخول المعترك السياسي كما روجت له بعض المصادر مؤخرا، و التي أشارت إلى احتمال قبوله الترشح تحت مظلة الارندي. و يسعى حزب العمال الى لملمة صفوفه المبعثرة و البحث عن رأس حربة لإعادة الاعتبار لحزب الويزة حنون الذي عانى كثيرا بولاية قالمة بسبب النزيف المتواصل و عدم التزام المناضلين بمبادئ الحزب و الدفاع عنه و البقاء فيه. و يتوقع المتتبعون للانتخابات التشريعية بولاية قالمة أن يخرج التحالف المشكل من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بمفاجأة قد تقلب الموازين رأسا على عقب بالنظر إلى قوة الانتشار وسط المجتمع و التوفر على كفاءات علمية و أكاديمية نائمة بإمكانها المنافسة خاصة في ظل القوانين الانتخابية الجديدة و الضمانات المقدمة بخصوص نزاهة العملية و حياد الإدارة. و بين المال و المرجعية الحزبية المتجذرة تسعى بعض الوجوه الشابة الى تطليق سياسة الكرسي الشاغر و دخول المعترك من بابه الواسع سواء بقوائم حرة أو تحت مظلة الأحزاب الجديدة و من بين هؤلاء إعلاميون و محامون و ناشطون في الحركات الجمعوية الشبابية حيث يعول هؤلاء على قوة الشباب الذي يمثل رصيدا انتخابيا يمكنه قلب الموازين في آخر لحظة.