أكد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد حرصه على تعزيز العمل التشاوري مع كافة الشركاء المعتمدين، والإصغاء للقضايا المتعلقة بالشأن التربوي، تأسيسا لمقاربة تقوم على تغليب سياسية الحوار والتشاور لمعالجة الانشغالات المرفوعة من قبل المنتسبين للقطاع. دعا وزير التربية الوطنية مجددا الشركاء الاجتماعيين لقطاع التربية الوطنية لتبنّي أسلوب الحوار لتسوية الملفات العالقة، عبر طرح المشاكل العالقة وكل ما يتعلق بالشأن التربوي على طاولة النقاش، بغية دراستها وحلحلتها في إطار التشاور والحوار. وأكد عبد الحكيم بلعابد في لقاء جمعه يوم الخميس بأعضاء المكتب الوطني لموظفي مخابر التربية، حرصه على الإصغاء لجميع النقابات المعتمدة الممثلة لعمال التربية الوطنية، ومناقشة المقترحات التي يقدمونها، بهدف تشخيص الاختلالات المتعلقة بتسيير الحياة المدرسية، والعمل على معالجتها في الميدان، تأسيسا لمقاربة تغلب سياسة الحوار والتشاور، وتبادل الرؤى في كنف الثقة والاحترام. وأوضح الوزير بأن معالجة الملفات العالقة يتم في إطار الصلاحيات المنوطة بالوزارة، وفي ظل التشريع والتنظيم المعمول بهما، بما يمكن من اقتراح حلول مجدية لمختلف مشاكل الجماعة التربوية، من أساتذة وتلاميذ وأولياء. وتتزامن تطمينات وزير التربية مع الشروع في التحضير للامتحانات الرسمية، وتجنيد كافة القائمين على القطاع من بينهم المؤطرين لإنجاح ما تبقى من الموسم الدراسي، عبر الإلمام بالبرامج الخاصة بالأطوار التعليمية الثلاثة وتنفيذها في الوقت المحدد، استعدادا لإنهاء آخر سنة دراسية استثنائية فرضتها جائحة كورونا. ويستعد قطاع التربية الوطنية للعودة من جديد إلى تطبيق نظام التدريس العادي السنة المقبلة، بعد أن يتم إلغاء نظام التفويج الرامي إلى ضمان مسافة التباعد الجسدي للوقاية من انتشار فيروس كورونا، بما سيسمح بتنفيذ كافة الدروس في إطار الحجم الساعي العادي دون تقليص أو اختزال للبرنامج. وتعمل من جهتها نقابات القطاع على تجاز هذه الظروف الاستثنائية، من خلال المساهمة في معالجة آثار الجائحة، بعد أن قررت معظمها تأجيل رفع مطالبها في انتظار تجاوز هذه المرحلة الحساسة، وعدم شن إضرابات خلال ما تبقى من الموسم الدراسي، حتى لا تضر بمصلحة التلاميذ، لا سيما المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية. وأفاد في هذا السياق رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية التابعة لنقابة السناباب، لغليظ بلعموري في تصريح «للنصر» بأن التكتل النقابي استبعد تنظيم أي حركة احتجاجية خلال الفترات المقبلة، بسبب صعوبة الوضع، مقابل حرصه على تجنيد أعضاء التنظيم من أساتذة للتكفل بالتلاميذ وإعانتهم على الإلمام بالبرنامج في إطار النظام الاستثنائي للتدريس. وأكد المصدر بأن اللقاءات التشاورية مع وزارة التربية الوطنية لم تنقطع يوما، ويتم خلالها طرح الملفات العالقة، موضحا بشأن تقدم الدروس، بأن الأمور تسير بوتيرة جد عادية دون حشو أو تسريع في تنفيذ المقرر من قبل الأساتذة. ويعتقد الأستاذ بلعموري بأن التلاميذ استفادوا كثيرا من نظام التفويج الذي ساهم في تقليص ظاهرة الاكتظاظ، وساعد على توفير أجواء أكثر ملاءمة للدراسة، رغم الضغط الذي عاشه الأساتذة بسبب ارتفاع الحجم الساعي. وأضاف من جهته رئيس نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة في اتصال معه، بأن تدارك التأخر في الدروس بسبب التعليق المؤقت للدراسة لكبح انتشار العدوى بالفيروس، يعد رهانا أساسيا بالنسبة للأساتذة، نظرا لصعوبة المهمة، لا سيما بالنسبة لأقسام الامتحانات. لطيفة بلحاج