اقترحت الجزائر أول أمس إنشاء منظمة الصحة العربية، قصد العناية بقضايا الصحة والتعاون المشترك بشأن منظومات الصحة وتطوير السياسات الدوائية، وهو المقترح الذي تمت مناقشته خلال الدورة العادية ال 56 لمجلس وزراء الصحة العرب على أن يرفع لاحقا إلى القمة العربية المقبلة المقررة شهر نوفمبر في الجزائر. وأوضح وزير الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد، في الاجتماع الوزاري المنعقد بالعاصمة المصرية القاهرة، أن مقترح الجزائر المتعلق بإنشاء منظمة عربية للصحة يحظى باهتمام من قبل الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، مبرزا أن هذا الأخير يعتبر إنشاء مثل هذه الهيئة منصة مناسبة للانطلاق العربي الجماعي في تنسيق السياسات، والارتقاء بالأداء في المجالات الصحية عموما. وبعد أن دعا بن رؤساء الوفود العربية المشاركة في الاجتماع إلى دراسة المقترح، في كلمته الافتتاحية التي ألقاها خلال ترؤسه لأعمال الدورة، أكد ممثل الوزير أن إنشاء منظمة الصحة العربية يعد في الوقت الحالي حتمية وإلزامية، خاصة في أعقاب جائحة كوفيد-19، التي لم يسلم من ويلاتها أحد، وقال بأن هذه المنظمة ستمكن من تكريس منهجية عمل توافقي وتشاركي، وتبادل الخبرات بين الدول العربية، ومنصة مناسبة للانطلاق العربي الجماعي في تنسيق السياسات والارتقاء بالأداء في المجالات الصحية. وأشار ممثل الحكومة في ذات السياق إلى أن الجزائر ستعمل جاهدة لتجسيد هذا المقترح، وأنها تتطلع إلى أن يدرج ضمن اللوائح والتوصيات التي ستنبثق من هذه الدورة لوزراء الصحة العرب التي تترأسها الجزائر، ما يسمح برفعه إلى مؤتمر القمة العربية المقبل في الجزائر، داعيا إلى تعاون أمثل بين الدول العربية، لمواكبة التغيرات والتصدي للآفات والأزمات الصحية التي يعيشها العالم، وفي مقدمتها جائحة كورونا، وتطوير استراتيجيات تمكن من تحكم أكبر للطوارئ والأوبئة والأزمات، والتصدي للعواقب السلبية للأزمات الوبائية، من حيث توفير وسائل الوقاية والحماية والعلاج واعتماد اللقاحات وتوزيعها، وتبادل خبرات التسيير والتكوين والعلاج وأساليبها، وتحسين القدرات.من جهته أعرب ممثل الحكومة عن اعتزاز الجزائر بترؤس أشغال هذه الدورة، موجها كل عبارات الشكر و العرفان، للسيدات و السادة القائمين على الأمانة العامة لجامعة الدول العربية و على رأسهم، أمينها العام، وكذا لكل أعضاء اللجنة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب» . وأكد بن بوزيد بالمناسبة، أن القضايا المحورية المبرمجة خلال ‹›هذه الدورة››، تكتسي أهمية بالغة، ما يستوجب تكثيف الجهود و العمل المشترك بين دول الأعضاء من أجل مواكبة كل التغيرات و الآفات و التصدي لها و التكيف معها، خاصة في ظل ما يعيشه العالم من أزمات صحية، و أخص بالذكر في هذا المقام، جائحة كوفيد-19».وقال بأن هذه الجائحة، التي مست كل الدول، بما فيها الأكثر تقدما، ألزمتنا اعتماد طرق و استراتيجيات تمكننا من التصدي لعواقبها و نتائجها،فقد سمحت هذه الأخيرة، من تسيير ناجع لهذه الأزمة و التخفيف من حدتها، خاصة من حيث توفير وسائل الوقاية و الحماية و العلاج، و بصفة أكثر، اعتماد اللقاح الذي يلعب دورا محوريا كوسيلة لتوقيف انتشار هذه الجائحة. وحرص وزير الصحة على التأكيد بأن انعقاد هذا المؤتمر – يمثل – كما ذكر- سانحة مهمة، لعرض تجارب الدول العربية في مختلف المجالات الصحية، كما يمثل فرصة، لدراسة كل المقترحات المطروحة على جدول أعمال هذا اللقاء الذي وصفه بالتاريخي ، دون استثناء، لما تكتسيها من أهمية بالغة، تصبوا إلى نفس الأهداف المشتركة. وشدد ممثل الحكومة على أن الأهمية التي توليها الجزائر خاصة لقطاع الصحة، سواء من حيث الإمكانيات المسخرة أو من حيث السياسة المنتهجة، استنادا لما كرسه الدستور من حق المواطن في الولوج للعلاج والحصول على أحسن الخدمات، و قد ظهرت نجاعة هذه السياسة المنتهجة، - كما أشار - من خلال مختلف المؤشرات، من تقليص للوفيات و من رفع سن الأمل في الحياة و من حماية كاملة للأم و الطفل و غيرها.كما أشار إلى أن الطاقات التي تتوفر عليها الجزائر» تعززت بشبكة هامة من المؤسسات الصحية، سواء منها الجوارية القاعدية، أو الاستشفائية الحديثة.كما أبرز ما توليه الجزائر في ذات السياق وضمن منظومتها الصحية من أهمية بالغة للعنصر البشري، حيث تم مضاعفته عبر كامل التراب الوطني، مما مكن من توسيع نطاق الكشوفات و التكفل الأنجع بالمرضى و المرتفقين. تجدر الإشارة إلى أنه قد تقرر خلال الدورة العادية ال 56 لمجلس وزراء الصحة العرب وبالتوافق عقد الدورة العادية رقم 58 لمجلس وزراء العرب للصحة بالجزائر خلال الأشهر الثلاثة الأولى لسنة 2023.