م.ص دعا وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، بالقاهرة، وزراء الصحة العرب، إلى تكثيف الجهود لمواكبة التغيرات والتصدي للآفات في ظل الأزمات الصحية التي يعيشها العالم وفي مقدمتها جائحة كورونا، حسب ما أفاد به بيان للوزارة. و أوضح المصدر ذاته, أن "وزير الصحة, البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد, ترأس, يوم 24 مارس 2022 أشغال الدورة العادية ال 56 لمجلس الوزراء العرب للصحة, وذلك بحضور الأمين العام المساعدة السفيرة, هيفاء أبو غزالة, وأعضاء اللجنة الفنية للمجلس". و أعرب بن بوزيد في كلمته الافتتاحية, بعد تسلم أعمال هذه الدورة من الجمهورية التونسية, عن "اعتزاز الجزائر بترأس أشغال هذه الدورة, حيث وجه عبارات الشكر والعرفان, إلى القائمين على الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وعلى رأسهم, الأمين العام وكذا لكل أعضاء اللجنة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب", مؤكدا في ذات الشأن أن "القضايا المحورية التي سنتناولها خلال هذه الدورة, تكتسي أهمية بالغة, ما يستوجب تكثيف الجهود والعمل المشترك بين الدول الأعضاء من أجل مواكبة كل التغيرات والآفات والتصدي لها والتكيف معها, خاصة في ظل ما يعيشه العالم من أزمات صحية, على رأسها جائحة كوفيد-19". و بهذا الخصوص, أوضح وزير الصحة أن "هذه الجائحة, التي مست كل الدول بما فيها الأكثر تقدما, ألزمتنا اعتماد طرق واستراتيجيات تمكننا من التصدي لعواقبها ونتائجها, فقد سمحت هذه الأخيرة, بتسيير ناجع لهذه الأزمة والتخفيف من حدتها, خاصة من حيث توفير وسائل الوقاية, الحماية والعلاج, وكذا اعتماد اللقاح الذي يلعب دورا محوريا كوسيلة لتوقيف انتشار هذه الجائحة", مشيرا إلى أن "مختلف الجهود في سبيل ضمان توفير اللقاح وتوزيعه بشكل عادل, كلل بنجاح معتبر, ويجب العمل دون هوادة على تعزيزه ودعمه ماديا وبشريا". و حرص بن بوزيد على التأكيد أن انعقاد هذا المؤتمر "يمثل سانحة مهمة, لعرض تجارب دولنا في مختلف المجالات الصحية, ودراسة كل المقترحات المطروحة على جدول أعمال هذا اللقاء التاريخي, دون استثناء, لما تكتسيها من أهمية بالغة تصبوا إلى نفس الأهداف المشتركة". و لفت إلى أن "جائحة كورونا تدفع بنا إلى التأقلم وانتهاج أساليب جديدة في التسيير, التكوين والعلاج, من خلال بعث الاستشراف والقيام بالدراسات المعمقة وصياغة المبادرات التي تهدف إلى تحسين القدرات وتوظيفها على أحسن وجه, من أجل تحكم أمتن في الطوارئ, الأوبئة والأزمات". و أضاف قائلا: "إن مؤتمرنا هذا في دورته ال56, أدرج مواضيع في غاية الأهمية, والتي ستمكننا من صياغة توصيات بناءة في شتى المجالات, من خلال منهج العمل المشترك وتوحيد الجهود العربية لمجابهة الآفات, تبادل التجارب, تقديم الدعم اللازم للدول الأعضاء وتثمين المبادرات وغيرها من المناهج, فالمناقشات, التحليلات والمداخلات ستبرز الأساليب والأهداف الاستراتيجية ومنه السياسات التي ستنتهجها دولنا". و أكد بن بوزيد بالمناسبة, أن "الجزائر تولي أهمية خاصة لقطاع الصحة, سواء من حيث الإمكانيات المسخرة أو من حيث السياسة المنتهجة, استنادا لما كرسه الدستور من حق المواطن في الولوج للعلاج والحصول على أحسن الخدمات", مضيفا بالقول: "وقد ظهرت نجاعة هذه السياسة المنتهجة, من خلال مختلف المؤشرات, من تقليص للوفيات ورفع سن الأمل في الحياة وكذا حماية كاملة للأم والطفل وغيرها". كما أبرز أن الطاقات التي تتوفر عليها الجزائر "تعززت بشبكة هامة من المؤسسات الصحية, سواء منها الجوارية القاعدية, أو الاستشفائية الحديثة, كما تولي الجزائر ضمن منظومتها الصحية, أهمية بالغة للعنصر البشري, حيث تم مضاعفته عبر كامل التراب الوطني, مما مكن من توسيع نطاق الكشوفات والتكفل الأنجع بالمرضى والمرتفقين". و بخصوص مقترح الجزائر المتعلق بإنشاء منظمة عربية للصحة, دعا بن بوزيد رؤساء الوفود المشاركة في هذه الدورة إلى "دراسة المقترح", مؤكدا أن "الأمين العام للجامعة العربية يعتبر إنشاء مثل هذه الهيئة منصة مناسبة للانطلاق العربي الجماعي في تنسيق السياسات والارتقاء بالأداء في المجالات الصحية عموما". كما اعتبر إنشاء هذه المنظمة "حتمية وإلزامية خاصة في أعقاب جائحة (كوفيد-19), والتي لم يسلم من ويلاتها أحد", مؤكدا أن "الجزائر ستعمل جاهدة لتجسيد هذا المقترح بمعية دول أعضاء هذا المجلس ومتمنيا إدراجه ضمن اللوائح والتوصيات التي ستنبثق عن هذه الدورة". و في ختام كلمته, أثنى الوزير على "كفاح, تضحيات ونضال كل المهنيين في قطاع الصحة, وتمنى النجاح لأشغال هذه الدورة".