صغير القاعدة الشرقية يتحدى أسود الونشريس في عرينها سيكون فريق شباب عين جاسر- المنتمي إلى حظيرة جهوي رابطة باتنة- اليوم على موعد مع التاريخ، وذلك بتنشيطه مقابلة الدور ثمن النهائي لمنافسة كأس الجمهورية، أمام حامل لقب أول بطولة محترفة في الجزائر، والمتوج بالكأس سنة 2005، ونعني به جمعية الشلف الذي وبالإضافة إلى اختلال موازين القوى، كانت القرعة في صالحه حيث سيستفيد من أفضلية العوامل الكلاسيكية (الأرض والجمهور). بلوغ الصغير بالانتماء شباب عين جاسر هذا الدور المتقدم من منافسة الكأس، يعد إنجازا كبيرا وتاريخيا في حد ذاته، على أساس أنه دور عجز ت على بلوغه الكثير من فرق النخبة المصنفة في خانة الكبار. للتذكير فإن تحقيق الشباب لهذا الإنجاز وتأهله إلى الدور ثمن النهائي، كان على حساب عين ياقوت، عين توتة، رأس الواد، وفاق المسيلة، مولودية المخادمة، وأخيرا خميس الخشنة بفضل ضربات الترجيح، وهي السلسلة التي تألق خلالها حارس المرمى عبد النور حيمر. هذا وقبل التنقل إلى الشلف أجمع أبناء عين جاسر على أن بلوغ هذا الدور المتقدم لهذه المنافسة المتميزة، يعد في حد ذاته إنجازا تاريخيا. ولمن لا يعرف فريق شباب عين جاسر نقول بأنه فريق تأسس خلال الموسم الكروي 1973، وظل ينشط بطولات الأقسام الدنيا ولم يتعد عتبة بطولة القسم الجهوي الأول لرابطة باتنة، قبل أن تكبر طموحاته خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح يصارع من أجل الصعود الى بطولة مابين الرابطات، لكن كاد اللقب يضيع منه في كل مرة في المنعرجات الأخيرة. الشباب حضر في صمت وغادر أمس الجمعة أجرى شباب عين جاسر آخر حصة تدريبية له تحسبا لهذه المباراة التاريخية، بالملعب البلدي لمدينة عين جاسر، وكان ذلك يوم الخميس المنقضي، والغريب في الأمر أن التدريبات جرت في صمت، وفي غياب كلي للأنصار وحتى المسيرين سواء الرياضيين أو الإداريين، إذ لم تكن هناك معطيات ميدانية توحي بأن الفريق يستعد للعب مقابلة ثمن النهائي لكأس الجمهورية، الحدث الرياضي الجدير بالاهتمام والمتابعة، ليس على مستوى بلدية عين جاسر فحسب، بل كل القاعدة الشرقية، كون الشباب يعد حامل مشعل صغار المنطقة في هذه المنافسة المميزة. الرئيس كان منشغلا بتأمين سفرية الشلف ما يؤكد على صغر فريق عين جاسر هو أنه وإلى غاية منتصف نهار الخميس الفارط، أثناء تواجدنا بالملعب البلدي، لم تكن الإدارة قد قامت بالترتيبات والإجراءات الخاصة بالسفرية، حيث أكد لنا بعض المسريين بأن الرئيس خنفوسي مازال- وقبل 24 ساعة من موعد السفر إلى الشلف لم يضمن الحافلة التي ستنقل اللاعبين، وهو ما أكده لنا الكاتب العام للفريق عند اتصالنا به، حيث أشار بأنه والرئيس خنفوسي منشغلان بالبحث عن حافلة لائقة لنقل الفريق. الشباب سافر صباح أمس وأجرى حصة استرخائية في المساء من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى شد الشباب الرحال صباح أمس الجمعة صوب مدينة الشلف، أين تنتظره عشية اليوم مقابلة تاريخية في مشواره منذ تأسيسه قبل 39 سنة. هذا وسيقيم الفريق ليلته بأحد فنادق مدينة الشلف، وحسب مدرب تشكيلة عين جاسر، فإنه برمج حصة تدريبية واحدة عشية الجمعة بملعب بومزراق الذي سيحتضن اللقاء- هذا إذا سمحت الظروف بذلك حسبه-، وهي الحصة التي سيعتمد خلالها على بعض التمارين الخفيفة، لتمكين أشباله من الاسترجاع، وإزالة متاعب السفر، وبالمرة التعرف والتعود قليلا على أرضية الملعب المعشوشبة طبيعيا. نحو تنقل 200 مناصر إلى الشلف على صعيد آخر سجلنا استياء المجموعة القليلة من الأنصار الذين حضروا الحصة التدريبية الأخيرة لفريقهم، وذلك إزاء صمت الإدارة وحتى البلدية، كونهما لم يحركا ساكنا في سبيل تنظيم رحلات للأنصار إلى مدينة الشلف، ورغم ذلك فقد علمنا من أولئك الغاضبين بأن هناك 200 مناصر سيتنقلون إلى الشلف بإمكانياتهم الخاصة (سياراتهم النفعية)، بالإضافة إلى بعض الحافلات الصغيرة. للإشارة فإن استياء الأنصار يعود بالدرجة الأولى إلى محاولة استغلال أصحاب الحافلات لهذه الفرصة، للرفع من سعر التذاكر ما جعله في غير متناولهم، وحسب المعلومات التي استقيناها من عين المكان، فإن أصحاب الحافلات قد حددوا سعر التذكرة الواحدة ب 1500 دج، فيما يطالب أصحاب سيارات الأجرة ب 3 آلاف دينار جزائري (ذهابا وإيابا). وهي أسعار باهظة بالنسبة لأنصار ومحبي شباب عين جاسر، الذين يحلمون ومتفائلون بتأهل فريقهم رغم قوة المنافس وخبرته، والفرق الشاسع في الإمكانيات المادية والبشرية. مبادرة رئيس الدائرة لم تنجح هذا وقد علمنا خلال تواجدنا بعين جاسر بفشل مبادرة رئيس الدائرة، والتي كان يرمي من ورائها جمع المقاولين الذين ينشطون على مستوى البلدية، وكذا التجار والصناعيين، لحثهم على مساندة وتدعيم الفريق ماليا، بحيث لم تلق هذه المبادرة الاستجابة من طرف المدعوين السالفي الذكر، والسبب الحضور المحتشم إلى درجة أن ما تم جمعه من إعانات مالية للشباب لا يمكن ذكره. نجمة تهدي الشباب بذلتين رياضيتين من جهة أخرى أفادنا مصدر رسمي بأن الراعي الرسمي لمنافسة كأس الجمهورية - متعامل الهاتف النقال نجمة- قد أهدى الشباب بذلتين رياضيتين، الأولى حمراء بخطوط بيضاء، والثانية بيضاء بخطوط حمراء. هذا وقد وقع اختيار المدرب بلحسين اللعب بالبذلة البيضاء، وذلك في حالة عدم تشابهها مع بذلة الفريق المحلي أولمبي الشلف، الذي عادة ما يلعب باللون الأحمر، علما وأن ألوان شباب عين جاسر الرسمية هي الأبيض والأخضر. حيمر الحارس الأساسي أكد مدرب الحراس مازوز بأن المجموعة واعية بالمسؤولية ،التي تنتظرها اليوم أمام جمعية الشلف، وأن الشباب سيلعب كل أوراقه حتى ولو كان المنافس الأقوى على الورق، كون الكأس لا تعترف بالمنطق، وتبقى أرضية الميدان هي الفاصل. وعن حراسة المرمى قال محدثنا بأن الحارس الأول سيكون حيمر عبد النور، بالنظر لخبرته، والتي أكد عليها في المقابلات التصفوية الأخيرة، كما سيكون الحارس الثاني فرشة جاهزا هو الآخر. عجيسي و بلول قد يغيبان كما أفادنا مدرب الفريق بأنه غير متأكد تماما من إقحام اللاعبين عجيسي و بلول نظرا للإصابة التي يعانيان منها ، وقال بأن الأمر سيتأكد عشية المقابلة، رغم أنهما تدربا طيلة الأسبوع، لكن الطاقم الطبي لم يفصل في أمرهما، وعليه تبقى حظوظ مشاركتهما غير مؤكدة مائة بالمائة. علي عيواج