توحي القراءة الأولية في معطيات الجولة 29 وما قبل الأخيرة لبطولة الرابطة الثانية، بإمكانية الحسم في أمر الصعود على مستوى مجموعة "وسط - شرق"، في ظل تواجد اتحاد خنشلة في رواق جيد لترسيم التتويج باللقب، وذلك بتلقي هدية من اتحاد عنابة، عند استقبال الوصيف شباب برج منايل، وإلا فإن "السوسبانس" سيبقى متواصلا إلى غاية المحطة الختامية، والفصل حينها سيكون مرة أخرى بملعب برحال، في الوقت الذي ستكون فيه القاعدة الخلفية على صفيح ساخن، وقمة "النجاة" سيحتضنها ملعب سكيكدة، في "ديربي" بين الشبيبة ومولودية قسنطينة، خاصة وأن باقي المهددين بالسقوط، يحوزون على أفضلية للخروج من هذه المحطة بثلاث نقاط، في صورة شبيبة بجاية ومولودية العلمة. ويراهن اتحاد خنشلة على عاملي الأرض والجمهور في لقائه مع مولودية بجاية، بحثا عن فوز آخر، قد يكون وزنه تأشيرة العودة إلى حظيرة "الكبار" بعد غياب دام قرابة نصف قرن، في تجربة أولى لم تدم سوى موسما واحدا، ولو أن مهمة "الخناشلة" لن تكون سهلة، في مقابلة مفخخة، تكتسي نقاطها أهمية قصوى للطرفين، على اعتبار أن "الموب" مازالت معنية بحسابات السقوط، والسعي لتكرار الانجاز الذي كان قد حققه الفريق الثاني لمدينة بجاية بملعب حمام عمار، يبقى بمثابة الحلم الذي يراود المولودية، لكن تجسيده الميداني أشبه بالمعجزة، خاصة وأن الإتحاد سيودع أنصاره بهذه المواجهة، والتي قد تكون لقاء ترسيم الصعود، وبالتالي فإن تشكيلة الجنحاوي، مطالبة بعدم التفريط في النقاط، مهما كان المنافس، لمواصلة قطع الطريق نحو منصة التتويج. بالموازاة مع ذلك، فإن الوصيف شباب برج منايل سيلعب فرصة الحظ الأخير ببرحال، عند النزول في ضيافة اتحاد عنابة، في مقابلة لا يملك فيها الشباب أي خيار سوى الانتصار، حتى يتسنى له مواصلة الضغط على اتحاد خنشلة، وإطالة "السوسبانس"، بخصوص هوية البطل إلى غاية الجولة الأخيرة، لأن أي مكسب غير النقاط الثلاث، سيقضي على آمال "ّالكوكليكو" في الصعود، وهي الحسابات التي تجعل "الخناشلة" يخوضون مباراتهم بأرجل في حمام عمار، وآذان مشدودة إلى برحال، تترصد أغلى هدية "عنابية"، بتعثر الوصيف، للشروع في إقامة الأعراس. على صعيد آخر، فإن الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة على مستوى مؤخرة الترتيب، لأن حسابات استكمال أضلاع مربع السقوط تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لكن القمة ستكون بسكيكدة، أين ستواجه الشبيبة المحلية الجار فريق مولودية قسنطينة، في "ديربي" يبقى فيه التعثر ممنوعا على الطرفين، وحتى نتيجة التعادل، قد تكون عواقبها وخيمة على الفريقين، وعامل الأرض لم يعد "مفصليا" بالنسبة لأبناء "روسيكادا"، الذين كانوا قد خسروا الرهان داخل الديار في الجولة الفارطة أمام شبيبة بجاية، وقبلها أمام مولودية العلمة، ليبقى لزاما على الشبيبة الفوز في هذه المواجهة، للخروج نهائيا من دائرة الحسابات، وتجنب "سيناريو" تعليق الآمال على السفرية الختامية إلى بومرداس، بينما لا تملك الموك أي حل سوى التمرد على المنطق، والظفر بكامل الزاد، بالاستثمار في أزمة أهل الدار، لأن ذلك سيعبد الطريق نحو بر الأمان، وما دون ذلك فإن المولودية القسنطينية قد تجبر على حزم الحقائب، تحسبا لرحلة نحو قسم ما بين الرابطات، حتى في حال انتصارها في الجولة الأخيرة، لأن رصيد 38 نقطة قد لا يكفيها، والأمر ذاته ينطبق على شبيبة سكيكدة إذا ما انتهت هذه القمة دون فائز، في وجود الكثير من الاحتمالات بتساوي عدة أندية في الرصيد الاجمالي. قمة سكيكدة، تتزامن مع تواجد مولودية العلمة وشبيبة بجاية في رواق ممتاز لانتزاع 3 نقاط إضافية، لأن المولودية ستحط رحالها بالأخضرية، في مواجهة غير متكافئة، تصب كل حساباتها في رصيد الضيوف للخروج بفوز يشفع لهم بمد خطوة عملاقة نحو ترسيم البقاء، بمراعاة الأفضلية الكبيرة التي يحوزونها في الحسابات المباشرة مع باقي المهددين، بينما يراهن "البجاوية" على العوامل الكلاسيكية لتجاوز عقبة اتحاد الشاوية، وتمديد الأمل في النجاة إلى غاية الجولة الختامية، والمراهنة على سفرية التلاغمة. من جهة أخرى، فإن فريق حمراء عنابة سيكون على المحك بعين مليلة، وذلك بعد احتواء الأزمة الداخلية التي كانت قد طفت على السطح، لأن "الحمراء" تبحث عن فوز يسمح لها بضمان البقاء قبل استقبال الرائد اتحاد خنشلة في الجولة الأخيرة، وأي نتيجة غير الانتصار، قد تجبر "العنابيين" على تنشيط نهائي "النقيضين" في المحطة الختامية، رغم أن "لاصام" استعادت عافيتها داخل الديار في الجولات القليلة الماضية، بينما تبدو مهمة مولودية بجايةبخنشلة شبه مستحيلة، في حين سيحسم اتحاد ورقلة في مستقبله، بترسيم البقاء، مادام أنه يحتاج إلى نقطة واحدة من مباراته مع الضيف شباب باتنة.