غريب ما يحدث في فريق بحجم النادي الرياضي القسنطيني، الذي أصبحت مواسمه تتشابه، حتى أن الأنصار ملوا الحديث عن استهداف المراتب الأولى والتتويج باللقب في بداية كل موسم، لتتحول في الجولات الأخيرة إلى الاكتفاء بضمان البقاء رغم الميزانيات الضخمة المرصودة، بمعدل حوالي 50 مليار سنتيم في كل موسم. وتكرر الأمر هذا الموسم، بعد أن عاد السنافر يجرون ذيل الهزيمة من الجزائر العاصمة، ما رهن حظوظ التنافس على مرتبة مؤهلة إلى منافسة قارية أو إقليمية، والأدهى والأمّر أن أندية تعاني وتتخبط في أزمات مالية خانقة، تحتل مرتبة أفضل من الشباب. وبعملية حسابية بسيطة، فإن النادي الرياضي القسنطيني، منذ شراء شركة «طاسيلي إيرلاينز» لغالبية الأسهم نهاية سنة 2012، قبل التنازل عنها لشركة الأشغال في الآبار سنة 2016، استهلكت خزينته حوالي 500 مليار سنتيم، لكن بالمقابل الفريق حقق لقبا وحيدا كان موسم 2017/2018، وهو ما جعل الأنصار يقتنعون بأن النادي يعيش حالة من التخبط والعشوائية في التسيير، بدليل كثرة التغييرات الحاصلة على مستوى الإدارة، إضافة إلى التعيينات «العشوائية»، بدليل ما حدث بخصوص كشف الشباب عبر الموقع الرسمي للنادي، عن تعيين الحاج كمال عبد الله في منصب مدير رياضي، غير أن هذا الأخير لم يسجل حضوره ولو مرة واحدة لتدريبات السنافر، في وقت أكد المدير العام قوراري مؤخرا في تصريحاته، بأن هذا الإسم لا يوجد ضمن الهيكلة الإدارية للنادي، ما يطرح أكثر من علامة استفهام، ويوضح عمق الأزمة الموجودة داخل أسوار الفريق. وفي السياق ذاته، فقد وجه الأنصار عبر منصات التواصل الاجتماعي رسالة واضحة إلى ملاك غالبية أسهم شركة شباب قسنطينة، تتمثل في ضرورة هيكلة النادي على جميع المستويات، أين ضربوا المثل بشباب بلوزداد، الذي نجح في السنوات الأخيرة في التتويج بلقبين للبطولة وكأس للجمهورية. مضوي واللاعبون محل انتقادات بالعودة إلى الموسم الحالي، فإن المدرب خير الدين مضوي واللاعبين محل انتقادات واسعة من طرف الأنصار، خاصة بعد الوجه الشاحب الذي ظهروا به في المباريات الأخيرة، بداية بالخسارة أمام أحد الأندية المهددة بالسقوط أولمبي المدية، وبعدها التعثر داخل الديار أمام أمل الأربعاء وإتحاد بسكرة، دون الحديث عن الهزيمة المسجلة أمام شبيبة الساورة، ما جعل الفريق يخرج من دائرة الست فرق، المعنية بالمشاركة الخارجية. وتعتبر حصيلة مضوي إلى غاية الآن سلبية، على اعتبار أنه اكتفى بتحقيق 16 نقطة في 11 مباراة، أي أقل من نصف النقاط المتاحة، إضافة إلى أن التقني السطايفي خسر مباريات المدية والساورة وإتحاد الجزائر في شوط المدربين، ما يجعله في موقف محرج، ولو أن مضوي حمل اللاعبين جزءا من المسؤولية، عندما تحدث عن عدم أحقية الكثير من العناصر في حمل قميص السنافر، بدليل أنه طلب من المدير العام قوراري، البحث عن كيفية التخلي على خدمات عدة أسماء. حمزاوي يمثل اليوم أمام المجلس التأديبي أخطرت إدارة السنافر المهاجم عكاشة حمزاوي، بأنه معني بالمثول اليوم أمام المجلس التأديبي، بعد الخلاف الواقع بينه وبين المدرب خير الدين مضوي، والذي جعل هذا الأخير يقرر توقيفه مؤقتا إلى غاية اتخاذ القرار النهائي. وأمام الوضع الراهن، تدرس إدارة السنافر إمكانية تجميد الرواتب، ولو أنها وقعت في إشكال يتعلق بالقانون الداخلي وغياب بنود يمكن أن تحميها من الناحية القانونية، خوفا من أن تواجه نفس مصير العناصر التي فسخت العقود الموسم الفارط، قبل أن تفوز بقضاياها على مستوى لجنة المنازعات.