أشاد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، بمضمون التصريحات الصادرة عن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال إشرافه على افتتاح معرض الجزائر الدولي وقال إنها كانت رسائل واضحة موجهة للداخل والخارج، وحث مسؤولي هياكل المجلس وأعضائه على الأخذ بعين الاعتبار مضامين هذه التصريحات والعمل وفقها من أجل الحفاظ على الجزائر و استقلالها واستقلالية قرارها السياسي والاقتصادي، والتكامل والتنسيق مع بقية مؤسسات الدولة. وقال صالح قوجيل خلال إشرافه، أمس، على تنصيب الأعضاء الجدد لمكتب مجلس الأمة في إطار التجديد السنوي للهياكل بعنوان سنة 2022، إن الرئيس عبد المجيد تبون وجه رسائل عدة هامة للداخل والخارج خلال إشرافه على افتتاح معرض الجزائر الدولي فحواها ما هي الجزائر مستقبلا، قبل أن يشدد على أن الانشغال الكبير و الأولوية في الغرفة العليا للبرلمان هي الاستقلال الحقيقي للجزائر والحفاظ على مكانتها وعلى استقلالية قرارها السياسي الذي يجب أن يدعم ويرافق باستقلالية قرارها الاقتصادي أيضا. ومن هذا المنطلق وجه قوجيل أعضاء مجلس الأمة سواء المسؤولين في الهياكل أو الأعضاء الآخرين بتحمل مسؤولياتهم، والعمل وفق التوجيهات التي عبر عنها رئيس الجمهورية، من خلال عملهم المشترك مع الحكومة أو من خلال القوانين التي ستصدر مستقبلا لتدعيم الدولة ، أو في إطار الدبلوماسية البرلمانية حيث يجب عليهم إيصال صوت الجزائر عبر برلمانات العالم بداية بالبرلمان العربي، ثم البرلمان الأفريقي و في العالم الثالث، وهذا رغم حملات التشويش ومعارضة بعض الأبواق في الخارج، قبل أن يذكر بالمواقف التاريخية والمبدئية الثابتة للجزائر في دعم الشعوب المقهورة الباحثة عن الحرية والاستقلال، مستذكرا ما كان عليه الوضع خلال الثورة التحريرية التي رغم كل شيء استطاعت الحفاظ على قرارها. وعليه يلح رئيس مجلس الأمة على أن مبادرة اليد الممدودة التي جاء بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التي تنطلق من نفس المبادئ النوفمبرية، مشيرا إلى أن الإجماع المطلوب لن يتحقق بين عشية وضحاها لكن في الأخير لابد من تحقيق الرؤية النوفمبرية رغم الاختلاف في الاتجاهات والآراء، لكن لا يجب أبدا أن نختلف في الأهم وهو الجزائر. ولم يغفل قوجيل في حديثه السياق الدولي الصعب جدا والذي يتميز اليوم بتغيرات كبيرة سواء على مستوى العالم العربي أو في إفريقيا أو في أوروبا التي قال إنها تتغير هي الأخرى ولم تعد تلك أوروبا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية ولا أوروبا التي جاءت بعد سقوط جدار برلين. ومن هذا المنظور دعا الجميع إلى ضرورة التحضير الجيد للتعامل مع كل هذه التغيرات التي يعرفها العالم من أجل الحفاظ على بلادنا وعلى استقلالها وسيادة قرارها. في الجانب المتعلق بعمل مجلس الأمة تحدث صالح قوجيل عن مرحلة جديدة في عمل هذه الهيئة خاصة وأن الحكومة بصدد تحضير قانون جديد حول العلاقة بينها وبين البرلمان، والذي يترتب عنه تعديل النظام الداخلي لمجلس الأمة في المستقبل طبقا للمهام الجديدة التي منحها الدستور للمجلس. وعليه دعا جميع الأعضاء إلى ضرورة التحضير لهذا العمل و شدد بأن تعديل النظام الداخلي لمجلس الأمة سيكون عبر عمل جماعي يتولى فيه كل عضو ليس المسؤولون فقط عن الهياكل بل كل الأعضاء مسؤولياتهم ويقدمون أراءهم، و أضاف بأنه من المحتمل جدا عقد لقاء عام لمناقشة هذه المسألة. وفي السياق أشار إلى أهمية العمل الذي ينتظر مجلس الأمة في المستقبل وبخاصة منه نوعية القوانين التي ستصله على غرار قانون الاستثمار الجديد الذي قال إنه مهم جدا وهو الذي سيعطي المفهوم الحقيقي للاستثمار في كل القطاعات. ونشير أن أعضاء المكتب الجديد للمجلس بعنوان 2022 هم، عبد الناصر حمود وسليم شنوفي عن حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد عمار ماحي باهي و ليلى إبراهيمي عن الثلث الرئاسي و بومدين لطفي شيبان عن الثلث الرئاسي، وقد وزع قوجيل عليهم جميعا المهام وكلفهم بتنصيب اللجان الدائمة التسع للمجلس، أمس.