يخوض المنتخب الوطني لكرة اليد منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، في ظروف ومعطيات استثنائية، بالنظر إلى الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها هذا الفريق منذ أكثر من سنتين كاملتين، ولئن كان الرهان كبير على تظاهرة وهران، من أجل تجاوز هذه الفترة العصيبة، ولم لا استعادة الأمجاد الضائعة. كرة اليد الجزائرية التي لطالما أسعدت الجماهير بنتائجها الباهرة، تتخبط في جملة من المشاكل في الآونة الأخيرة، خاصة بعد حل المكتب المسير السابق لحبيب لعبان وتأخر انتخاب خليفته، وهو ما أثر بالسلب على استعدادات رفاق القائد مسعود بركوس، الباحثين خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط على استعادة الثقة المفقودة، ما قد يسمح للتشكيلة بالتحضير الجيد للاستحقاق الهام الذي ينتظرها الشهر المقبل، ويتعلق الأمر بالبطولة الإفريقية، المقررة بالعاصمة المصرية القاهرة. ويأمل محبو كرة اليد الجزائرية في استغلال عامل تنظيم بطولة البحر الأبيض المتوسط بمدينة وهران، من أجل التألق والتغلب على الظروف الصعبة، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، في ظل المجموعة الصعبة التي وقع فيها رفاق زهير نعيم، المطالبين بتخطي منتخبات عالمية في شاكلة إسبانيا ومقدونيا. وتتخبط كرة اليد الجزائرية في مشاكل بالجملة منذ الدورة المؤهلة للألعاب الأولمبية شهر مارس 2021، حيث ظل المنتخب الوطني دون إجراء أي تربص إلى غاية أفريل 2022، بالموازاة مع انسحاب التقني الفرنسي ألان بورت، الذي فتح النار على اتحادية لعبان بسبب عدم صرف مستحقاته العالقة، كما أن توقف البطولة المحلية لأكثر من سنة ونصف جراء جائحة كورونا انعكس بالسلب على استعدادات اللاعبين، كما اضطر البعض الآخر لخوض تحديات خارج الوطن. وأمام كل هذه المتاعب، لم تجد الاتحادية المؤقتة من حل سوى الاستنجاد بالمدرب رابح غربي، الذي يعرف البيت جيدا بحكم مشواره كلاعب في المنتخب، فضلا عن إشرافه على منتخب الأواسط في الفترة ما بين 2016 و2017، ونجاحه في البصم على مشاركة مشرفة في المونديال المقام بالجزائر. ويطمح غربي لقيادة المنتخب للتألق في دورة الألعاب المتوسطية، حيث يراهن على معرفته ببعض الأسماء التي كان وراء اكتشافها، في صورة كل من هلال ونعيم وغضبان وعبدي. هذا، وسعى المنتخب الحالي جاهدا لتدارك تأخر تحضيراته لهذا الموعد البارز، حيث خاض بعض المعسكرات الإستعدادية مؤخرا، مع برمجة بعض المباريات الودية، بداية بتلك التي كانت أمام بطل إفريقيا المنتخب المصري الذي انهزم أمامه رفاق بركوس في مناسبتين في القاهرة، بنتيجة ( 33/20) و(35/18). وبرر الناخب الوطني آنذاك النتيجتين، بغياب الانسجام بين المجموعة، مع تأثر الفريق بجائحة كورنا التي كان وراء الابتعاد عن أجواء المنافسة لفترة طويلة. ومن أجل تحسين بعض الجوانب الفنية، انتقل المنتخب الوطني مؤخرا إلى إيطاليا، أين خاض معسكرا تحضيرا هاما بمركز لاسكوادرا أزورا الملقب لاكازا ديلا بالامانو، وفي ظروف تحضيرية جيدة لعب المنتخب الوطني مباراتين وديتين من أعلى مستوى أمام نظيره الإيطالي، إذ تعادل في الخرجة الأولى بنتيجة (22/22)، وفي اللقاء الثاني فاز رفقاء المتألق زهير نعيم بنتيجة (27/26)، وخلال المواجهتين التحضيريتين تألق الحارسين خليفة غضبان ويحي زموشي بشكل ملفت للانتباه، وهو ما يجعل الرهان عليهما كبير، من أجل قيادة كرة اليد الجزائرية إلى أبعد محطة ممكنة في الألعاب المتوسطية. ومما لا شك فيه ستكون ألعاب البحر الأبيض المتوسط، محطة مهمة لرفاق النجم عابدي، من أجل التحضير للاستحقاقات القادمة، وفي مقدمتها البطولة الإفريقية المقررة بمصر، في الفترة ما بين 9 و19 جويلية 2022. وبخصوص القرعة الخاصة بالبطولة الإفريقية، فقد تم سحبها في وقت سابق، حيث أوقعت المنتخب الوطني في المجموعة الثانية رفقة كينيا والغابون وغينيا. ويبقى الهدف الأبرز بالنسبة لكتيبة غربي هو التأهل للمونديال، ولن يكون لها ذلك سوى بالتألق في البطولة الإفريقية، والوصول إلى المربع الذهبي على أقل تقدير. ويخوض المنتخب الوطني لكرة اليد دورة ألعاب البحر المتوسط ضمن المجموعة الثانية، رفقة كل من إسبانيا وتركيا ومقدونيا واليونان، وسيكون الظهور الأول لأشبال رابح غربي عشية اليوم بمواجهة تركيا بقاعة 24 فيفري بآرزيو، في لقاء يأمل من خلاله رفاق شهبور في الفوز من أجل تدشين المنافسة بقوة، وتعزيز فرص التأهل للدور المقبل، وإن كان الهدف هو الاستعداد للكان، أكثر منه المنافسة على إحدى الميداليات. وهذه هي المجموعة التي اختارها رابح غربي للمشاركة في الألعاب المتوسطية: يحي زموشي، خليفة غضبان، رياض شهبور، رضا عريب، رضوان ساكر، مسعود بركوس، زهير نعيم، علي بولحسة، مصطفى الحاج صدوق، هبد القادر رحيم، أيوب عابدي، وليد بادي، إسلام خليل، عزيز بوحال، حمزة رميلي، محمد هاشمي، نبيل سعدون، علاء الدين حديدي، أسامة بوجناح، باستيان خرموش.