تعرف هذه الأيام، شوارع وأحياء قسنطينة حركية كبيرة ليلا على غير العادة، بعد خروج عائلات للسهر بحثا عن أجواء منعشة تنسيها الحرارة المرتفعة التي تشهدها الولاية مؤخرا، كما ساهم توفر وسائل النقل على غرار الحافلات وكذا الترامواي، في إعادة الروح بمختلف الأحياء، تزامنا مع الاحتفاء بعيد الاستقلال و اقتراب عيد الأضحى. حاتم/ ب و جابت النصر خلال الأيام القليلة الماضية بعض الشوارع في وسط مدينة قسنطينة، أين وقفت على حركية كبيرة من طرف عائلات وشباب تواجدوا بقوة في مختلف الأماكن ليلا، حيث عرفت ساحة دنيا الطرائف تواجد حشود من العائلات متجمعة، وكل واحدة فيها تستمتع بطريقتها الخاصة. وفضل بعض الشباب والعائلات متابعة فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط الجارية في ولاية وهران، عبر شاشات عملاقة خصصت لهذا الغرض و وضعت بساحة أول نوفمبر وفي محور الدوران «لابيراميد»، فيما فضلت عائلات أخرى الاستمتاع بالحفلات المقامة في ساحة دنيا الطرائف، حيث أضفت فرق غنائية أجواء ممتعة جعلت الحاضرين يتجاوبون بقوة، وينسون اليوم المرهق الذي قضوه وسط الحرارة الشديدة. كما اكتظت الكراسي الموضوعة بحديقة بن ناصر وساحة أول نوفمبر، بالعائلات التي فضلت الجلوس في أجواء هادئة والاستمتاع بنسيم الليل بين الأشجار، فيما توجهت أخرى للمحلات والأكشاك المخصصة لبيع المثلجات والمشروبات المعدنية والغازية الباردة. وزاد تحسين المنظر العام للمدينة من إقبال العائلات، بعد قيام بلدية قسنطينة بطلاء جدران المرافق والأماكن العامة، مع تعليق أعلام وطنية في أحياء وسط المدينة بداية من شارع بلوزداد وصولا إلى ساحة أول نوفمبر، في إطار الاحتفال بعيد الاستقلال، كما تم تزيين الجسر العملاق بعلم عملاق ومثله علق بجسر سيدي راشد، و زادت من جمالهما أضواء بألوان الراية الوطنية. وباشرت المؤسسة العمومية للنقل الحضري و شبه الحضري، توفير حافلات تعمل في الفترة الليلية على مستوى المدينة الجديدة نحو محطة زعموش بحي باب القنطرة، كما غيرت مؤسسة «سيترام» المسؤولة عن تسيير خط الترامواي بقسنطينة، مواقيت الانطلاقة والعودة صباحا وليلا، حيث تتيح فرصة التنقل للمواطنين من وإلى علي منجلي ومدينة قسنطينة، إلى غاية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وهو ما لاقى استحسان السكان خاصة أن هذه الوسيلة تعتبر المفضلة لدى العديد من قاطني علي منجلي. وشهدت أحياء وشوارع المقاطعة الإدارية علي منجلي حركية منقطعة النظير، بخروج المئات من العائلات ليلا لقضاء حاجاتها من جهة والاستمتاع بالأجواء المنعشة من جهة أخرى، خاصة أن العديد منها كانت غايتها الأولى هي اقتناء المستلزمات بمناسبة اقتراب عيد الأضحى، وكانت الوجهة الأولى محلات بيع الألبسة. وعرفت محلات بيع ألبسة الأطفال إقبالا كبيرا من طرف العائلات، تواصل إلى غاية منتصف الليل، في أجواء أعادت للذهن الحركية المتعود عليها قبل عيد الفطر، واكتظت المحلات الواقعة في الوحدة الجوارية 5 بعلي منجلي بالزبائن كما هو الحال مع تلك الواقعة في الطريق الرابط بين حي 400 مسكن ومنطقة النشاطات، واستجابة لتلك الحركية واصل التجار نشاطهم إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. وتواجدت العائلات بشكل مكثف بمحلات الإطعام السريع التي تشتهر بها المقاطعة الإدارية علي منجلي، فيما شهد الطريق الرئيسي الممتد من مدخل علي منجلي نحو عيادة بن قادري، حيوية كبيرة لا تحدث غالبا إلا في أوقات الذروة، حيث تسبب العدد الكبير من المركبات في تسجيل ازدحام مروري خانق، ممتد من حي الاستقلال مرورا على حي «الفيرمة» ف «كوسيدار» و»جيكو» ثم عيادة بن قادري وصولا إلى مقر المقاطعة الإدارية. وعرف حي الفيرمة تواجد عدد معتبر من العائلات من أجل اقتناء المثلجات أو المأكولات شهية المتوفرة بمحلات الإطعام السريع، وأدى ذلك إلى عدم توفر أماكن لركن المركبات ما شكل ازدحاما مروريا، فيما عرف مسلك «كوسيدار» حيوية أيضا بسبب الإقبال الكبير للشباب على محلات بيع الألبسة تحسبا لعيد الأضحى، كما هو الحال مع مسلك «جيكو» الذي تدعم بعدة محلات تشغل هذا النشاط. ألعاب تستقطب العائلات بعلي منجلي وكانت الحركية أكبر عند الوصول إلى المساحة المقابلة لعيادة بن قادري، أين استحدثت مؤسسة «إيفانام» مساحات منظمة دعمتها بألعاب للأطفال وكراسي لجلوس العائلات، مع بيع المثلجات والشواء بالمكان، فيما يعرض بعض الشباب ألعابا متمثلة في سيارات كهربائية من الحجم الصغير يقودها الأطفال مقابل مبلغ يتراوح بين 50 و100 دج. وإلى غاية منتصف الليل، كان عدد العائلات معتبرا جدا، سواء داخل المرافق الترفيهية أو بالأرصفة الرابطة بين الوحدات الجوارية على غرار المحور الممتد بين الوحدة الجوارية 2 مرورا على الوحدة 13 ثم 15 وصولا إلى 16، أو بالنسبة للجهة المقابلة من الوحدة الجوارية 1 مرورا على 7 ثم 8 وصولا إلى الوحدة 6، وهو الطريق الذي يعرف حيوية كبيرة هو الآخر. وانتعشت الحركة في الوحدات الجوارية 17 و 19 و 20، بعد فتح محلات تجارية متخصصة في بيع اللوازم المنزلية والملابس وكذلك المثلجات التي تستقطب عددا كبيرا من العائلات لساعات متأخرة من الليل. وتعد زواغي من أكثر المناطق حيوية في الفترتين المسائية والليلية، بعد ارتفاع الإقبال على المساحات الخضراء الواقعة على مستوى الطريق الرابط بين حي «سوناتيبا» والمقبرة، أين تواجدت عشرات العائلات في تلك الفضاءات محتلة الكراسي الإسمنتية، فيما جلبت أخرى كراس بلاستيكية وطاولات استعملت في تناول وجبة العشاء في الهواء الطلق.كما استغل العديد من الشباب والمراهقين هذا الإقبال الكبير، من أجل كراء مركبات كهربائية صغيرة للأطفال، مقابل مبلغ 100 دينار للجولة الواحدة، فيما يبيع آخرون الشاي والمكسرات والمشروبات المعدنية والغازية والمثلجات. وفي الطريق المؤدي إلى جسر «سوناتيبا»، يتاح للمواطنين ركوب الخيل مقابل مبلغ 100 دينار للجولة الواحدة، كما جلب بعض الشباب ألعابا من أجل كرائها مثل لعبة القفز أو «الترامبولين».