انتخاب زفيزف رئيسا جديدا للفاف إلى غاية 2025 ظفر جهيد عبد الوهاب زفيزف برئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لعهدة ستمتد إلى غاية فيفري 2025، وذلك بعد حصوله على تزكية الأغلبية المطلقة من أعضاء الجمعية العامة، خلال الدورة الانتخابية المنعقدة في نهاية الأسبوع، متفوقا على منافسه عبد الحكيم سرار، ليخلف بذلك زفيزف سابقه شرف الدين عمارة على رأس أعلى هيئة كروية وطنية، لكنه بعهدة «استثنائية» ستكون مكملة للعهدة الأولمبية التي كان قد استهلها عمارة، وقضى منها 380 يوما في رئاسة الفاف. انتخاب زفيزف كان في دورة جسدت كل صور «الديمقراطية» والشفافية، بحضور 91 عضوا من أصل 95 مسجلا، وقد أشرف رئيس رابطة الهواة علي مالك على تسيير الأشغال بصفته رئيس لجنة الترشيحات، وبعد التأكد من توفر النصاب القانوني، وفقا لما هو منصوص عليه في المادة 24 من القانون الأساسي للفاف، تم فسح المجال للمترشحين زفيزف وسرار من أجل عرض الخطوط العريضة لبرنامج العمل المسطر من طرف كل مترشح، رغم أن سرار كان قد سجل تحفظا بشأن هذه النقطة لدى اللجنة المختصة. والشيء المميز أن هذه الدورة شذت عن القاعدة، التي ظل معمولا بها منذ مارس 2017، حيث تم السماح للإعلاميين بالتواجد في القاعة طيلة أشغال الجمعية العامة، حتى أثناء عملية الاقتراع السري، وذلك بهدف تكريس مبدأ الشفافية والديمقراطية، وقد جرت الانتخابات في هدوء تام دون تسجيل أي مناوشات، في ظل اعتماد اللجنة المنظمة على الاقتراع بورقة واحدة، يتم فيها الشطب، وهي الطريقة التي أخذت في الحسبان شرط الاحتكام للصندوق، طبقا للفقرة الأولى من المادة 26 من القانون الأساسي. عملية الفرز سارت على وقع «السوسبانس»، رغم أن زفيزف أخذ الأسبقية منذ الوهلة الأولى، لتكون النتيجة النهائية حصول قائمة المترشح زفيزف على 52 صوتا، مقابل 34 صوتا لسرار وقائمته، مع تسجيل 5 حالات ملغاة، لعدم تطابقها مع القوانين المعمول بها، وهي النتيجة التي نصبت زفيزف رسميا على رأس الفاف، وقد كان منافسه سرار أول من سارع إلى تهنئته بالفوز بهذا المنصب. انتخاب زفيزف على رأس اتحادية كرة القدم، أبقى رئاسة الفاف من نصيب كتلة النوادي للعهدة الثالثة تواليا، على اعتبار أنه دخل هذا المعترك الانتخابي حاملا راية تمثيل النادي الرياضي القسنطيني، بعد حصوله على تفويض رسمي من إدارة السنافر، ويخلف بذلك شرف الدين عمارة، الذي كان قد ترأس الاتحادية كممثل لشباب بلوزداد، وقبله خير الدين زطشي رئيس نادي بارادو، رغم أن تمثيل النوادي في الجمعية العامة لا يمثل سوى نسبة 23 بالمئة من التركيبة الاجمالية، في وجود 22 ممثلا للنوادي المحترفة، الناشطة في القسمين الأول والثاني، بعد تحيّين القائمة، بينما تبقى كتلة «الرابطات» الجناح الأكبر في الجمعية العامة للفاف، بوجود 62 عضوا عن هذه المجموعة، إلا أن العزوف عن الترشح لمنصب رئاسة الاتحادية، أصبح بفسح المجال أمام ممثلي النوادي للتنافس على زعامة قصر دالي إبراهيم. «المنتخب» رقم 23 في لائحة من 30 رئيسا وعلى ضوء هذه النتيجة، أضحى زفيزف الشخصية رقم 30 التي تتولى رئاسة الإتحادية الجزائرية لكرة القدم منذ تأسيس هذه الهيئة بتاريخ 21 أكتوبر 1963، وذلك باحتساب الفترات الانتقالية التي مرت بها الفاف، خاصة خلال العشرية السوداء، وتواجد زفيزف على رأس أعلى هيئة كروية وطنية جاء بعد جمعية عامة انتخابية، الأمر الذي يجعل منه الرئيس «المنتخب» رقم 23 الذي يظفر بهذا المنصب عبر «الصندوق»، في وجود شخصيتين تعاقبتا على رئاسة الفاف في أكثر من عهدة. إفرازات الدورة الانتخابية المنعقدة في نهاية الأسبوع الفارط، كانت لها انعكاسات على قائمة الشخصيات التي نالت شرف تسيير المنظومة الكروية الوطنية، لأن زفيزف أو حتى منافسه عبد الحكيم سرار، لم يسبق لهما شغل هذا المنصب، وعليه فإن هوية الرئيس المنتخب رقم 23 ظلت في المزاد، واقترنت بنتائج العملية الانتخابية، ليدخل زفيزف القائمة بعد حصوله على تزكية الأغلبية المطلقة. ارتفاع عدد الشخصيات التي تعاقبت على رئاسة الفاف، يبقي على أبرز خصوصيات هذا المنصب «ثابتة»، والتي تنطلق من كون المرحوم محمد معوش يعد أول من شغل منصب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لعهدتين متتاليتين، الأولى نتجت عن التعيين ودامت سنتين، والأخرى إثر انتخابه واستمرت لخمس سنوات، في الوقت الذي يبقى فيه محمد روراوة الشخصية التي قضت أطول فترة ممكنة في رئاسة الفاف، وذلك بعد انتخابه في 3 مناسبات وقد أتم كل العهدات، مما جعل إجمالي الفترة التي تواجد خلالها في هذا المنصب تبلغ 144 شهرا، وأطول فترة كانت على امتداد عهدتين متتاليتين من فيفري 2009 إلى فيفري 2017، رغم أنه يتقاسم رقم 3 عهدات في رئاسة الاتحادية مع المرحوم عمر كزال، لكن بفترات متقطعة، لم تتعد في مجملها 76 شهرا. والملفت للانتباه أن الفاف استعادت منذ بداية الألفية الجارية استقرارها الإداري، ولو أن استقالة عمارة بعد 380 يوما فقط كان قد قضاها على رأس هذه الهيئة كانت بمثابة «سيناريو» مستنسخ من حالة «اللااستقرار» التي عاشتها اتحادية كرة القدم إبان العشرية السوداء، لأن الأزمة الإدارية لهذه الهيئة كانت قد طفت على السطح منذ حل المكتب الفيدرالي في فيفري 1989، لتمتد رحلة البحث عن الشرعية على مدار 12 سنة، بتوالي قرارات حل الفاف، وتعيين لجان تسيير مؤقتة وكذا قيادات جماعية من رؤساء الرابطات الجهوية كواحد من الحلول «الترقيعية»، بدليل تولي 16 شخصية مسؤولية تسيير شؤون الاتحادية، مع اختلاف الصفة بين منتخب وإداري، لتبقى قضية محمد العايب «تاريخية»، باعتبار أن عهدته كرئيس للفاف لم تدم سوى 4 أيام، قبل أن يتم حل المكتب الفيدرالي، والأمر ذاته تكرر مع كل من السعيد عمارة ومحمد محاية، لكن لفترة دامت قرابة 3 أشهر.