سباق ثنائي بين سرار وزفيزف لخلافة عمارة ارتسمت معالم السباق الثنائي، من أجل تولي رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم لعهدة استثنائية، ستمتد إلى غاية مارس 2025، وذلك بإيداع المناجير الحالي للمنتخب الوطني جهيد زفيزف ملف ترشحه، حاملا راية تمثيل النادي الرياضي القسنطيني، مقابل دخول الرئيس المدير العام لوفاق سطيف عبد الحكيم سرار السباق، بحثا عن أول تجربة له في الهيئات الكروية الوطنية، بعد خبرة طويلة في التسيير على مستوى النوادي، في الوقت الذي رسّم فيه محمد روراوة عدوله عن فكرة العودة لرئاسة الفاف، بعدما كان قد هيأ الأجواء لدخول المعترك من جديد، لكنه تراجع عن هذا القرار قبل 48 ساعة من انقضاء الآجال. هذه المعطيات تبقي «السوسبانس» قائما بخصوص هوية الرئيس الجديد للاتحادية، في «سيناريو» غاب عن انتخابات الفاف منذ دورة جانفي 2006، وهي المرة الأخيرة التي كانت قد عرفت تواجد فارسين في السباق، على اعتبار أن الدورات الانتخابية الأربعة الأخيرة لاتحادية كرة القدم كانت بمترشح وحيد للرئاسة، والمشهد تكرر في مناسبتين متتاليتين مع روراوة في فيفري 2008 ومارس 2013، ثم مع خير الدين زطشي سنة 2017، وبعد ذلك مع شرف الدين عمارة في أفريل 2021، ولو أن ترسيم الأمور يبقى معلقا إلى غاية دراسة لجنة الترشيحات برئاسة علي مالك ملف كل مترشح، لأن المادة 26 من القانون الأساسي تربط ملف كل مترشح للرئاسة ببرنامج عمل، وكذا قائمة تتشكل من 12 شخصية كروية مرشحة للظفر بعضوية المكتب الفيدرالي، وخمسة أعضاء إضافيين، بصرف النظر عن حتمية استيفاء شروط الترشح «الشخصية». تواجد الثنائي زفيزف وسرار جنبا إلى جنب على خط الانطلاق في السباق نحو كرسي الزعامة في قصر دالي إبراهيم يجعل دائرة التنافس على رئاسة الفاف تحتفظ ببعض الخصوصيات، لأنه ومهما كانت هوية الرئيس الجديد، فإن القاعدة الشرقية ستحتفظ بهذا المنصب، إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية الحالية، بحكم أن عمارة ابن ولاية تبسة كان قد اضطر إلى رمي المنشفة بعد عهدة لم تدم سوى 380 يوما، وخليفته سيكون إما من قسنطينة، لأن زفيزف ابن مدينة الخروب سيدخل سباق رئاسة الفاف حاملا راية تمثيل «السنافر»، بعد حصوله على تفويض من إدارة النادي الرياضي القسنطيني، في حين سرار يحوز على صفة العضوية في الجمعية العامة للاتحادية، كونه يشغل حاليا منصب الرئيس المدير العام لوفاق سطيف. معركة «التفويضات» مدّدت «سوسبانس» ضبط القوائم واللافت للانتباه أن إيداع كل مترشح لملفه على مستوى الفاف كان في الدقائق الأخيرة من الآجال التي كانت قد حددتها اللجنة المختصة، لأن بعض الإشكاليات الإدارية كانت قد واجهت من قبل مترشحا عند وضع آخر «الروتوشات» على القائمة الرسمية، خاصة وأن قرار دخول سرار المعترك الانتخابي تم ترسيمه عقب انسحاب محمد روراوة من السباق، وكان ذلك قبل أقل من 48 ساعة من انقضاء المهلة، مما أدى إلى تمديد «السوسبانس»، خاصة وأن روراوة كان قد سارع إلى تزكية سرار، وأقدم على تحويل العديد من الملفات التي كانت بحوزته إلى جناح سرار، واقترح على أصحابها التواجد ضمن قائمته، في حين تغيّرت المعطيات نسبيا لدى المترشح الآخر زفيزف، الذي عمل على توسيع جناحه، بالبحث عن تزكية أكبر في كتلة رؤساء الرابطات، لأنها تبقى الحاسمة في العملية الانتخابية، باعتبار أنها تتشكل من 62 عضوا، وهو ما يمثل قرابة ثلثي التركيبة الإجمالية للجمعية العامة. من هذا المنطلق، فقد كانت ورقة «التفويضات» القاسم المشترك بين الثنائي سرار وزفيزف، لأن العديد من رؤساء الرابطات كانوا قد رفضوا التواجد ضمن القائمة المقترحة لعضوية المكتب الفيدرالي، وذلك لتجنب الاصطدام بإشكالية «الازدواجية» التي كانت قد أرّقت الفاف خلال عهدة شرف الدين عمارة، في وجود تعليمة وزارية تلزم كل عضو باختيار منصب وحيد، مع الاستقالة من الرابطة، وهذا النص القانوني كان السبب الرئيسي الذي أدى إلى حل المكتب الفيدرالي الأخير، جراء استقالة بعض رؤساء الرابطات، انطلاقا من محمد غوتي، مرورا بعمار بهلول، ووصولا إلى الثلاثي ياسين بن حمزة، الجيلالي طويل ورشيد أوكالي، والذي كان قد استقال دفعة واحدة في آخر جلسة رسمية لطاقم عمارة، وعليه فإن «الملجأ» كان بالتوجه إلى النوادي المحترفة، والبحث عن تفويضات «إدارية»، سعيا للحصول على وثيقة تسمح لكل عضو بالترشح، وتمثيل النادي في الجمعية العامة، ومن بين «النماذج» الحيّة التي يمكن الوقوف عندها تحصل الرئيس السابق لمولودية العلمة عراس هرادة على تفويض من إدارة شباب بلوزداد، من أجل الترشح في قائمة سرار، بينما اضطر المسير السابق لبلوزداد على البحث عن انتداب من إدارة أمل الأربعاء حتى يتسنى له الترشح ضمن قائمة زفيزف، كما أن الرئيس السابق لوفاق سطيف عزالدين أعراب استنجد بإدارة أولمبي المدية للحصول على الوثيقة الإدارية التي مكنته من التواجد ضمن القائمة المقترحة من طرف زفيزف، في حين تلقى رفيق شراق في آخر لحظة الضوء الأخضر من إدارة مولودية وهران لتمثيلها في الجمعية العامة، بعد تعليق التفويض الذي كان ممنوحا لعبد الحفيظ تاسفاوت، خاصة وأنه كان قد أودع ملفه الإداري لزفيزف، كما أن العضو السابق في المكتب الفيدرالي عمار بهلول ارتأى عدم التواجد في أي قائمة، وفضل منح تفويض لنائبه في رابطة عنابة الجهوية محمد علاء حريد للترشح ضمن قائمة سرار، بعدما كان في بادئ الأمر قد زكاه للتواجد رفقة طاقم روراوة. زفيزف يراهن على «الحرس القديم» وسرار بشعار التغيير على صعيد آخر، فإن القراءة الأولية في قائمتي المترشحين تظهر للوهلة الأولى اختلاف نظرة كل جناح لاستراتيجية العمل التي سينتهجها، في رحلة بحث المنظومة الكروية الوطنية عن الاستقرار الإداري «داخليا»، وكذا استعادة «الهيبة» على الصعيدين القاري والعالمي، حيث أن زفيزف راهن على بعض الوجوه التي لها تجارب في الفترات السابقة في المكتب الفيدرالي، انطلاقا من المجاهد محمد معوش، الذي يبقى مرشحا للبقاء في الهيئة التنفيذية للفاف لعهدة أخرى، بعدما كان قد سجل تواجده مع كل من روراوة، زطشي وعمارة، إضافة إلى اللاعب الدولي السابق حكيم مدان، الباحث عن عهدة أخرى في الفاف، وهو الذي لم يغادر المكتب الفيدرالي منذ مارس 2017، رغم اختلاف الرؤساء. وفي سياق ذي صلة، فإن قائمة زفيزف تعرف تواجد نسيبة لغواطي التي ستحمل راية تمثيل العنصر النسوي في الهيئة التنفيذية المقترحة، بعدما كانت ضمن طاقم عمارة، في الوقت الذي يسعى فيه رئيس رابطة أم البواقي محمد غوتي للعودة مجددا إلى الاتحادية، عبر بوابة قائمة زفيزف، بعد تجربة أولى له مع زطشي، كان قد تولى خلالها رئاسة اللجنة الفيدرالية للتحكيم، والأمر ذاته ينطبق على محمد الهاشمي، الذي كان عضوا في الفاف خلال عهدة زطشي، في حين تبقى كتلة النوادي ممثلة في الطاقم المقترح من طرف زفيزف بكل من عزالدين بن ناصر، كريم شتوف، حسام حركات وعزالدين أعراب. بالموازاة مع ذلك، فإن سرار يراهن في مخطط ترشحه على التغيير، وذلك من خلال عدم إدراج أي عنصر من «الحرس القديم»، وقد لجأ إلى اللعب على ورقة بعض الدوليين السابقين، على غرار لخضر بلومي وتاج بن ساولة، مع منح أعلى حصة من المقاعد في قائمته لكتلة ممثلي النوادي، في وجود 5 مفوضين عن الرابطات، غالبيتهم من الوجوه الجديدة.