القفاز النسوي الجزائري كتب تاريخا خاصا في الألعاب المتوسطية عاد مدرب المنتخب الوطني النسوي للملاكمة عبد الهاني كنزي إلى الإنجاز الباهر المحقق في الألعاب المتوسطية الأخيرة، معربا عن فخره بالنتائج المميزة لبطلاته، وفي مقدمتهم وصيفة بطلة العالم إيمان خليف، صانعة الحدث في دورة وهران، كما تحدث كنزي في حواره الخاص مع النصر، عن الاستحقاقات المقبلة المنتظرة، وفي مقدمتها أولمبياد باريس 2024، والتي يطمح للمشاركة فيها ب6 أوزان. بداية نهنئك بالنتائج الباهرة المسجلة في الألعاب المتوسطية بالنسبة للقفاز النسوي الجزائري.. قبل ذلك، أهنئكم وأهنئ الشعب الجزائري بعيد الأضحى المبارك، كما أستغل الفرصة لتهنئة ملاكماتي المتألقات خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث صنعن الحدث بإنجازهن الباهر، إلى درجة جعلتهن حديث العام والخاص في الجزائر. طبعة وهران كانت ناجحة على كل الأصعدة بصراحة، هل توقعت حصد ثلاث ميداليات ذهبية، على الرغم من افتقاد القفاز النسوي الجزائري لخبرة المواعيد الكبرى ؟ توقعنا اعتلاء منصة التتويج في ألعاب وهران، ولكن لم نتصور للحظة واحدة أن نفوز بثلاث ميداليات ذهبية، خاصة وأن تحضيراتنا كانت مضطربة بعض الشيء وبالتحديد مع الملاكمة حجيلة خليف، لقد سطرنا الفوز بميدالية أو اثنين، غير أن بطلاتنا كان لهن رأي آخر، ليدخلن بذلك البهجة والسرور لقلوب الجزائريين، الذين كانوا خلف هذه الألعاب بقوة، ما أسهم في نجاحها على كل الأصعدة. حدثنا عن بطلاتك، وكيف نجحن في اعتلاء منصة التتويج ؟ البداية ستكون مع بوعلام روميساء، صاحبة أول ميدالية ذهبية بالنسبة للقفاز النسوي الجزائري في الألعاب المتوسطية، حيث كان رهاني عليها صائبا، وأنا الذي اتفقت معها على تغيير وزنها، والانتقال إلى فئة 48 كلغ، حيث واجهت بعض الصعوبات في بادئ الأمر، ما انعكس على نتائجها بالسلب خلال البطولة العالمية الأخيرة، ولكن سرعان ما تعودت على هذا الوزن، بدليل أنها كانت متألقة في ألعاب وهران، ولم تكتف بحصد المعدن النفيس، بل أطاحت عن جدارة واستحقاق بالبطلة التركية المصنفة الأولى عالميا، على العموم روميساء تجني ثمار عملها المتواصل منذ سنوات، فبعد تتويجها بالبطولة الإفريقية عام 2019 بالرباط، ها هي الآن بطلة متوسطية، في انتظار أن تعتلي منصة التتويج في الألعاب الأولمبية إن شاء الله. ماذا عن بقية الملاكمات، وعن المفاجأة السارة خليف حجيلة ؟ أجل، البطلة حجيلة خليف فاجأتني بإنجازها الباهر في ألعاب وهران، لأنني بصراحة لم أراهن عليها للفوز بالذهب ليس تشكيكا في مؤهلاتها بل لأنها دخلت المنافسة منقوصة من حيث التحضيرات، مقارنة ببقية زميلاتها، فهي لم تكن معنا في جل التربصات، واكتفت بثلاث معسكرات فقط، كما أنها تفتقد لخبرة مثل هذه المواعيد، وكانت غائبة عن الألعاب الأولمبية الأخيرة بطوكيو، ولكن بفضل العزيمة التي أظهرتها في الدورة الأخيرة، تحدت كل العقبات وأهدتنا الميدالية الذهبية التي كان طعمها خاصا للاعتبارات والمعطيات سالفة الذكر. قرار تغيير وزن روميساء صائب وحجيلة مفاجأة الدورة نعرج الآن إلى النجمة إيمان خليف التي كانت المطلب الأول لجماهير وهران ؟ إيمان ملاكمة غنية عن التعريف، ولديها مشوار حافل على المستوى الوطني القاري وحتى العالمي، بدليل أنها وصيفة بطلة العالم، كما أن لديها مستوى عال جدا، وأرشحها من الآن للفوز بإحدى الميداليات في ألعاب باريس 2024، فهي لديها كل المواصفات لتكون بطلة أولمبية، لامتلاكها عدة نقاط إيجابية، وأسلوبها التقني وراء الشعبية الكبيرة التي اكتسبتها مؤخرا، خاصة في دورة وهران، أين كانت الجماهير خلفها بقوة في كل منازلاتها، وفازت بها جميعا بسهولة كبيرة، عليها فقط أن تضع الأقدام على الأرض، لأن عملا كبيرا ينتظرها، إذا ما أرادت كتابة اسمها بأحرف من ذهب في سجلات القفاز النسوي الجزائري. استهدفنا ميدالية ذهبية واحدة لتهدينا بطلاتنا ثلاثا ملاكمة أضاعت الذهب، ولم تتقبل هزيمتها في النهائي، ويتعلق الأمر بإشراق شايب صاحبة برونزية البطولة العالمية الأخيرة، ما رأيك فيما حققته ؟ إشراق ملاكمة قوية، ولديها مستوى عالمي، ولكنها تأثرت في الألعاب الأخيرة بغيابها عن الأدوار الإقصائية، فكما تعلمون شايب لم تخض الدور الأول لغياب منافسيها، واكتفت بلعب المنازلة النهائية فقط، والتي خسرتها بصعوبة كبيرة، رغم فارق الخبرة بينها وبين البطلة الإيطالية، فالمنازلة بينهما كانت متقاربة للغاية، ولولا الجولة الأولى التي خسرتها بفارق كبير لكانت النتيجة مغايرة، على العموم على إشراق شايب أن تفتخر بميداليتها الفضية التي تضاف إلى برونزية بطولة العالم الأخيرة، في انتظار المزيد من التتويجات في قادم الاستحقاقات. دخلت تاريخ الملاكمة الجزائرية من أوسع الأبواب، كونك أول مدرب يبصم على نتائج مماثلة مع القفاز النسوي ؟ الملاكمة الجزائرية لديها تاريخ كبير، ولطالما كانت من أبرز الرياضات التي نراهن عليها لاعتلاء منصة التتويج في كبرى التظاهرات العالمية، قبل أن تتراجع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، والأسباب معروفة ولا تحتاج لذكرها في كل مناسبة، على العموم القفاز الجزائري استعاد بعضا من بريقه، والملاكمة النسوية كتبت خلال دورة وهران تاريخا خاصا بها، بعد النتائج المبهرة المحققة، والتي كنت من المساهمين فيها رفقة كل طاقمي، بداية بمساعدي الأول محمد شعوة والمحضر البدني روابح، دون نسيان كل أفراد الطاقم الطبي، الذين لم يبخلوا علينا بشيء وقاموا بعمل جبار. سأقود إيمان خليف لمنصة التتويج في أولمبياد باريس ماذا عن الاستحقاقات المقبلة التي تنتظركم وماهي الأهداف المسطرة؟ كل الشكر أيضا لاتحادية الملاكمة واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة، حيث وفروا لنا كل شيء في سبيل البصم على هكذا إنجازات، ونتمنى أن يظل هذا الدعم، لأننا نمتلك أبطالا قادرين على تشريف الراية الوطنية في كبرى المحافل الدولية، صحيح أن الملاكمة النسوية تواجهها العديد من المشاكل والعقبات والبداية بغياب الخيارات، فالإقبال عليها لا يزال ضعيفا. فرغم كل المجهودات، إلا أننا نمتلك 20 ملاكمة دولية فقط، وهذا عدد قليل ولا يمكن أن ننتظر منه الكثير، في انتظار أن يكون هناك تشجيع من الأولياء لبناتهن الراغبات في ممارسة هذه الرياضة النبيلة، وبخصوص الاستحقاقات التي تنتظرنا فهناك العديد من المواعيد، بداية بالألعاب الإفريقية 2023 والبطولة العربية، وكلها محطات استعدادية للبطولة الأهم، التي تنتظرنا في باريس 2024، حيث نطمح للتواجد في 6 أوزان.