عادت الرياضة الجزائرية إلى الواجهة، خلال الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، بعدما أنهت الجزائر المنافسة في الصف الرابع برصيد 53 ميدالية بينها 20 ذهبية، محققة أفضل مشاركة بتاريخ مشاركتها بالألعاب المتوسطية. حققت الرياضة الجزائرية استفاقة كبيرة خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط، بحصولها على المركز الرابع خلف المتصدرة إيطاليا برصيد 159 ميدالية، وتركيا صاحبة مركز الوصافة برصيد 108 ميداليات، وفرنسا التي أنهت المنافسة في المركز الثالث برصيد 81 ميدالية.تألقت الرياضات التي تملك فيها الجزائر تقاليد عريقة في مختلف الألعاب، حيث عادت إلى الواجهة الملاكمة وألعاب القوى بنيلهما 13 ميدالية لكل واحد منها، وأهدوا الجزائر لوحدهما 10 ميداليات ذهبية في المجموع، الأمر الذي ساهم في إنهاء الجزائر الألعاب المتوسطية في المركز الرابع بالترتيب العام. الملاكمة تحتل الصدارة تمكن المنتخب الوطني للملاكمة من إنهاء المنافسة في صدارة ترتيب البلدان المشاركة بألعاب وهران برصيد 13 ميدالية بينها 05 ذهبيات، متفوقا على المنتخب الإيطالي صاحب الوصافة ب 10 ميداليات، والمنتخب التركي الذي حل ثالثا برصيد 07 ميداليات. الفنّ النبيل خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط، حقق نتائج باهرة ببلوغ 10 ملاكمين جزائريين المنازلات النهائية، حيث سجلت الملاكمات الجزائريات أسماءهن بأحرف من ذهب خلال هذه الألعاب التي شاركن فيها لأول مرة. تمكنت روميساء بوعلام من تحقيق نتيجة تاريخية، بعدما أطاحت ببطلة العالم التركية أيس كاغيرير بمنازلتين دون مقابل في وزن أقل من 48 كلغ، لتضيف حجيلة خليف في وزن أقل من 60 كلغ ذهبية أخرى، فيما أهدت إيمان خليف ثالثة ذهبية للمنتخب النسوي للملاكمة، بعدما سيطرت بالطول والعرض على كل منافساتها، وفازت على الإيطالية أسونتا كانفورا في النهائي بوزن أقل من 63 كلغ بنتيجة (3 – 0). في حين، اكتفت إشراق شايب بالميدالية الفضية، بعد انهزامها في النهائي أمام بطلة العالم في مناسبتين التركية بوسيناز سورمينيلي، بنتيجة ثلاثة منازلات دون مقابل في وزن أقل من 66 كلغ، الأخيرة كانت قد حرمتها شهر ماي المنصرم من بلوغ نهائي بطولة العالم للملاكمة النسوية التي أقيمت باسطنبول التركية. عند الذكور تمكن يحي عبد اللي ويوغورطة آيت بقة من الظفر بميداليتين ذهبيتين، حيث أطاح الأول بالإيطالي جيانلويجي مالانغا بواقع (3 – 0) في وزن أقل من 63 كلغ، فيما نال الثاني الذهب في وزن أقل من 69 كلغ، بفوزه على البساط أمام المقدوني ستيفان زافكوفيتش الذي غاب بسبب الإصابة. كما أحرز كل من (أوسامة مرجان، يوسف نموشي، محمد حومري، محمد سعيد حماني) على الميدالية الفضية، وعبد الناصر بن لعريبي نال البرونز رفقة المخضرم شعيب بولودينات وفاطمة الزهراء عبد القادر حجيلة. أم الرياضات تستعيد بريقها حققت ألعاب القوى خلال الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، نتائج باهرة وغير متوقعة بالنظر إلى معاناتها في السنوات الأخيرة، أين تمكن العداؤون الجزائريون من كسب الرهان وإنهاء المنافسة في المركز الثالث بالترتيب العام برصيد 13 ميدالية، خلف تركيا المتصدرة ب 07 ميداليات ذهبية، وإيطاليا التي خطفت مركز الوصافة من الجزائر بعد حصولها على 05 ميداليات إضافية. دخلت أم الرياضات في ألعاب وهران بقوة خلال يومها الأول، حيث تمكنتحصد ذهبية القفز الثلاثي، أين تمكن ياسر محمد تريكي من العودة إلى مستواه وحقق قفزة قدرها 17.07 متر، مكنته من اعتلاء منصة التتويج، بالرغم من عودته المتأخرة إلى التدريبات بعد معاناته من إصابة قبل انطلاق الموسم، ليضيف برونزية القفز الطويل في اليوم الأخير من الألعاب، مكنته من خطف ميداليته الثالثة بتاريخ مشاركاته بالألعاب المتوسطية، بعدما نال الفضة في ألعاب تاراغونا في اختصاص القفز الطويل. انتظرت الجزائر 47 سنة لرؤية عداء جزائري يفوز بسباق 3000 متر موانع، بعد ذهبية بوعلام رحوي في الألعاب المتوسطية لسنة 1975، حيث تمكن بلال ثابتي من التغلب على كل منافسيه في ألعاب وهران، ولم يكن ليتوج لولا العمل الكبير الذي قام به زميله هشام بوشيشة الذي قاد السباق في بداياته، وأحرز في الأخير ميدالية برونزية أعادت الجزائر إلى اختصاص 3000 متر من الباب الواسع. في ذات السياق، استعادت الجزائر هيبتها في اختصاص القفز العالي بعد 21 سنة كاملة، حيث تمكن الشاب بلال عافر من خطف الميدالية الذهبية بوثبة قدرها 2.24 متر، متفوقا على السوري مجد الدين غزال وكذا هشام بوحانون الذي نال ميدالية برونزية، لتتمكن الجزائر من حصد رابع ذهبية في تاريخ مشاركاتها بالألعاب المتوسطية باختصاص القفز العالي، بعد ذهبيتي عثمان مصطفى بلفاع (1983، 1991)، وحماد عبد الرزاق (2001). كما خطف جمال سجاتي ميدالية ذهبية في اختصاص 800 متر ببراعة في اليوم الأخير من المنافسة، أين باغت زميله ياسين حتحات في 100 متر الأخيرة من السباق، ونال الذهبية الثانية للجزائر بالألعاب المتوسطية بعد ذهبية آدم حسيني بتونس 2001. هذا وحصدت الجزائر ميدالية ذهبية أخرى في سباق 4 مرات 400 متر تتابع رجال، لثاني مرة بتاريخ مشاركاتها بالألعاب بعد ذهبية باري 1997، أين تمكن الرباعي الجزائري المشكل من (بن جماع، غواند، لحولو، مولة)، من تسيير السباق بذكاء وإنهاء الدورات الأربعة في المركز الأول، مستفيدين من دعم الجمهور الكبير الذي ساند بقوة العدائين الجزائريين، الذين أهدوا الجزائر الذهبية في آخر سباق بالمنافسة. كما تمكن أمين بوعناني من الظفر بفضية سباق 110 متر موانع، فيما نالت كل من زوينة بوزبرة في اختصاص رمي المطرقة، وعبد المليك لحولو في سباق 400 متر موانع، وعبد النور بن جماع في سباق 400 متر ميدالية برونزية. ذهبية تاريخية للمصارعة والمبارزة عرفت الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، إهداء رياضتي المبارزة في اختصاص سيف الحسام والمصارعة الإغريقو رومانية، ذهبيتين تاريخيتين للجزائر في الألعاب المتوسطية بما أنها الأولى في التاريخ. أدخل المصارع بشير سيد عزارة رياضة المصارعة التاريخ، بإهدائها أول ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، بعدما تمكن من التغلب على الإيطالي ميكرو مينغوزي بنتيجة (5 – 0)، في اختصاص المصارعة الإيغريقو رومانية في وزن أقل من 87 كلغ، متفوقا على كل منافسيه، على غرار نائب بطل أوروبا لفئة أقل من 23 سنة التركي علي سانغيز في النصف النهائي، والفرنسي جوني بور في الربع نهائي. كما كان إسحاق غايو قاب قوسين أو أدنى من خطف الميدالية الذهبية في اختصاص المصارعة الإغريقو رومانية، أمام بطل أوروبا 2022 التركي مورات فورات في وزن أقل من 67 كلغ، حيث كان الجزائري متفوقا بواقع (6 – 0) في المرحلة الأولى، قبل أن يقلب التركي الطاولة ويفوز عليه بنتيجة (7 – 6)، لينال ابن مدينة عنابة الميدالية الفضية، في حين أن عبد الكريم واكالي انهزم أمام الصربي فيكتور نيميس، بنتيجة (9 – 0) في النهائي ونال الميدالية الفضية في وزن أقل من 77 كلغ. في ذات السياق، نالت المبارزة سوسن بوضياف الميدالية الذهبية في اختصاص سيف الحسام سيدات، حيث سيطرت بالطول والعرض على منافساتها في الأدوار التمهيدية، وتمكنت من خطف ذهبية الألعاب أمام الإيطالية شيارا موريلي بنتيجة (15 – 7)، دخلت بها التاريخ كونها أول جزائرية تفوز بالذهب في الألعاب باختصاص سيف الحسام، والثانية في رياضة المبارزة بعد زهرة قمير في اختصاص المبارزة بالسيف سيدات. السباح صيود في القمة خطف السباح جواد صيود الأضواء في الطبعة 19 للألعاب المتوسطية، بعدما أنهى الدورة بثلاث ميداليات كاملة من المعادن الثلاث، أين استهل المنافسة بخطفه ذهبية اختصاص 200 متر سباحة مختلطة، بتحقيقه توقيت دقيقة 58 ثانية و83 جزء من المائة. خلال منافسات اليوم الرابع تمكن من نيل برونزية سباق 200 متر فراشة، محققا وقتا قدره دقيقة 58 ثانية و37 جزء من المائة، خلف الإيطالي كلاوديو أونتونيو فراسي واليوناني أندرياس فازايوس، ليختم المنافسة بحصد الميدالية الفضية لسباق السرعة 100 متر فراشة، بتحقيقه توقيت قدره 52 ثانية و38 جزء من المائة خلف الإيطالي ماتيو ريفولتا. الجزائري الثاني في منافسات السباحة أوسامة سحنون تمكن خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط من العودة إلى مستواه، حيث شارك في سباق وحيد وهو 50 متر سباحة حرة، أين أحرز ميدالية برونزية بعدما حقق توقيتا قدره 22 ثانية و22 جزء من المائة، وهو رقم عالمي سمح له من العودة إلى الواجهة بعد غياب عن المسابح دام لمدة 03 سنوات كاملة، الأمر الذي سيسمح له من استعادة إمكانياته، والتنافس للحصول على ميداليات جديدة في الاستحقاقات التي تنتظره، رفقة المنتخب الوطني ونادي مارسيليا الذي يحمل ألوانه.