الأحزاب تراهن على الأسماء الثقيلة في "معركة الجزائر" تعول أغلب الأحزاب السياسية على الوجوه المعروفة سياسيا لتضعها على رأس قوائمها الانتخابية بالعاصمة، التي تعد بالنسبة للكثيرين "بارومتر" لمعرفة الغنائم التي ستحصل عليها هذه الأحزاب عند توزيع المقاعد الحكومية، وتستقطب مقاعد العاصمة بالمجلس الشعبي الوطني الأسماء الثقيلة من بين كوادر الأحزاب السياسية التي تصنف في خانة "الأحزاب الكبيرة"، وعادة ما تسبق عمليات الترشيح مفاوضات وخلافات حول الأسماء التي سيدخل بها هذا الحزب أو ذلك. وقد اضطرت بعض الأحزاب إلى تأجيل الحسم في قائمة مرشحي العاصمة إلى آخر لحظة لتفادي القلاقل التي قد تحدث بسبب طرح اسم المرشح الذي سيتولى قيادة اسم الحزب، ومنها حزب جبهة التحرير الوطني، التي أجلت الحسم في اسم المرشح إلى نهاية الأسبوع الجاري، رغم بروز اسم رئيس المجلس الشعبي عبد العزيز زياري ليكون على رأس القائمة، رغم طرح بعض الأسماء كبديل ومنها اسم وزير التعليم العالي رشيد حراوبية. وحسب مسؤول في الحزب، فان الحزب قرر إرجاء الفصل في قائمة العاصمة إلى غاية الانتهاء من قوائم كافة الولايات، واعتبر بأن القرار مرتبط أساسا بالرهانات التي تدور حول هذه القائمة، مؤكدا أن كل ما يتردد من أنباء حول تصدر وزير ما أو شخصية ما لقائمة العاصمة ''لا يخرج عن إطار المزايدة الإعلامية والمضاربة التي لا أساس لها من الصحة''، موضحا أن قائمة العاصمة ''ستحدد في الوقت الذي يحدده القانون من حيث توقيت الإيداع''، ''من أجل تفادي كل السيناريوهات التي تعرقل تحضيرنا في مناخ ملائم''، موضحا أن ''الأفلان لا يقع في أزمة نقص الكفاءات المؤهلة، بل في أزمة التخيير بين الكفاءات والمؤهلين''.وكانت لجنة دراسات ملفات الترشح بمحافظة جبهة التحرير الوطني بالعاصمة، قد أكدت بأن عددا كبيرا من أعضاء هذه الأخيرة، والممثلين لنواب ومنتخبي المجالس المحلية للحزب عن ولاية العاصمة، كانوا قد طلبوا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم الترشّح على رأس قائمة ولاية الجزائر بدلا من رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، الذي قدم ترشحه لتصدر القائمة. وبعد إبداء الأمين العام للحزب "زهده" في الترشح للتشريعيات، عاد اسم رئيس البرلمان الحالي عبد العزيز زياري للتداول ضمن الأسماء المرشحة بقوة لتولي قائمة العاصمة لدى جبهة التحرير الوطني، وذلك رغم المعارضة الشديدة لبعض محافظات الحزب بهذه الولاية والبالغ عددها 54 محافظة، وقد قام زياري قبل أيام بتسليم ملف ترشّحه للتشريعيات، ضمن قائمة دائرة الجزائر العاصمة إلى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم.وقالت المصادر إن بلخادم استقبل زياري بمقر الأفالان قبل أيام قليلة، حيث سلّمه ملف ترشّحه، بعدما سمع من بلخادم عدم نيته في الترشّح في العاصمة. كما يشهد الارندي تنافسا على قائمة العاصمة بين كل من وزير المالية الأسبق عبد الكريم حرشاوي وشهاب صديق نائب رئيس البرلمان والرئيس السابق لبلدية القبة لترؤس قائمة التجمع الوطني الديمقراطي، كما طرح مناضلون في الحزب اسم ثالثا ويتعلق الأمر بمدير ديوان الأمين العام، عبد السلام بوشوارب. وقالت مصادر من الداخل إن ''القرار بيد الأمين العام للحزب"، والذي سيفصل شخصيات في الاسم الذي سيتصدر قائمة العاصمة.واستنادا إلى معلومات من داخل الحزب، فان الخيار الأقرب يصب لصالح الأمين الولائي صديق شهاب، والمرتبة الثانية لعضو المكتب الوطني فوزية سحنون فيما احتل عبد السلام بوشوارب المرتبة الثالثة. وأفادت المصادر ذاته، أن القيادي في الاتحاد العام للعمال الجزائريين وعضو المجلس الوطني للأرندي صالح جنوحات رفض الترشح لعهدة جديدة حيث سبق وان فاز في تشريعيات 2007 بالعاصمة تحت لواء الارندي. أما بالنسبة لتحالف "الجزائر الخضراء" الذي يضم الأحزاب الإسلامية الثلاثة التي أعلنت تحالفها، فقد ارتأت ترشيح وزير الأشغال العمومية عمار غول على رأس القائمة الانتخابية بالعاصمة، وقال مصدر قيادي في حركة مجتمع السلم أن اللجنة الوطنية المشتركة المكلفة بضبط قوائم ترشيحات التكتل للتشريعيات المقبلة، تعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على ترتيب المترشحين في هذه القوائم وفق الآليات المتفق عليها والتي يتم في ترتيبها مراعاة حجم انتشار كل حزب عبر مختلف الولايات وقال ذات المصدر أن اللجنة الثلاثية اتفقت على آلية لتوزيع المراتب الأولى للقوائم في مختلف الدوائر الانتخابية يتم فيها مراعاة حجم انتشار كل حزب من أجل حصد أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل. وأضاف أن مرشحي حركة مجتمع السلم هم من سيتصدرون قوائم التحالف على سبيل المثال في كل من البليدة، البويرة، تيارت، جيجل، سطيف، ومستغانم والجزائر العاصمة هذه الأخيرة التي فصلت فيها حركة مجتمع السلم صباح أمس حيث رشحت رسميا وزير الأشغال العمومية عمار غول، يليه النائب الحالي بالبرلمان عبد الحليم عبد الوهاب و جاء في المرتبة الثالثة الأمين العام ل الإتحاد العام الطلابي الحر. ومن المزمع أن تترأس الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون قائمة العاصمة، وقد أعلنت ذلك صراحة في منتدى يومية "المجاهد"، وذكرت أنها كانت في البداية رافضة لفكرة الترشح لعضوية البرلمان مجددا إلا أنها راجعت موقفها تحت ضغط وإلحاح مناضلي الحزب. لإبراز صوت الحزب في البرلمان المقبل والذي سيتولى مهمة تعديل الدستور.ومن المنتظر أن يترأس، عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية قائمة حزبه بالعاصمة، وهو ما قد يشكل مفاجأة بالنسبة للكثيرين كون أن هذا الأخير كان دائما معارضا لفكرة النزول إلى البرلمان، وقال احد المقربين من جاب الله، أن هذا الأخير كان ضد الفكرة أساسا، مشيرا بان احد أقاربه هو من تولى تحضير ملف ترشحه للتشريعات بالعاصمة، وقالت تسريبات، بان المقربين من جاب تمكنوا من إقناعه بضرورة الترشح للدفاع من موقعه ضد أي محاولة جديدة للاستيلاء على الحزب، كما أضاف ذات المسؤول أن مشاركة الجبهة الوطنية للعدالة والتنمية في الحكومة المقبلة جد ممكنة ولا يمكن استبعادها. ورغم رفض مسؤولين في جبهة التغيير، التي يتزعمها وزير الصناعة الأسبق عبد المجيد مناصرة، الكشف عن الاسم المرشح لترؤس قائمة الحزب بالعاصمة، إلا أن بعض التسريبات أشارت إلى إمكانية تعيين العضو البارز في حمس سابقا، احمد الدان، ليكون على رأس القائمة. وكان هذا الأخير قد سعى خلال المؤتمر التأسيسي للحصول على رئاسة الجبهة قبل أن يخسر المنصب لفائدة مناصرة. وبخصوص، الحركة الشعبية الجزائرية التي يقودها، عمارة بن يونس، فقد أشارت مصادر من الحزب، أن القرار سيتم الحسم فيه خلال أيام، ويتم تداول عدة أسماء لتولى قيادة قائمة العاصمة، ومنها رئيس الحزب عمارة بن يونس، الذي لم يحسم بعد في قرار الدخول في قائمة العاصمة أو تيزي وزو مسقط رأسه، كما طرح اسم وزير الثقافة خليدة تومي، رغم نفي قيادي في الحزب ذلك، مؤكدا بان خليدة تومي لم تدرج ضمن القائمة، إضافة إلى اسم سامية بن مغسولة المستشارة الحالية بوزارة الشباب والرياضة والمديرة الفنية الوطنية للسباحة سابقا، كما تقرر إدراج اسم رئيسة جمعية ترقية المرأة الريفية سعيدة بن حبيلس، للترشح في مراتب متقدمة.