لم يكن بالأمر الهين على الأحزاب السياسية الفصل في رؤوس القوائم الانتخابية بالعاصمة نظرا للأهمية التي تمثلها، وتحاول قيادات تلك التشكيلات التكتم على الأسماء التي تم اختيارها لاعتبارات مختلفة، تفاديا لوقوع انقسامات بداخلها، ولأجل ذلك فضل الأفالان إعادة ترشيح رئيس البرلمان الحالي عبد العزيز زياري، وتحججت حنون بالرغبة الملحة لمناضليها لترؤس قائمة العاصمة، في وقت تتحدث مصادر عن إمكانية ترشح جاب الله بالعاصمة. وتستقطب العاصمة على خلاف باقي الولايات الأسماء الثقيلة من ضمن إطارات الاحزاب السياسية، خصوصا الأحزاب العتيدة والمعروفة، ويتم التنفاوض بشأن رؤساء القوائم الانتخابية لهذه الولاية بضعة أشهر قبيل حلول المواعيد الانتخابية، بدليل أن الساحة الإعلامية وكذا القواعد النضالية للأحزاب السياسية تداولت الكثير من الأسماء، من بينهم وزير الأشغال العمومية عمار غول والعضو القيادي في حركة حمس، الذي تبين بالفعل أنه سيترأس القائمة الانتخابية الخاصة بالتحالف الإسلامي، وغول قام مؤخرا بتدشين بعض المشاريع بالعاصمة بصفته وزيرا للأشغال العمومية، وقد تم تفسير ذلك من قبل بعض المتتبعين بأنه حملة مسبقة للانتخابات التشريعية. ومن المزمع أن تترأس الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون قائمة العاصمة، وقد أعلنت ذلك صراحة في لقاء نظمته مؤخرا، وتحججت بأن قرارها اتخذته بناء على الرغبة الملحة للقاعدة النضالية للحزب، وهي تصر على أهمية البرلمان القادم وتصفه بالمجلس التأسيسي لأنه سيتولى صياغة الدستور الجديد، ولم ينف عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية إمكانية ترشحه بالعاصمة حينما سئل عن ذلك في ندوة صحفية نشطها مؤخرا، وهو ما أكدته مصادر من الجبهة رفضت الكشف عن اسمها، موضحة بأن جاب الله سيصنع المفاجأة هذه المرة، بعد أن أجمعت مؤسسات هذه التشكيلة على ضرورة أن يقتحم رئيسها سباق الرئاسيات. ويتنافس كل من وزير المالية الأسبق عبد الكريم حرشاوي وشهاب صديق نائب رئيس البرلمان والرئيس السابق لبلدية القبة على ترؤس قائمة التجمع الوطني الديمقراطي بالعاصمة، في وقت تتحدث مصادر من داخل الأرندي عن إمكانية ترجيح الكفة لصالح شهاب صديق باعتباره ينتمي للعاصمة وسبق وأن شغل منصبا صنع له بعض الشعبية، على خلاف حرشاوي الذي ينتمي إلى ولاية سطيف، غير أن القرار الأول والأخير في هذه التشكيلة يعود دائما للأمين العام للحزب والوزير الأول أحمد أويحيى. ويعد رئيس البرلمان الحالي عبد العزيز زياري من الأسماء الأكثر تداولا لتولي قائمة العاصمة لدى جبهة التحرير الوطني، وذلك رغم المعارضة الشديدة لبعض محافظات الحزب بهذه الولاية والبالغ عددها 54 محافظة، وتبدو الأمور جد معقدة بالحزب العتيد في اختيار المرشحين نظرا لتداخل عوامل عدة لا تتصل بالشروط الموضوعية التي ينبغي أن تتوفر في المترشح، ومن بين تلك العوامل موقع المرشح داخل الأفالان وطبيعة علاقته بالقيادة إلى جانب المنصب الذي يحتله في الدولة. وتتكتم جبهة التغيير على اسم رأس قائمتها الانتخابية بالعاصمة، خشية من أن يؤدي ذلك إلى تشتيت صفوف هذه التشكيلة الجديدة، وقال نائب رئيس الجبهة في اتصال معه أم بأن العملية تتم في ديمقراطية، وأن حزبه يرفض أن يتم تحفيز بعض الأسماء إعلاميا على حساب أسماء أخرى.