العثور على رضيعة حية بعد 22 ساعة من فقدانها في عاصفة رملية بتبسة قصّة الرضيعة البريئة « منى سويعي « التي لم يتجاوز عمرها العامين من القصص المعجزة ، وقد كتب الله لها عمرا جديدا بعد أن اختفت عن أنظار عائلتها لمدة 22 ساعة كاملة بدون أكل وشرب . الطفلة الضائعة من عائلة تنتمي للبدو الرحّل ، استقرت منذ شهور بمنطقة تقع جنوب بلدية نقرين بنحو 20 كلم أقصى جنوب الولاية ، وقد تعوّدت الصغيرة على التنقل بين خيم جيرانهم للعب والمرح ، لكن شاءت الأقدار أن يكون يوم 10 مارس الجاري يوما حزينا في حياة أسرتها التي فوجئت بعدم عودتها كما تعودت على ذلك من قبل . وانطلق أفراد أسرتها بمعية الجيران في البحث عنها في كل الاتجاهات والأماكن رغم الرياح القوية المصحوبة بالعواصف الرملية نظرا لطبيعة المنطقة خصوصا في مثل هذا الوقت ولكن عبثا حاولوا ، فلم يجد والدها المفجوع باختفاء فلذة كبده من وسيلة للعثور عليها حيّة أو ميتة سوى الإستنجاد بسكان نقرين الذين لبوا النداء . وانطلقت حوالي 12 سيارة على متنها العشرات من الرجال للقيام بعملية مسح شاملة للمنطقة بحكم معرفتهم بها ، في رحلة مليئة بكثير من المغامرة والمجازفة انطلقت بعد ظهر يوم العاشر من شهر مارس لتمتدّ رحلة البحث إلى غاية يوم 11 مارس . وفي حدود الساعة التاسعة صباحا عثر عليها أحد المواطنين المشاركين في عملية البحث ، ليهرع الجميع إلى مكان وجودها الذي يبعد عن خيمة العائلة بنحو 5 كلم ، حيث عثر عليها وهي نائمة قرب شجرة حلفاء في الرّمق الأخير من الحياة، تتنفّس بصعوبة كبيرة ، ووجهها يميل إلى الاصفرار جرّاء الجوع . وقد أصيب كل من وقف على وضعها بحالة من الذهول والاستغراب والدهشة بعد عثورهم على آثار أقدام ذئاب وثعالب بالقرب منها ولم تتعرض لها بسوء ، في معجزة أخرى من معجزات الله تعالى الذي حفظها طيلة هذه المدة، ليتم نقلها على جناح السرعة على متن سيارة الإسعاف التابعة للحماية المدنية برفقة أعوان الدرك الوطني وسيارات المواطنين الذين يعود لهم الفضل في العثور على « منى « إلى العيادة المتعددة الخدمات بنقرين أين تم تسخير طاقم طبّي أشرف على إسعاف الضحية . و عمل في البداية على رفع نسبة السكر في جسمها فضلا على إنعاشها بعد إصابتها بضيق شديد في تنفسها بسبب الرياح القوية واستنشاقها للغبار . ومكثت تحت المراقبة الطبية لمدة 6 ساعات إلى أن استرجعت عافيتها وبدأت توزّع ابتسامتها على كل الحاضرين الذين بكى بعضهم تأثرا بالموقف ، فيما كانت فرحة عائلتها لا يمكن وصفها . وقد تعالت الزغاريد وعاشت فرحة عارمة وعادت بابنتها وهي لا تجد العبارات لتشكر بها كل من له الفضل في الوقوف معها في هذا الابتلاء ، داعية الله ألا يريهم مكروها في عزيز عليهم.