الجزائر دخلت مرحلة بناء شراكات استراتيجية و متوازنة اعتبر الخبير الاقتصادي، البروفيسور عبد القادر بريش، أن الشراكات و الاستثمارات الضخمة، ستعزز مكانة الجزائر كفاعل رئيسي في سوق الطاقة الدولي وتزيد من حصتها السوقية على مستوى أوروبا، مضيفا أن الجزائر دخلت الآن مرحلة جديدة وهي بناء شراكات استراتيجية ومتوازنة على أساس قاعدة رابح- رابح، مع مختلف الشركاء الموثوقين بالنسبة للجزائر، من أجل تحقيق الإقلاع والتنويع الاقتصادي. ونوه البرلماني و الخبير الاقتصادي، البروفيسور عبد القادر بريش، في تصريح للنصر، بالعقد الجديد المبرم بين مجمع سوناطراك وشركائه أوكسيدنتال وإيني وتوتال إينرجي في مجال المحروقات، مبرزا في الوقت ذاته، أهمية الاكتشافات الجديدة التي تم الإعلان عنها سابقا مع القدرات الكامنة، معتبرا أن هذه الشراكات و الاستثمارات الضخمة من شأنها أن تعزز مكانة ودور الجزائر كلاعب وفاعل رئيسي في سوق الطاقة الدولي وتزيد من حصتها السوقية في سوق الطاقة على مستوى أوروبا، حيث نتوجه إلى زيادة الحصة السوقية للجزائر في مجال الغاز وخاصة الغاز المميع، مع تطوير الحقول وزيادة الاستغلال والرفع من قدرات الإنتاج. وأضاف في نفس السياق، أن هذا مؤشر إيجابي على أن الجزائر، بدأت الآن تضع قدما راسخة في مجال الاستحواذ على الاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة. ونوه الخبير الاقتصادي، بالدور الفاعل الذي تقوم به الجزائر وعودتها القوية والمؤثرة في دبلوماسيتها الاقتصادية ودبلوماسيتها في محيطها الجيواستراتيجي وهذا سيعطي- كما أضاف-، فرصة سانحة للجزائر لتكون حاضرة اقتصاديا في السوق البترولية والطاقوية كمنتج ومصدر للبترول ومستحوذ على حجم أكبر من الاستثمارات في انتظار استقطاب وجلب شركات أخرى، أمريكية أو صينية، فاعلة في مجال الطاقة من أجل زيادة القدرات. ومن جانب آخر، أشار الخبير الاقتصادي، إلى اتفاقيات التعاون الهامة التي تم توقيعها مع إيطاليا بمناسبة انعقاد القمة الرابعة بين حكومتي البلدين، أول أمس، والتي تشمل عدة مجالات، معتبرا أن محور الجزائرروما أصبح أكثر فاعلية في مجال الشراكة الاستراتيجية، لافتا إلى أن التجربة الإيطالية في مجال تنويع الاقتصاد وتطوير المؤسسات المتوسطة وتطوير صناعات التجهيز والصناعات الصغيرة، جديرة بالاهتمام لنقلها للجزائر. كما أبرز أهمية أن تكون هناك شراكات أخرى فاعلة مع أقطاب ومحاور اقتصادية متنوعة، وأوضح في هذا الإطار، أن تنويع الشراكات والشركاء على أساس قاعدة رابح – رابح هو الذي سيحقق لنا أهدافنا الاقتصادية في التنويع والاقلاع الاقتصادي وعدم التعويل فقط على شراكات مرتبطة بقطاع النفط والمحروقات. وأوضح أن الشراكة الجزائرية مع إيطاليا في مجال الطاقة و حجم الاستثمارات في هذا المجال هي شراكة استراتيجية يجب تعزيزها، ولكن في المقابل يجب أن لا ننسى أن الجزائر تتجه إلى تعزيز شراكاتها مع عدة أقطاب ومحاور اقتصادية، مع الصين وتركيا و تعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا وغيرها. واعتبر البروفيسور عبد القادر بريش، أن التحولات الجيوسياسية والتغيرات التي نتجت، ما بعد جائحة كورونا وعن الحرب الروسية الأوكرانية، فرصة سانحة من أجل زيادة قدرات الجزائر في إنتاج الطاقة والاستفادة من هذه الطفرة في ارتفاع الأسعار و استغلال هذه الأموال والعوائد والايرادات في تقوية البنية التحتية، من أجل إيجاد بيئة استثمارية قوية لتنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ورفع معدل النمو وتحسين ظروف معيشة و رفاهية المواطنين، مضيفا أن هذه فرصة للإقلاع الاقتصادي الحقيقي على المدى المتوسط والطويل. وتوقع الخبير الاقتصادي، تدفق الاستثمارات الأجنبية، بعد صدور قانون الاستثمار الجديد، لافتا إلى أن الشركات العالمية، تبحث الآن عن البيئات المستقرة ونحن في الجزائر نوفر هذه البيئة الداعمة والمستقرة، مشيرا إلى الاستقرار السياسي والمؤسساتي واستقرار في القوانين ووجود مقومات الإقلاع الاقتصادي ورغبة من قبل السلطات العمومية في الإقلاع والنمو الاقتصادي والإقدام على مشاريع متنوعة في عدة قطاعات.