توّج في ساعة مبكرة من فجر أمس، العداء الجزائري جمال سجاتي بالميدالية الفضية لسباق 800 متر في بطولة العالم لألعاب القوى بمدينة بوجين التابعة لولاية أوريغون الأمريكية، بعد احتلاله الصف الثاني لنهائي هذا الاختصاص، مانحا الجزائر ميدالية، هي الوحيدة في هذه الطبعة، وقد كانت من الفضة، ليجسد الهدف الذي كان مسطرا من المشاركة في هذه التظاهرة العالمية. انتزاع سجاتي المركز الثاني كان بعد "سوسبانس" كبير تلاعب بأعصاب ومشاعر الجزائريين، لأن السباق كان تكتيكيا، في وجود الثنائي الجزائري جمال سجاتي وسليمان مولى، إضافة إلى ثلاثي من كينيا، وكذا عداء من كندا، وآخر من فرنسا، بينما سجلت أستراليا حضورها بممثل وحيد في هذا النهائي، وقد كانت كل الأنظار مشدودة إلى الجزائريين سجاتي ومولى، بالنظر إلى مسارهما في هذه التظاهرة، سيما وأنهما تصدرا مجموعتي نصف النهائي، مع تواجد الكندي أروب في خانة المرشحين لحجز مقعد فوق "البوديوم"، وكذلك الشأن بالنسبة للكيني إيمانويل وانيوني، الذي دخل البطولة في ثوب صاحب ثاني أفضل توقيت في الموسم.السباق سار على وقع انطلاقة مفاجئة، أخذ من خلالها الجزائري سليمان مولى المبادرة لقيادة القافلة، وحاول إعطاء ريتم سريع منذ الوهلة الأولى، لكن هذه الخطوة دفعت بالعدائين الكينيين إلى التموقع في المراقبة، وكذلك الحال بالنسبة للكندي ماركو أروب، الذي استلم القيادة بعد 300 متر فقط من الانطلاقة، وكان ذلك على وقع مطاردة لصيقة من الثنائي الكيني إيمانويل كورير وإيمانويل وانيوني، وكذا الفرنسي غربيال توال، الأمر الذي زاد في رفع الإيقاع، مع تواجد جمال سجاتي في المركز السادس، وتأخر زميله مولى تدريجيا. منعرج السباق كان في آخر 100 متر، لما أظهر سجاتي النفس الثاني في "السبرينت"، وتقدم أكثر نحو الصدارة، ليدخل إلى "البوديوم" قبل 50 مترا من بلوغ خط النهاية، ثم ينتزع الصف الثاني بتقدمه على الكندي أورب، فظفر بالفضية، إثر قطعه المسافة في توقيت (1 د، 44 ثا، 14 جزء) متأخرا ب 43 جزءا بالمائة عن الكيني إيمانويل كورير، الذي توج بالذهب وأحرز اللقب العالمي، في الوقت الذي جاء فيه سليمان مولى خامسا، بعدما فشل في إنهاء السباق بنفس الريتم الذي بدأ به، وهو الذي تعوّد على البروز "الفينيش"، وإظهار سرعة أكبر في الأمتار الأخيرة من السباقات، بفرض إيقاع أسرع، لكنه خالف هذه القاعدة في نهائي بطولة العالم.تتويج سجاتي بالفضة، واحتلال مولى المركز الخامس، جاء ليجسد الهدف الذي سطرته الاتحادية الجزائرية من مشاركتها في هذه النسخة من بطولة العالم، لأن كل الآمال ظلت معلقة على اختصاص 800 متر، لترصيع سجل ألعاب القوى الجزائرية بميدالية على أقل تقدير مهما كان لونها، ولو أن المأمورية كانت في غاية الصعوبة، لأن النهائي كان تكتيكيا إلى حد كبير، في وجود 3 عدائين من كينيا، يتقدمهم المخضرم إيمانويل كورير، البالغ من العمر 27 سنة، والذي دخل المنافسة بعيدا عن "الفورمة"، على اعتبار أن أفضل توقيت له هذا الموسم كان في حدود (1د، 45 ثا، 38 جزءا)، متأخرا عن رقمه الشخصي المحقق قبل سنتين بنحو 3 ثواني، بينما كانت آمال الكينيين معلقة على الشاب الصاعد إيمانويل وانيوني (18 سنة)، وصاحب ثاني أفضل نتيجة للموسم الجاري، لكن كورير وظف خبرته في هذا الاختصاص، وتمكن من تحسين نتيجته للموسم الجاري ب (1 ثا و 67 جزءا)، مستثمرا في الإيقاع العالي للسباق، بانطلاقة مولى، ثم ريتم الكندي أروب، مع استغلال التنسيق الكبير الذي كان مع مواطنيه وانيوني و كيساسي.واعترف العداء الكندي ماركو أروب، بأن الطريقة التي انتهجها الجزائري مولى أخلطت كل حساباته، وأكد في هذا الشأن بأنه لم يخطط إطلاقا لأخذ المبادرة مبكرا، لكن إنطلاقة مولى أجبرتني كما صرح " على مراجعة حساباتي، لأنني كنت على دراية بأن الثنائي الجزائري باستطاعته إغلاق كل المنافذ في المنعرج الأخير، مما دفعني إلى قيادة السباق لمسافة أطول".