واصل المبدعان جمال سجاتي وسليمان مولى صنع الحدث، خلال البطولة العالمية لألعاب القوى، المقامة بمدينة أوريغون الأمريكية، بعد أن اقتطعا صبيحة الجمعة، تأشيرة التأهل إلى نهائي سباق 800 متر، ليكون البطلان ثاني ثنائي في تاريخ ألعاب القوى الجزائرية يبلغ نهائي مونديالي في نفس الاختصاص، بعد طارق بوكنزة وعنتر زرق العين في نهائي سباق 1500 متر في نسخة 2007. وتأهل سليمان مولى إلى المحطة الختامية، بعد احتلاله المركز الأول بتوقيت قدره ( 1.44.89 ) في مجموعته، بينما تصدر زميله جمال سجاتي مجموعته هو الآخر بتوقيت (1.45.44)، غير أن الملفت للانتباه الطريقة الرائعة التي أنهى بها البطلان الجزائريان السباق، فبعد أن كان مولى متأخرا بكثير في ال200 متر الأخيرة، عاد بفضل سرعته الكبيرة لإنهاء المنافسة متصدرا، كما فعل ذلك في الدور السابق، وفي الألعاب المتوسطية التي أقيمت بوهران، وهو ما فعله سجاتي أيضا، ولئن كان الأخير قد حقق رقما عاديا، مقارنة بالأرقام المسجلة في المجموعة الأخرى، في انتظار ما سيقدمه في النهائي رفقة مواطنه مولى، حيث تعلق عليه الآمال لإهداء الجزائر إحدى الميداليات، بعد إقصاء بقية المتنافسين، لعل آخرهم زميلهما ياسين حتحات، الذي عجز عن مرافقتهما للنصف النهائي. جدير بالذكر، أن الجزائر تعود إلى نهائي 800 متر لبطولة العالم، بعد غياب دام 17 سنة كاملة، أي منذ مشاركة البطل العالمي والأولمبي سعيد عقرني عيسى جبير في نهائي نسخة عام 2005، ويرى الأخير أن مولى وسجاتي قادران على اعتلاء منصة التتويج، كونهما يمتلكان أرقاما أفضل من تلك التي حققها خلال تتويجه بطلا عالميا، مضيفا في تصريحاته السابقة مع النصر، أن الجزائريين مطالبان بالإيمان بمؤهلاتهما، على اعتبار أنهما يمتلكان كل المواصفات للتتويج، في ظل السرعة الرهيبة التي يتميزان بها خلال الأمتار الأخيرة مقارنة ببقية الأبطال الآخرين. وستكون الجماهير الجزائرية المحبة لرياضة ألعاب القوى في انتظار نهائي سباق 800 متر، المبرمج فجر الأحد بداية من الساعة (2:10)، وكلها أمل أن ينجح البطلان في تدوين اسم الجزائر ضمن البلدان المتوجة بالميداليات في هذا المحفل العالمي. وظفر سجاتي قبل أسبوعين بالميدالية الذهبية في سباق 800 متر في الألعاب المتوسطية المقامة بوهران، بينما نال سليمان مولى الغائب عن هذا الاختصاص ذهبية 400 متر تتابع، وكان له الفضل الأكبر في ذلك، بعد أدائه المبهر في اختتام السباق، حيث تخطى الجميع بفضل سرعته الرهيبة التي قد تكون سببا في فوزه بالذهب في أوريغون، خاصة إذا ما سير السباق رفقة سجاتي بذكاء، كون المنافسة ستكون شرسة من العداء الكيني إيمانويل كورير والكندي ماركو أروب.