كشف مصدر مقرب من الحكم الدولي السابق جمال حيمودي، أن تعيينه على رأس لجنة التحكيم الجزائرية بات مسألة وقت فقط، في ظل الاتفاق النهائي الحاصل بينه وبين رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم جهيد زفيزف المُصر على وضعه في هذا المنصب، في ظل معرفته الجيدة بكفاءته، وهو الذي عمل معه في عهد الرئيس الأسبق محمد روراوة، قبل أن يضع حيمودي حدا لمسيرته التحكيمية. حيمودي المتواجد في الجزائر منذ عدة أسابيع، ينتظر تكييف القوانين العامة للفاف مع الفيفا، من أجل الانتقال إلى مبنى دالي ابراهيم لتولي منصب رئاسة التحكيم خلفا لمحمد بيشاري، الذي لم يعد مرغوبا فيه، رغم إشرافه على هذه الهيئة لسنة واحدة، بعد أن كلفه بها الرئيس المستقيل شرف الدين عمارة. وحسب ذات المصدر دوما، فإن رئيس الفاف الجديد رفض منح شرف رئاسة لجنة التحكيم لأي عضو من المكتب الفيدرالي، رغم مطالبة البعض بها عند عملية توزيع المهام التي تمت قبل أيام، مقررا التكفل شخصيا بهذه اللجنة إلى غاية المصادقة على القوانين العامة للفاف وتكييفها مع الفيفا، على اعتبار أن عملية تنصيب حيمودي قبل القيام بهذا الإجراء لن تكون قانونية، بحكم أن شروط الاتحاد الدولي للعبة تُلزم كل الاتحادات بضرورة تنصيب حكم دولي سابق، وهو ما لم يكن معمولا به في الجزائر، إذا ما استثنينا التعيين الأخير بمنح اللجنة لمحمد بيشاري الذي استوفى الشروط، وإن كان لم يلق الإجماع لدى الفاعلين. ومن بين الإصلاحات التي يركز عليها زفيزف في عهدته، الرفع من مستوى التحكيم، في ظل الاحتجاجات المتواصلة من الفرق على أصحاب البذلة السوداء، ويرى الرجل الأول في بيت الفاف، أن حيمودي الرجل الأنسب لهذا المنصب الحساس، لما يمتلكه من شهادات وكفاءة مُعترف بها على المستوى العالمي، وهو الذي كان يصنف من حكام النخبة، بدليل اللقاءات العالمية التي أدارها، على غرار المواجهة الترتيبية في مونديال البرازيل بين البلد المنظم وهولندا. وكان حيمودي قد تألق بشكل لافت للانتباه في كأس العالم 2014، حيث أدار أربعة لقاءات، من بينها مباراة تحديد المركز الثالث بين البرازيلوهولندا. ويطمح حيمودي إلى ما هو أبعد من رئاسة لجنة التحكيم الجزائرية، حيث يضع رئاسة لجنة التحكيم الإفريقي نصب عينيه، وهو ما أكده في حديث سابق مع جريدة النصر، ولو أن كل شيء مرتبط حسبه بالعمل في الجزائر أولا، كون هذا من الشروط المعمول بها على مستوى "الكونفدرالية الإفريقية"، لأن دخول لجنة التحكيم على مستوى الكاف، لن يتم دون رئاسة لجنة التحكيم الجزائرية، وهي الهدية التي سيقدمها له رئيس الفاف الجديد المتواجد معه في مباحثات متقدمة لخلافة محمد بيشاري. ووصل حيمودي إلى العالمية، كيف لا وهو من أدار المباراة الترتيبية لكأس العالم 2014 بين منتخبي هولنداوالبرازيل، بعد أن كان مرشحا فوق العادة لإدارة النهائي، كما أن الأخير كان معروفا بنزاهته وصرامته، وهو الذي أدار نهائي كأس إفريقيا 2015 بين نيجيريا وبوركينافاسو بكل ثقة، كما توّج بلقب أفضل حكم في القارة في مناسبتين متتاليتين، وكلها معطيات تعزز من فرصه لتولي منصب مهم في "الكاف"، وإن كان الحديث عن تعيينه رئيسا للجنة التحكيم في اتحاد شمال إفريقيا الأقرب، كونه الشخص الذي يحظى بالإجماع الأكبر بين كل السير الذاتية المقترحة، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة بخصوص مستقبله.