المكتب الفيدرالي الجديد يعقد اليوم أول اجتماع يعقد صبيحة اليوم، المكتب الفيدرالي الجديد لاتحادية كرة القدم جلسته الرسمية الأولى تحت قيادة جهيد زفيزف، وهذا بعد أسبوعين من انتخاب هيئة تنفيذية جديدة لتسيير الفاف، الأمر الذي يجعل أشغال هذا الاجتماع مخصصة بالأساس لتوزيع المهام، رغم أن الرئيس الجديد للاتحادية أصر على ضرورة الدخول مباشرة في صلب الموضوع، وذلك بإدراج 12 نقطة في جدول الأعمال، لكن «السوسبانس» يبقى قائما بشأن رئاسة اللجان الدائمة، خاصة منها اللجنة الفيدرالية للتحكيم، وكذا لجنة التنسيق مع الرابطات، فضلا عن منصبي النيابة. وتشير المعلومات التي استقتها النصر ظهيرة أمس، من مصدر من داخل الفاف إلى أن زفيزف، قرر مناقشة المقترحات المتعلقة بعملية توزيع المناصب خلال اجتماع اليوم، وذلك بالسعي لتوسيع دائرة الدراسة بين جميع الأعضاء، من خلال فتح المجال لكل الأعضاء المنتخبين، لإبداء أرائهم حول مخطط رئاسة اللجان الدائمة، وهذا بمراعاة معيار الكفاءة وكذا الخبرة الميدانية، ومدى قدرة كل عنصر من المجموعة على تقديم الإضافة المرجوة، ولو أن بعض المصادر، كانت بالموازاة مع ذلك، قد رجحت كفة محمد معوش لشغل منصب النائب الأول لرئيس الفاف، بالنظر إلى خبرته الطويلة في الاتحادية، كونه يتواجد في المكتب الفيدرالي لرابع عهدة، بصرف النظر عن أنه واحد من رموز الكرة الجزائرية، باعتباره من عناصر منتخب جبهة التحرير الوطني، في الوقت الذي يبقى فيه المقعد الثاني للنيابة في المزاد مع تداول بعض الأسماء، على غرار عز الدين أعراب وحفيظ فرقاني، لأن الفقرة 1 من المادة 33، تلزم رئيس الاتحادية بتعيين نائبين له. وفي سياق متصل، فإن عملية توزيع المهام على الأعضاء المنتخبين لتولي رئاسة اللجان الدائمة، تبقى من أبرز النقاط المدرجة في جدول أعمال المكتب الفيدرالي في جلسته الأولى، لكن المرور إلى هذه العملية يستوجب الفصل نهائيا في إشكالية «الازدواجية»، وهذا في وجود 8 أعضاء معنيين بهذا الإجراء، وهو ما يمثل نصف تركيبة الهيئة التنفيذية، لأن زفيزف راهن على 5 رؤساء رابطات ولائية، إضافة إلى ثلاثة ممثلين لأندية من الرابطة المحترفة، من بينهم رئيس نجم مقرة عزالدين بن ناصر، وعضوي مجلس إدارة شباب بلوزداد ومولودية الجزائر كريم شتوف وجمال مربوط تواليا، الأمر الذي يستوجب توضيح الرؤية بشأن مستقبل كل عضو في المكتب الفيدرالي قبل توزيع المهام، لأن هذا الإشكال كان من بين أبرز الأسباب التي كانت وراء حل المكتب الفيدرالي في عهد شرف الدين عمارة، بسبب تواجد 6 رؤساء رابطات ضمن الهيئة التنفيذية. من هذا المنطلق، فإن كل عضو يبقى مجبرا على الاختيار بين عضوية المكتب الفيدرالي أو منصبه «الأصلي» كرئيس للرابطة، وهو الاجراء الذي يخص بالأساس كلا من محمد غوتي (رئيس رابطة أم البواقي)، عبد الحق خبوز (رئيس رابطة برج بوعريريج)، عبد الحفيظ فرقاني (رئيس رابطة البليدة)، تواتي دردور (رئيس رابطة مستغانم) والجيلالي عيدات (رئيس رابطة أدرار)، لأن التقيد بنص المرسوم التنفيذي رقم 21/ 60 والمعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم 15/ 340، يبقى أمرا ضروريا، من خلال إلزام كل الأعضاء بعدم الجمع بين المسؤولية التنفيذية والانتخابية والمسؤولية الإدارية في هياكل التنظيم والتنشيط الرياضي، خاصة المادة 01 من المذكرة المنهجية رقم 20 / 399 المؤرخة في 16 سبتمبر 2020، وهو النص الذي قد يفتح باب «الاستقالة» أمام بعض أعضاء المكتب الفيدرالي، كما حدث في العهدة الفارطة مع عمارة، لما فضل 5 أعضاء منتخبين الاحتفاظ برئاسة الرابطات على التواجد كأعضاء «رمزيين» في الاتحادية. هذه المعطيات تبقي رئاسة اللجان الدائمة في المزاد، ومرهونة بمدى موافقة كل عضو على بقائه في المكتب الفيدرالي، على اعتبار أن المادة 19 من القانون الأساسي، تلزم رئيس الفاف على توزيع المهام على طاقمه المنتخب لتولي تسيير لجان فيدرالية دائمة، ويتعلق الأمر بلجنة الشؤون القانونية، لجنة التحكيم، اللجنة المالية، لجنة كأس الجزائر، اللجنة الطبية، لجنة مراجعة الحسابات الداخلية، لجنة القانون الأساسي للاعب، لجنة كرة القدم النسوية واللجنة المكلفة بكرة القدم الشاطئية، لكن الأنظار تبقى مشدودة أكثر إلى لجنة التحكيم، التي ما فتئت تثير انشغال المنظومة الكروية الوطنية، لأن هذا السلك يبقى بمثابة «العمود الفقري» للكرة الجزائرية، لما له من دور حاسم، وبعض الأطراف كانت قد تحدثت عن عودة محمد غوتي لرئاسة هذه اللجنة، إلا أن زفيزف رفض الخوض في هذا الموضوع، وأرجأ الفصل في هذا المنصب إلى غاية جلوس كل أعضاء الفاف على الطاولة، ومناقشة الملف من جميع جوانبه، ولو أن المؤكد أن الحكم الدولي السابق جمال حيمودي سيشغل رسميا منصب المدير التقني الوطني للتحكيم خلفا لمحمد بن عروس، مع ترسيم رحيل محمد بيشاري من اللجنة، وقد شرع حيمودي في وضع المعالم الأساسية لخارطة الطريق المستقبلية، والمبنية بالأساس على محاولة تغيير استراتيجية التسيير، سعيا لإعطاء دفع جديد للصفارة الجزائرية على الصعيد المحلي، حتى يتسنى لها مواكبة صورتها «اللامعة» دوليا، بفضل الثلاثي المونديالي الذي يقوده غربال. من جهة أخرى، سيكون التحضير للموسم الكروي القادم من بين النقاط التي ستطرح على طاولة النقاش، وذلك بضبط الاجراءات القانونية لتنظيم منافسات الموسم الجديد، سيما منها الفئات العمرية، وكذا تواريخ انطلاق المنافسة في أقسام الهواة، فضلا عن مناقشة مشروع تكييف القانونين الأساسي والداخلي للفاف مع لوائح الفيفا، وكذا تقييم زيارة رئيس الكاف باتريس موتسيبي إلى الجزائر، لأن التحضير لدورة «الشان»، يبقى بلجنة فيدرالية يعتزم زفيزف تدعيم تركيبتها.