اعتبرت مجلة «الجيش» في عددها الجديد لشهر أوت الجاري الصادر أمس، النجاح الباهر للاستعراض العسكري الضخم الذي نفذه الجيش الوطني الشعبي بمناسبة الخامس جويلية ذكرى استرجاع السيادة الوطنية، رسالة طمأنة للشعب الجزائري وأخرى إلى الخارج، فحواها أن العتاد المتطور الذي يملكه الجيش موجه حصرا للدفاع عن الوطن، وأثبت في نفس الوقت أن امتلاك الجيش مكامن القوة الرادعة ليس مجرد كلام للاستهلاك بل حقيقة ماثلة. عادت مجلة «الجيش» في عددها الجديد الصادر، أمس، الخاص بشهر أوت، إلى تفاصيل الاستعراض العسكري الكبير الذي نفذته تشكيلات من الجيش الوطني الشعبي في الخامس جويلية الماضي بمناسبة ستينية الاستقلال، وإلى الرسائل المختلفة التي حملها هذا الاستعراض داخليا وخارجيا.وكتبت المجلة في افتتاحيتها تحت عنوان «جيشنا مصدر اعتزازنا» أنه وكما كان منتظرا تمكن الجيش الوطني الشعبي من كسب الرهان كما في كل مرة، في يوم له رمزيته ودلالته في الضمير الجمعي للأمة، كيف لا والأمر يتعلق بعيد استرجاع السيادة الوطنية في ذكراها الستين. وأضافت الافتتاحية أن الجيش قدم استعراضا عسكريا في مستوى الحدث، وهو «بقدر ما أشعر الشعب الجزائري بالفخر والاعتزاز أبهر الحضور من ضيوف الجزائر وكل من تابعه عبر القنوات التلفزيونية العالمية التي تناقلت تفاصيله». واعتبرت المجلة أن النجاح الباهر للاستعراض العسكري الضخم والمبهر الذي نفذه الجيش الوطني الشعبي باحترافية وإتقان صبيحة الخامس جويلية 2022، إنما هو وليد شعور أفراده بالمسؤولية اتجاه الوطن والمواطنين وسعيهم الدؤوب لإنجاحه. وتضيف الافتتاحية بأن نجاح الاستعراض العسكري « تضمن في المقام الأول رسالة طمأنة للشعب الجزائري وأخرى إلى الخارج، مفادها أن العتاد المتطور الذي يمتلكه جيشنا إنما هو موجه حصرا للدفاع عن الوطن» مثلما أكده الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. كما أثبت التنظيم المحكم للاستعراض في كل جوانبه وتنفيذه من قبل مختلف التشكيلات بطريقة مثلى، أن التصريحات المختلفة الصادرة عن رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني السيد، عبد المجيد تبون، وعن الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في أكثر من مناسبة، بشأن امتلاك الجيش مكامن القوة الرادعة التي مكنته من الدفاع عن السيادة الوطنية والوحدة الشعبية «أنها ليست مجرد كلام للاستهلاك بل حقيقة ماثلة لنجاح جيشنا على درب التطور المستمر ، نجاح اكتسبه سليل جيش التحرير الوطني بعد عمل مثابر ووفق استراتيجية مدروسة بعناية فائقة حتى بلغ ما بلغه من رقي خدمة للمصلحة العليا للوطن».وفي نفس الوقت فإن الصورة الناصعة التي قدمها الجيش في هذا الاستعراض وفي هذه المناسبة هي قبل كل شيء رسالة وفاء للشهداء الأبرار للذود عن الوطن والتفاني في الدفاع عنه تحت أي ظرف. في جانب متصل لفتت افتتاحية مجلة «الجيش» إلى مستوى التكوين الذي بلغه الجيش الوطني الشعبي، و قالت إن المستوى الرفيع الذي أظهرته مختلف التشكيلات التي نفذت الاستعراض العسكري يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها لم تكن لتبلغه وتترك انطباعا حسنا لدى الجميع لولا «التكوين والتدريب الجيدين الذي يتلقاه الأفراد بمختلف مؤسسات التكوين التابعة للجيش الوطني الشعبي والتكوين المستمر على مستوى الوحدات تنفيذا لمخططات التحضير القتالي». وبالمناسبة أشارت المجلة إلى أن مختلف مؤسسات التكوين للجيش شهدت في شهر جويلية المخلد لذكرى استرجاع السيادة الوطنية تخرج، دفعات جديدة، بعد أن تلقت تكوينا نوعيا في مختلف التخصصات العسكرية والعلمية « ستعزز صفوف الجيش» بكفاءات شابة متسلحة بشتى المعارف النظرية والتطبيقية التي تلقتها، ما يجعلها إضافة هامة في مسيرة تطور الجيش الوطني الشعبي وحصنا منيعا ضد كل من تسول له نفسه المساس بسيادة الوطن واستقلاله واستقراره. كما اعتبرت المجلة ما تحقق في المجال ثمرة رهان القيادة العليا للجيش على العنصر البشري عبر إحاطته بتكوين جيد يساير ما بلغته كبرى المدارس العسكرية في العالم، وهو في نفس الوقت نظير الأهمية التي يوليها له رئيس الجمهورية الذي يحرص شخصيا منذ توليه سدة الحكم على الإشراف على تخرج دفعات جديدة بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال «الرئيس الراحل هواري بومدين». في الأخير تشدد مجلة «الجيش» في افتتاحيتها على أنه حري بأبناء الجيش اليوم ونحن نحتفل بستينية الاستقلال وباليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي مواصلة المسار على نهج الوفاء لقيم الأسلاف الميامين عبر مضاعفة الجهود على كافة المستويات، ذلك أن الجزائر تستدعي من الجميع المزيد من التضحيات التي مهما بلغت لن تبلغ تلك التي بذلها شهداء المقاومة الشعبية وثورة التحرير وشهداء الواجب الوطني.