وعد محمد بوالحبيب في أول ندوة صحفية ينشطها، بعد تعيينه كمسؤول أول في النادي الرياضي القسنطيني بإصلاح شامل على كل المستويات، ولو أنه اعترف بصعوبة المأمورية، في ظل ما أسماه بالكوارث الإدارية التي وقف عليها خلال اطلاعه على بعض الوثائق والمستندات. «سوسو» كما يحلو للأنصار مناداته، تحدث أمس في عدة مواضيع تشغل بال الجماهير، وفي مقدمتها المشروع الذي يود تجسيده على المدى القريب، وهو ما تطرق إليه بوالحبيب بإسهاب خلال بداية الندوة، ولئن كان قد طالب بالهدوء، على اعتبار أنه لا يمتلك خاتم سليمان على حد تعبيره لتغيير كل شيء في مدة شهر واحد، وفي هذا الخصوص قال:« لا أمتلك خاتم سليمان، ولا يمكن أن أغير كل شيء في فترة وجيزة، خاصة وأنني وجدت فريقا مثقلا بالمشاكل، وأؤكد على نقطة مهمة ما لم يفعلوه من سبقوني في عدة سنوات، لا تنتظروه مني في شهر واحد، وهذه رسالتي الأبرز للجماهير، لأن إعادة الشباب لمكانته يتطلب بعض الوقت بعيدا عن "الشوشرة" والضغوطات السلبية التي لا تفيد في شيء بقدر ما تعقد الأمور أكثر». وجدت فريقا «مهلهلا» وسأقوده إلى القمة وركز بوالحبيب كثيرا على الوضعية الحالية للفريق، واصفا إياها بالكارثية على كل المستويات، خاصة الجانب الإداري، ولئن وعد بانتشال الفريق من القاع إلى القمة، وهنا قال:« لا أحب الكذب ودوما ما أتحدث عن الأشياء دون زيادة أو نقصان، ووضعية الفريق الحالية لا يمكن وصفها سوى بالكارثية، ولكن أعد الأنصار بتوظيف خبرتي الطويلة في مجال التسيير الرياضي، وأنا المتواجد في هذا الميدان الصعب منذ التسعينيات، وثقتي كبيرة في مؤهلاتي من أجل انتشال الفريق من الحضيض إلى القمة». لم آت لانتقاد من سبقني ولكنهم أفسدوا كل شيء ووجه ذات المتحدث أصابع الاتهام للمسؤولين السابقين، معتبرا إياهم السبب الأبرز فيما وصل إليه الشباب في الفترة الأخيرة، في ظل افتقادهم للكفاءة، وهنا قال:« لم آت لانتقاد من سبقوني ولكن الحقيقة تقال من تقلدوا المسؤولية فشلوا فشلا ذريعا، والسبب واضح هو افتقادهم للكفاءة، كما أنهم تركوا العديد من الأشياء السلبية، على غرار التكتلات التي باتت تنخر جسد الفريق، وأنا هنا لإعادة ترتيب الأمور وللقضاء على أصحاب الولاء كأول شيء لتصفية المحيط». أمليت شروطا تعجيزية على الرئيس المدير العام ! وعن حيثيات عودته لتولي مقاليد التسيير من جديد، وهو الذي غادر الشباب موسم 2016 في عهد الديركتوار، قال بوالحبيب:«لكي نضع الجميع في الصورة، عودتي لفريق القلب جاءت بعد إصرار الرئيس المدير العام لشركة الآبار على خدماتي، حيث حاولت الاعتذار منه من خلال إملاء شروط تعجيزية عليه، ولكنه وافق على تلبيتها جميعا، وقال لي بالحرف الواحد لولا ثقتنا في شخصك وأنت الذي وضعت الشباب في القمة في غياب الأموال لما اتصلنا بك». أحظى بدعم الغالبية القصوى للأنصار وتحدى سوسو معارضيه إن كان يوجد مسير في شباب قسنطينة يلقى الإجماع لدى الأنصار مثله، مؤكدا بأن عودته ترسمت بعد تزكيته من طرف الغالبية القصوى، وفي هذا الخصوص أضاف:« كنت الوحيد الذي لم يودع سيرة ذاتية، عكس الكثير من الأشخاص الراغبين في تولي مقاليد التسيير، لقد رأى الملاك في شخصي المواصفات المطلوبة، لما امتلكه من تاريخ حافل، كما أنني أعد الوحيد الذي يحظى بدعم الغالبية القصوى من الجماهير حب من حب وكره من كره». منذ رحيلي أصبحوا يسعدون بالمرتبة الخامسة واستغرب بوالحبيب من بعض الأمور الحاصلة في الفريق في السنوات الأخيرة، على غرار الرضا بالمرتبة الخامسة، وإن كان قد تعهد بتغيير الكثير من الأشياء بتوفير ظروف العمل المناسبة، وقال في هذا الصدد:« لما عملت آخر مرة في الفريق موسم 2016، تركت فريقا قويا، كوني كنت المسؤول آنذاك عن الانتداب، حيث نجحوا بفضل تلك التركيبة في الفوز بلقب البطولة الثاني في تاريخ الشباب، لست هنا لأتحدث عن أمجادي، ولكن لدي الفضل فيما وصل إليه الشباب، وأنا الذي قدمت إليه رفقة طاقمي السابق ووجدناه يتخبط في جحيم القسم الثاني، قبل أن نضعه في خانة الكبار خاصة بعد جلب شركة وطنية، أنا الآن مستغرب لبعض العادات السيئة، على غرار الفرح بإنهاء الموسم في المرتبة الخامسة». المشكل ليس في الملاك بل في الأشخاص وبخصوص من يحملون الشركة المالكة مسؤولية الوضعية الراهنة، دافع بوالحبيب بقوة على المؤسسة البترولية، موجها كل الاتهامات صوب المسيرين: "مخطىء من يظن أن الشركة المالكة نقمة، بل على العكس هي نعمة يحسدنا عليها الجميع، ويكفي أن فرقا عريقة يتواجد أنصارها في وقفات احتجاجية يومية للمطالبة بمؤسسة راعية، صدقوني المشكل ليس في الآبار بل فيمن تولى مقاليد التسيير، فأصحاب الرواتب الشهرية كما يلقبهم الجمهور لا يمتلكون الكفاءة، وعاثوا فسادا في الفريق طيلة الثماني سنوات الماضية التي لم يحققوا فيها شيئا مقارنة بالإمكانيات الضخمة المتوفرة". قدومي جاء متأخرا وكل القرارات ستتخذ من قسنطينة واعتبر بو الحبيب قدومه للفريق بالمتأخر، على اعتبار أن الشباب لن يكون بمقدوره الآن إبرام تعاقدات نوعية، بعد أن أنهى المدرب مضوي ضبط التعداد، ولو أنه ركز على نقطة جوهرية تتمثل في سيادة القرار، وهنا قال:«أؤكد لكم بأن كل القرارات ستتخذ من قسنطينة كوني أملك كل الصلاحيات، والرئيس المدير العام لم يكلفني بالجانب الرياضي فقط، بل شرفني بأمور أخرى، ولو أنني أعتبر قدومي متأخرا، كونه أضاع على الفريق فرصة القيام بانتدابات نوعية للمنافسة بقوة». وجدت كوارث إدارية و سأعالجها وعاد سوسو إلى الكوارث الإدارية التي وجدها، واعدا الجماهير بإيجاد حلول مستعجلة:«وجدت كوارث إدارية، ولو أشرع في الحديث عنها لن أتوقف، فعلى سبيل المثال الفريق لا يمتلك بذلات، كما أنه ممنوع من الانتدابات، فضلا عن غياب الهيكلة، والاعتماد على أشخاص غير أكفاء، وعدة أمور أخرى لا تليق بفريق بحجم الشباب الذي يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية وكان يضرب بأنصاره المثل، كيف لا وهم الفريق الوحيد الذي ملأ ملعبين في نفس اليوم، عكس ما آلت إليه الأمور الآن، حيث بتنا نعجز عن ملء مدرجات بن عبد المالك». لأول مرة أرى تسريح الأساسيين والإبقاء على الاحتياطيين ولم يخف بوالحبيب دهشته من بعض التصرفات التي وصفها بالغريبة، على غرار التخلي عن خدمات عدة أسماء أساسية، مقابل الاحتفاظ بعديد الاحتياطيين، وقال:« لأول مرة في حياتي أرى فريقا يقوم بتسريح اللاعبين الأساسيين ويحتفظ بالعناصر الاحتياطية، على العموم المدرب قام بكل شيء، ونحن نثق فيه كونه بطل إفريقيا وهذا لا يستهان به، وإن كنت أراهن على التعداد من أجل صنع المفاجأة، رغم أن الهدف يبقى ضمان البقاء الذي أراه أمرا مفروغا منه». مضوي له كل الصلاحيات ويتحمل مسؤولياته وتحدث العائد إلى بيت الشباب عن المدرب مضوي، والصلاحيات الكاملة الممنوحة له، وقال:« مضوي له كل الصلاحيات، وهو على دراية بذلك بعد حديثي إليه، وعلينا الآن أن ندعمه من أجل تحقيق الأهداف المسطرة،وعليه تحمل مسؤولياته، وهنا أوجه رسالة للأنصار تتمثل في ضرورة الصبر على الفريق الذي لم يقم بتحضيرات قوية، بعد ما حصل من وقفات احتجاجية». لست مسؤولا عن إشاعات انتداب مبولحي وبعض الدوليين وتبرأ العائد لتسيير النادي محمد بوالحبيب من الإشاعات التي راجت في الساعات القليلة الماضية، بخصوص إمكانية التعاقد مع لاعبين دوليين في صورة الحارس وهاب رايس مبولحي ورياض بودبوز، عندما قال:« لست مسؤولا عن إشاعات انتداب مبولحي وبعض الدوليين، ولست ممن يبيعون الأوهام للأنصار، وعندما أعد أوفي بالوعد، ومن غير المنطقي الحديث عن تدعيمات من هذا النوع قبل غلق الميركاتو بعشرة أيام، إضافة إلى الظروف التي يعيشها النادي في الفترة الحالية، وهناك فئة تريد الاصطياد في المياه العكرة وفقط». لو أشرفت على الاستقدامات لوعدتكم باللقب ولم يكتف بوالحبيب في حديثه عن ملف التعاقدات بهذا القول فقط، بل أضاف أيضا:« لو أشرفت على ملف الانتدابات من البداية، لوعدتكم باللقب، ولست هنا من أجل التقليل من قيمة التعداد الحالي، لكن هناك بعض التحفظات، ورغم كل هذا إلا أنني سأكون أول مدعم للتشكيلة، وسأعمل على توفير كل الظروف المواتية لإنجاح الموسم». سندعم الفريق بأسماء ثقيلة في الشتاء وأكد المدير العام الجديد بأنه سيدخل الميركاتو الشتوي بقوة، عندما قال:«سندعم الفريق بأسماء ثقيلة في الميركاتو الشتوي، لأنه سيكون لدينا متسعا من الوقت، وقبل هذا علينا الحديث مع مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من أجل السماح للفريق بالقيام بخمسة انتدابات على الأقل، مثل ما يحدث على مستوى جميع الأندية الأوروبية»، وأضاف:« استقدام خمسة لاعبين من شأنه أن يسمح بتغيير صورة التشكيلة، وتقديم الإضافة الحقيقية». الضغط السلبي يضيع المكتسبات كما تطرق سوسو في الندوة الصحفية إلى الضغط الذي عانت منه التشكيلة في المواسم الماضية، عندما قال:« أتقبل الانتقادات والضغط الإيجابي، لكن الضغط السلبي الذي يضيع المكتسبات غير مقبول، وعلى سبيل المثال لو كنت مسؤولا على الفريق الموسم الفارط، لما وافقت على رحيل المدرب حجار، هل يعقل أن مدربا يبصم على نتائج مميزة، يتعرض إلى حملة من طرف مجموعة معروفة، من أجل دفعه للرحيل». هناك لاعبان تم جلبهما من طرف الأنصار ! وانتقد المدير العام الجديد بعض التصرفات، التي حسبه لا تشرف فريق بحجم النادي الرياضي القسنطيني، عندما قال:« هناك لاعبان تم جلبهما من طرف الأنصار، ولدينا الأدلة التي تبرهن على ذلك، وهو تصرف غير مقبول، لأن مكانة المناصر في المدرجات، وسأعمل على وضع حد لمثل هذه التصرفات التي لا تشرف فريقا عريقا بحجم النادي الرياضي القسنطيني». سأبعد المشوشين عن محيط النادي وسأحارب هذه الفئة ووعد بوالحبيب بتنظيف محيط النادي، وقال:« سأبعد المشوشين عن محيط النادي، وسأحارب هذه الفئة التي تشوه سمعة الفريق، ورغم أنني لم أكن ضمن الطاقم المسير في السنوات الماضية، إلا أنني على دراية بكل صغيرة وكبيرة، وأتابع أخبار فريق القلب، كما لا تنسوا بأنني اجتمع سنويا مع الملاك في الجمعية العامة للشركة». سنشكل خلية إعلام محترفة وتحدث العائد إلى تسيير الشباب عن أحد النقاط المتعلقة بالمشروع الذي يريد تجسيده على أرض الواقع، عندما قال:«سنشكل خلية إعلام محترفة تكون جسرا بيننا وبين المناصر، وبالمرة للقضاء على الإشاعات، لأننا في زمن السرعة والآنية في وجود مواقع التواصل الاجتماعي، وبالمرة لتمكين أنصارنا عبر مختلف ربوع الوطن وخارجه من التعرف على جديد فريق القلب». الحاج كمال غير موجود مع الشباب وختم بوالحبيب حديثه بالرد على سؤال متعلق بملف الحاج كمال، خاصة وأن الأنصار طالبوا خلال لقائهم الأخير برئيس مجلس الإدارة عمر رابح وقبله من خلال وقفة احتجاجية بتنحيته من النادي، وقال:« الحاج كمال غير موجود في النادي الرياضي القسنطيني، وهو مجرد مستشار على مستوى شركة الآبار، وحسب رأيي لا يعتبر المشكل الأول في الفريق حاليا، بل هناك أولويات وجب التركيز عليها من أجل إعادة هيبة الشباب».