فتحت المراسلة التي وجهتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم منتصف الأسبوع الماضي إلى الرابطات الجهوية الباب على مصراعيه بخصوص نمط المنافسة الذي سيتم اعتماده في القسم الجهوي بمستوييه الأول والثاني الموسم القادم، خاصة وأن رئيس الفاف جهيد زفيزف برمج جلسة عمل مع رؤساء الرابطات الجهوية بحضور أعضاء المكتب الفيدرالي ليوم 28 أوت الجاري بمدينة وهران لدراسة هذه القضية، مع تشريح مخلفات السقوط للموسم المنقضي، بحثا عن حلول ميدانية كفيلة بالتقليص من آثار "كوطة" النزول. المعلومات التي استقتها النصر أمس، من مصدر جد مقرب من الاتحادية تشير إلى أن إمكانية إعادة النظر في صيغة المنافسة على مستوى الرابطات الجهوية، تبقى من بين الاحتمالات الواردة، رغم أن المادة 71 من القوانين العامة الخاصة بالهواة، تلزم كل رابطة بتطبيق كيفيات الصعود والسقوط المضبوطة قبل انطلاق كل موسم كروي، لكن يضيف مصدرنا المعطيات تغيرت بعد الوقفة الاحتجاجية، التي كانت ممثلو بعض الأندية قد قاموا بها يوم الثلاثاء الماضي أمام مقر الاتحادية، خاصة وأن هذه المجموعة كانت قد عقدت جلسة عمل على هامش تلك الوقفة مع عضو المكتب الفيدرالي عزالدين بن ناصر، والذي يكون وعد بإيصال الانشغال إلى رئيس الفاف، ليكون الرد الإداري سريعا، من خلال توجيه مراسلة رسمية إلى الرابطات الجهوية تلزمها بتعليق اتخاذ أي إجراء يخص تقسيم الأفواج تحسبا للموسم القادم، مع طلب توضيحات أكثر بشأن مخلفات السقوط من الجهوي الأول والثاني، وتأجيل الحسم في نمط المنافسة الرسمي إلى غاية الجلسة الموسعة التي ستعقد مع أعضاء المكتب الفيدرالي يوم الأحد المقبل. مصدر النصر، أوضح في هذا الصدد بأن جوهر الإشكال الذي طفا على السطح يكمن في التعديل الاستثنائي، الذي كان قد أقره الطاقم السابق للاتحادية، والذي منح بموجبه "أفضلية" للرابطة الجهوية للجزائر الوسطى على حساب باقي الرابطات الجهوية لمنطقة الشمال، وذلك بالترخيص باعتماد بطولة الجهوي الثاني بثلاثة أفواج، يتشكل كل فوج من 16 فريقا، وهو الإجراء الذي أحدث خللا في "التوازن" بين الرابطات الجهوية، لأن اللوائح القانونية المعمول بها تلزم الاتحادية بانتهاج نفس الصيغة على مستوى جميع الرابطات، لكن الرئيس السابق للفاف شرف الدين عمارة مرر هذا "التعديل" الاستثنائي خلال أشغال الجمعية العامة الطارئة المنعقدة بتاريخ 21 نوفمبر 2021، والتي كانت قد صادقت بالأغلبية الساحقة على مشروع النظام الجديد للمنافسة، فأصبحت الرابطة الجهوية للجزائر الوسطى تحوز على أفضلية في التركيبة الاجمالية بالمقارنة مع باقي الرابطات ذات الطابع الجهوي. واستنادا إلى ذات المصدر، فإن هذا التعديل كان نقطة الارتكاز التي دفعت بالرئيس الحالي للاتحادية جهيد زفيزف إلى استدعاء رؤساء الرابطات الجهوية لجلسة عمل مطلع الأسبوع القادم، تسبق اجتماع الهيئة التنفيذية بيوم واحد، حتى يتسنى له أخذ نظرة شاملة وواضحة حول هذه الإشكالية، لأن استحداث مجموعة ثالثة للجهوي الثاني كان كافيا لتقليص "كوطة" النزول" إلى الرابطات الولائية، بينما كانت مخلفات النزول "كارثية" في باقي الرابطات، كما هو الحال بالنسبة لرابطة قسنطينة الجهوية، والتي جرف فيها تيار السقوط 26 ضحية، والحصيلة على مستوى رابطة عنابة الجهوية كانت تدحرج 19 فريقا، بينما اقتصر النزول في رابطة الجزائر الوسطى على 10 أندية فقط. وخلص مصدر النصر، إلى التأكيد على أن ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص تغيير استثنائي لنمط المنافسة في الجهوي يبقى مجرد إشاعات، لأن الوضعية تبقى معلقة على إفرازات اجتماع الأحد القادم، واعتماد فوجين في الجهوي الأول من شأنه أن يضع الفاف أمام إشكال آخر، من خلال تنظيم مباريات "السد" لتعيين بطل كل رابطة جهوية في نهاية الموسم، لأن الصعود إلى قسم ما بين الرابطات سيكون من نصيب فريق واحد عن كل رابطة، بينما يبقى احتمال تعميم صيغة بطولة الجهوي الثاني بثلاثة أفواج على كل الرابطات الجهوية واردا، الأمر الذي من شأنه أن يخفف نسبيا من آثار السقوط من الجهوي إلى الرابطات الولائية، ولو أن الفاف ستبحث عن مخرج قانوني لهذه القضية، لأن هذه الوضعية نتجت عن مخرجات الجمعية العامة الاستثنائية المنعقدة في نوفمبر 2021. ص / فرطاس