تراجع مستوى إنتاج الحبوب الشتوية خلال موسم الحصاد المنتهي مؤخرا، بأكثر من 36 بالمئة مقارنة بالعام الماضي بولاية قسنطينة، وهي حصيلة تعد الأدنى خلال 5 سنوات الأخيرة ووصفها مزراعون بالخطيرة، فيما عزت مديرية الفلاحة الأمر إلى تراجع مستوى التساقط بأكثر من 250 ألف لتر مقارنة بالعام الماضي، كما أشارت إلى تضرر 5 بلديات . وأفاد مدير المصالح الفلاحية، ياسين غديري للنصر، أن مستوى إنتاج الحبوب الشتوية تراجع بشكل محسوس خلال العام الجاري، حيث تم تجميع على مستوى تعاونية الحبوب والبقول الجافة أزيد من مليون و 22 ألف قنطار وهو رقم أقل بكثير من مستوى العام الفارط، والتي من خلالها تجميع ما يفوق مليون و 600 ألف قنطار. ورغم تراجع مستوى الإنتاج بأزيد من 36 بالمئة من العام الفارط، إلا أن مدير الفلاحة، أكد أن الموسم الفلاحي مقبول إلى حد بعيد، حيث قال إن مستوى تساقط الأمطار تراجع بأزيد من 250 مليون لتر مقارنة بالعام الماضي فقط وهو رقم بحسبه كبير جدا، في حين تضررت 5 بلديات من هذا التغير المناخي ،ويتعلق الأمر، بمسعود بوجريو ابن زياد والخروب وعين سمارة وأولاد رحمون وحتى جزء من حامة بوزيان. وتم إحصاء 129 فلاحا تضرروا بشدة من الجفاف وهو ما أثر بشكل كبير على مردودية إنتاجهم بنسبة 100 بالمئة، فيما تباينت الأضرار بالنسبة لباقي الفلاحين، والذين بلغ عددهم 984 فلاحا، كما أحصت مديرية الفلاحة تراجع مردودية قرابة 25 ألف هكتار من الأراضي المزروعة بالحبوب الشتوية.وقال فلاحون من بلديتي مسعود بوجريو وابن زياد وحامة بوزيان، وكذا الخروب في وقفة احتجاجية ،يوم أمس، أمام مقر مديرية الفلاحة، إن العوامل الطبيعية والبشرية، اتحدت ضد مزراعي الحبوب لهذا العام،حيث أكدوا أن الجفاف، قد آتى على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المزروعة بالقمح، وهو ما يتطلب تدخلا مستعجلا من السلطات لإنقاذ الفلاحين من الإفلاس، وذلك من خلال الإعلان عن حالة الجفاف، لتمكينهم من تعويضات كما لفتوا إلى أن مشكلة إلزام الفلاحين باستغلال الأراضي سنويا، تسبب في تراجع المردودية.وأوضح مدير الفلاحة في رده على الفلاحين أنه قد استقبل الفلاحين، تم إبلاغهم بأن الوزارة الوصية على علم بمطالبهم، حيث سيتم كما أكد، في الأيام المقبلة اتخاذ الإجراء المناسب وذلك بالتنسيق مع بنك الفلاحة والتنمية الفلاحية، من أجل الفصل في كيفية مساعدة المتضررين في موسم الحصاد الفارط. وقد أوفدت مديرية الفلاحة، بداية موسم الحصاد، شهر جوان الماضي، لجان مشتركة لمختلف البلديات للوقوف على وضعية نشاط شعبة الحبوب الشتوية، فضلا عن إحصاء المناطق المتضررة من الجفاف وحصر خسائر الفلاحين، كما وقفت لجنة موفدة من المجلس الولائي على تسجيل خسائر فادحة بكل من بلديتي مسعود بوجريو وابن زياد وبعض المناطق الأخرى، التي عزا فلاحوها المشكلة إلى الجفاف وكذا رداءة نوعية البذور، لكن مدير المصالح الفلاحية، أكدت أن جل أراضي القمح بالولاية زرعت بذات النوعية ولم تسجل أي مشكلة . وتبرز الأرقام السنوية، أن إنتاج الحبوب الشتوية في تراجع مستمر، على مستوى ولاية قسنطينة، التي كانت تصنف من بين الولايات الرائدة وطنيا في هذا المجال ففي عام 2019 سجلت الولاية إنتاج أزيد من مليون و 900 ألف قنطار، قبل أن يتراجع إلى قرابة مليون و 700 ألف في سنة 2020 لتنخفض في العام الفارط إلى مليون و 600 ألف، قبل أن تسجل تراجعا في الإنتاج بأزيد من 578 ألف قنطار.