الجفاف يتلف مساحات شاسعة من محاصيل الحبوب يتوقع اتحاد الفلاحين بولاية برج بوعريريج، تسجيل انخفاض في منتوج الحبوب من قمح و شعير، خلال موسم الحصاد المقبل بمئات القناطير، بالنظر إلى تضرر مساحات هامة من الأراضي المزروعة عبر إقليم الولاية، حيث تعرضت هذه المساحات للتلف و نقص النمو، بسبب حالة الجفاف التي اجتاحت المنطقة و قلة معدلات التساقط خلال فترات النمو، في وقت يعتمد القطاع الفلاحي بعاصمة البيبان على ما تدره السماء من أمطار لإنجاح الموسم الفلاحي . و تعتبر ولاية البرج من بين الولايات الفلاحية التي تزخر بثروات و مؤهلات كبيرة في مجال الزراعة، غير أنها لازالت تعاني من تأخر كبير في تطوير تقنيات الزراعة الحديثة، في ظل الاعتماد على الطرق البدائية بين أغلب الفلاحين و شح الموارد المائية الموجهة للسقي و الاكتفاء بما تدره السماء من ماء ما فرض واقعا يتسم بالتبعية المناخية في قطاع الفلاحة بشكل عام و زراعة القمح و الشعير على وجه الخصوص. ما جعل القطاع يعرف هزات و تقلبات، و هو ما يفسر بتسويق اتحاد الفلاحين تخوفات من انخفاض المنتوج الزراعي إلى أدنى مستوياته أمام حالة الجفاف التي ميزت الموسم الفلاحي، ما سيتسبب في تكبد الفلاحين لخسائر ناجمة عن تراجع محاصيل القمح و الشعير، حيث يتوقع أن ينخفض المنتوج خلال موسم الحصاد المقبل مقارنة بالمواسم الفارطة أين تعدى المنتوج الإجمالي خلال العام الفارط ألف قنطار، و هو ما يشير إلى احتمال تراجع منتوج الولاية من قمح و شعير خلال موسم الحصاد و الدرس بنسب تتراوح بين 20 إلى 30 بالمائة، كتقييم أولي لواقع القطاع في وقت تشهد فيه المساحات المزروعة تأخرا في نمو المحصول بسبب الجفاف الذي مس معظم مناطق الولاية خاصة في الفترة الممتدة بين فيفري و مارس التي تعد أهم مرحلة لنمو محاصيل القمح و الشعير، حيث تحتاج إلى كميات معتبرة من المياه سواء مياه الأمطار في حال التبعية المناخية و نقص الأراضي المسقية كما هو الحال بولاية البرج، أو التوجه نحو الحواجز و السدود المائية لاستعمالها في سقي الأراضي و حقول القمح لمواجهة مشكل الجفاف و ما ينجر عنه من خسائر فادحة بين الفلاحين في ظل تراجع المنتوج . و تبقى ولاية برج بوعريريج تعتمد في العموم على ما تدره السماء من مياه لإنجاح الموسم الفلاحي، حيث تعتمد مصالح الفلاحة بالولاية على مياه الأمطار و الثلوج كأبرز معامل في تقييم توقعاتها لمحاصيل و منتوج المواسم الفلاحية، و هذا رغم توفر الولاية على مؤهلات كبيرة في المجال الزراعي من أراض خصبة و مجمعات مائية غير مستغلة، حيث تقدر مساحة الأراضي الصالحة للزراعة حسب مديرية المصالح الفلاحية بحوالي 188 ألف هكتار منها 7 آلاف هكتار فقط مسقية و تستغل أغلب هذه الأراضي في زراعة الحبوب بمساحة إجمالية تصل إلى 113 ألف هكتار. و في تحليل لمديرية الري حول واقع الري الفلاحي تعترف أن الولاية تعاني من عجز كبير في هياكل و منشآت السقي، في وقت تتوفر على 06 حواجز مائية مخصصة للسقي بمناطق لشبور تكستار تيقودين موقري الحمادية و وادي الشعير تستعمل مياهها في سقي مساحة 800 هكتار ، إلى جانب استغلال المياه المصفاة على مستوى محطة التصفية بالبرج لسقي مساحة 150 هكتارا من الأراضي الزراعية، فيما يعتمد الفلاحون ببقية المناطق على مياه الآبار و التنقيبات في عمليات السقي، منها أزيد من ألف نقب لسقي 1930 هكتارا و 2744 بئرا تقليدي بمختلف مناطق الولاية لسقي 473 هكتارا إلى جانب 63 مجمع مائي تستغل في سقي مساحة إجمالية قدرها 6435 هكتار . و قد سبق لمصالح تعاونية الحبوب و البقول الجافة أن أكدت على استقبالها لأزيد من 400 ألف قنطار خلال موسم الحصاد و الدرس الفارط، فيما أشارت مديرية المصالح الفلاحية إلى توقع انتاج حوالي 900 ألف قنطار من القمح و الشعير.