تنتشر في أوساط الجزائريين ثقافة استهلاك مجموعة من البذور الغذائية، كتقليد توارثوه عن الأجداد، غير أن نمط استهلاك هذه البذور محدود ولا يتناسب مع ما يتطلبه النظام الغذائي الصحي، حيث يوصي المختصون في التغذية بضرورة إدراج هذه البذور ضمن نظام الأكل اليومي خاصة في ظل تراجع القدرة الشرائية و تأثير ذلك على مستوى تغذية الكثير من الأسر. و تؤكد المختصة في التغذية آسيا آغا، أن الجسم بحاجة إلى استهلاك نسب معينة من الأطعمة التي تحتوي على فيتامينات مفيدة، وحتى وإن كانت أسعار بعض المكونات الغذائية مرتفعة كالسمك مثلا، إلى أن تناوله بين الفترة و الأخرى ضروري لتزويد الجسم بالأوميغا3، الذي يشكل أحد أهم العناصر الغذائية. و تشير المختصة، إلى أن إمكانية تعويض الأسماء ببعض الأطعمة الأخرى التي توفر نسبة مقبولة من الفيتامينات بما في ذلك البذور، و في مقدمتها بذور الكتان التي وصفتها بالكنز المنسي، بحيث تقول بأنه و على الرغم من صغر حجم هذه البذور، إلا أن تناول كمية مناسبة منها بشكل منتظم، من شأنه أن يحدث فارقا، مؤكدة بأن هناك حالات تماثلت للشفاء من بعض الأمراض كارتفاع الكولسترول بفضل هذه البذور، حيث تنصح بتناول ملعقة صباحا و أخرى مساء، بما يساعد على تعديل مستوى الكولسترول في الدم. و تعد بذور الكتان، بحسب المحدثة، من بين أفضل أنواع البذور التي يجب أن تكون ضمن وجباتنا الغذائية اليومية لأنها تحتوي على كمية هائلة من حمض «ألفا لينونينيك» الذي يفرز الأوميغا 3 في الجسم، و تقول أنه يستحسن استهلاكها طازجة ومطحونة، كونها مضادة للأكسدة، وتساعد على مقاومة التأكسدات الداخلية، كما تمنع تكون الجلطات داخل الأوعية الدموية، و تحارب التورمات السرطانية، فضلا عن أن الأوميغا 3، الموجود فيها تساعد في التقليل من مخاطر أمراض العظام و تقي من أمراض القلب و مضاعفات السكري و السرطان خاصة على مستوى القولون، فضلا عن أن حبوب الكتان، تعمل و بشكل عجيب على خفض نسبة الكولسترول بحسب ما أكدته التجارب. وذكرت المختصة، بعض البذور الأخرى التي تعد جديدة بالنسبة للجزائريين، مثل بذور الشيا و الكينوا و بذور القنب والتي تنصح أيضا، بإدراجها ضمن النظام الغذائي لما تحويه من فوائد عظيمة للجسم، فضلا عن فعاليتها في الوقاية من العديد من الأمراض خاصة سرطان القولون، إضافة إلى غناها بما يعرف بالزيوت الطيارة التي تعد فعالة في مقاومة الفيروسات، مشيرة، إلى توفر جميع أنواع البذور على الهرمونات و الإستروجين، كما أنها حبوب مسخنة للجسم مما يشجع على تناولها خاصة في فصل الشتاء، وذلك للوقاية من الفيروسات. أما عن السمسم أو الجلجلان، فيعد بحسب المتحدثة، خزانا للمعادن المفيدة للجسم، و ذلك لاحتوائه على النحاس و المغنيسيوم و الكالسيوم و المنغنيز و كذا الألياف الخشبية الهائلة، مؤكدة، بأنها واحدة من بين أفضل أنواع الأغذية التي يجب أن تضاف كمادة أساسية في المخبوزات و المشروبات و حتى وجبات الإفطار التي نتناولها يوميا. كما يحتوي السمسم، على مكوني السيزامين و السيزامولين اللذين يعتبران مكونان هرمونيان يعملان على خفض مستوى الكولسترول و ضغط الدم، و يحتوي أيضا على الفيتامين E، و يساعد النحاس الموجود فيه على علاج الروماتيزم و تخفيف أعراضه، بينما يقوي المنغنيز الجهاز التنفسي ويساعد النساء بشكل كبير في فترة سن اليأس، كما يقي الكالسيوم من سرطان القولون. و يصنف حب الرشاد من البذور الجيدة كذلك، و التي لطالما شكلت مادة أساسية في العلاجات التقليدية، و تقول المختصة أنها بذور غنية بالبروتينات و الدهون و الألياف الخشبية و البوتاسيوم، ومناسبة للوقاية من السرطان، و تساعد على علاج الكسور، و يمكن تناوله مع التمر و الحليب أو فوق السلطات، لأنه غني بالأملاح المعدنية المفيدة للعظام، أما الحلبة، فهي غنية بالسكريات المركبة و البروتينات و الفلافونويدات، إضافة إلى مضادات الأكسدة و الحديد و هي فاتحة للشهية، و تحتوي على مكون الفوسفور العضوي المفيد لحالات التداخلات العصبية و العضلية، و منع تكوين الحصى في الكلى، و تعتبر الحلبة جيدة للجهاز الهضمي. و بشكل عام، تشترك كل هذه البذور مع السمسم و الشيا و بذور اليقطين و بذور القنب في كل هذه الفوائد العظيمة، ما يستوجب جعلها من المكونات الأساسية ضمن أي نظام غذائي لاحتوائها على كميات عالية من الألياف و البروتينات فضلا عن نكهاتها