لم يكن أحد يتوقع أن تكون نهاية القمة التقليدية بين السنافر و سوسطارة هيتشكوكية، بعد أن كانت كل المعطيات الميدانية طيلة ال 90 توحي بعرس كروي في مستوى سمعة الفريقين اللذين تربطهما علاقات طيبة.خروج اللقاء عن إطاره الطبيعي كان بفضل تألق الحكم الدولي محمد بنوزة، الذي بدا وكأنه حكم من كوكب آخر، لا علاقة له بقوانين اللعبة ال 17. فأمام عجز الزوار على تجسيد تفوقهم بتسجيل هدف الانتصار، تفنن في استفزاز زيتي وزملائه، من خلال غضه الطرف على عديد المخالفات التي كانت ترتكب على بزاز وحجاج و إيفوسا على مقربة من منطقة الحارس زماموش، والإعلان على مخالفات مشكوك فيها كونها بعيدة ولا تشكل خطرا، ناهيك عن وضعيات التسلل الوهمية التي أبدع فيها مساعده الأول إيتشعلي. بنوزة الذي كان مفخرة التحكيم الجزائري، والذي كان على وشك المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، بدا أمس غير مبال بأحد، إذ وأمام فشل فريق الملايير «دريم تيم» على صنع الفارق، رغم أن السنافر أدوا أمس أحد أضعف اللقاءات، أكد تحيزه المفضوح على المباشر، وفجر قنبلة ضربة جزاء خيالية في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، مانحا بذلك هدية النقاط الثلاث لأشبال إيغيل على طبق ذهبي، على أن يعلن عن نهاية المباراة بعد دقيقة أو دقيقتين، لكن العدالة الإلهية أبطلت مفعول قنبلته، وقسنطينة لم تتفجر على وقعها، بفضل رأسية إيفوسا التي أعادت الأمور إلى طبيعتها، ليخرج حكمنا الدولي مطأطأ الرأس وتحت وابل من الشتائم.للإشارة فإن بنوزة الذي منح نقطة لفريق الأحلام، حرم في المقابل السنافر من خدمات المدافع المحوري مسالي في مباراة الكأس أمام وداد تلمسان، وذلك بعد منحه البطاقة الحمراء في لقطة ضربة الجزاء المشبوهة. هذا ويبقى السنافر يتساءلون عما إذا كانت المديرية الوطنية للتحكيم ستعاقب بنوزة على أخطائه الفادحة، بالعودة إلى شريط اللقاء الذي كان منقولا على المباشر؟، ولو أن الأغلبية منهم تؤكد على أن بنوزة من الحكام المحميين من قبل رئيس المديرية لكارن. حميد بن مرابط * تصوير : الشريف قليب