ثلاثة حكام وقع عليهم الإختيار لتمثيل الجزائر في الطبعة ال 27 من كأس إفريقيا للأمم التي ستنطلق أطوارها هذا السبت مناصفة بين غينيا الإستوائية والغابون، حيث نجح كل من محمد بنوزة وحيمودي جمال وإيتشعلي في الإختبار المعد من قبل »الكاف« الذي جرت أطواره في شهر نوفمبر الماضي، هؤلاء الحكام يعتبرون خير من أنجب التحكيم الجزائري من أصحاب البدلة السوداء، والذين سبق لهم البروز والتألق في مختلف المحافل الدولية لاسيما بنوزة وحيمودي، والكل يتذكر هذا الثنائي في الطبعة ال 25 التي جرت منافساتها على أرض غانا حيث اعتبر أحسن حكمين في الدورة وها هي الفرصة جاءت مرّة أخرى من أجل تأكيد ذلك التألق ورفع راية البلاد عاليا في الوقت الذي ستشهد فيه هذه التظاهرة غياب النخبة الوطنية بعدإقصائها من التصفيات المؤهلة . بنوزة، حيمودي، إيتشعلي هي أسماء لحكام فرضوا أنفسهم على الساحة المحلية قبل القارية والعربية فالأول ذاع صيته بين الأمم وأصبح رمز التحكيم الجزائري في الوقت الحالي ونادرا ما خيّب الظنون في كل مشاركاته خارج الوطن، حيث كان في كل مرة يحفظ ماء وجه التحكيم الجزائري، لقد صال وجال في مختلف بقاع العالم اختارته الفيفا ليحكم في السنوات القليلة الماضية منافسة مونديال الأواسط التي جرت أطواره باليابان وكان قاب قوسين أو أدنى من المشاركة في المونديال الفارط الذي احتضنته جنوب افريقيا لولا فشل مساعده الجزائر في الاختبار إذ بسببه أبعد بنوزة من هذا المحفل العالمي وكله أسف وحسرة، فإبن بوفاطيس البعيدة عن وهران ب 22 كلم، لازال يحلم في المشاركة في هذه التظاهرة وأمله أن ينجح في زيارة البرازيل عام 2014 وقبل ذلك فإن بنوزة أمام مهمة الدفاععن التحكيم الجزائري بداية من بعد غد في الطبعة ال 27 من كأس أمم افريقيا بالغابون وغينيا الإستوائية. نفس الكلام يقال عن ابن غليزان جمال جيمودي الذي أصبح من الحكام الذين يحظون بثقة الشارع الرياضي المحلي والدولي فهو أيضا ساهم بشكل كبير في رفع الراية الوطنية في كل المنافسات التي شارك فيها ولا عجب أن يختاره الإتحاد العربي مؤخرا أحسن حكم على المستوي العربي وأحد أبرز سلك التحكيم قاريا، حيث ذاع صيته كثيرا في نهائيات كأس أمم افريقيا 2008 التي أقيمت بغانا حينذاك كان أحد أفضل الحكام إلى جانب بنوزة ولقي إشادة وتنويه كبيرين من الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وجمال حيمودي معروف بنزاهته وصرامته وإنضباطه وهي الصفات التي جعلته يرتقي إلى هذا المستوي ويصل إلى حد كبير في الرتب وهو من الحكام الأفارقة المرشحين لأن يديروا المباراة النهائية لهذه الدورة رفقة بنوزة، ومن المنتظر أن يساهم رفقة زميله في الحفاظ على ماء وجه الكرة الجزائرية ويعوض غياب الخضر أحسن تعويض في منافسة ستشهد حضور كبار المنتخبات واللاعبين . أما إيتشعلي فهو وإن كان أقل درجة من بنوزة وحيمودي بفعل نقص خبرته فيمثل هذه المنافسات إلا أن إمكاناته البدنية ستسمح له بتعويض هذا النقص حيث فرض ابن تلمسان نفسه في التربص الإنتقائي الذي جرى مؤخرا بمصر فاز بإمتياز في الإمتحان وهو الحكم الذي أفلح في إدارة المباريات الكروية بالجزائر بإحكام الأمر الذي جعله يحظى بالشارة الدولية هو الآخر ومرتقب أن يبرز في نهائيات كأس أمم افريقيا القادمة التي سيشارك فيها لأول مرة في مشواره التحكيمي. بنوزة، حيمودي، إيتشغلي على خطى لكارن، حنصال وصنديد لكي شيء قدوة وقدوة الثلاثي الجزائري المشارك في نهائيات الغابون وغينيا الإستوائية هم أسلافهم من حكام الجهة الغربية الذين كانوا عمداء في سلك التحكيم أبرزهم بلعيد لكارن الغني عن كل تعريف والذي إشتهر من خلال مشاركته في مونديال اسبانيا سنة 1982 حينها برز بقوة وأدار المباريات بين عمالقة العالم بدون مركب نقص ويشغل حاليا ابن بلعباس رئاسة لجنة التحكيم المركزية حيث يوظف خبرته في تأطير وتسيير شؤون التحكيم الجزائري ولا يجب نسيان حكم آخر وصف بالصرامة والنزاهة طوال مساره التحكيمي والأمر يتعلق بمحمد حنصال الذي شارك في العديد من نهائيات كأس أمم افريقيا وكان قلما يرتكب أخطاء حيث كان يحظى بثقة الجميع وأدار المئات من المباريات شأنه شأن ابن مدينة (وهران) صنديد الذي هو الآخر كان حكما جيدا سواء على المستوى المحلي أو الخارجي وكان من أشد الحكام صرامة بعد المرحوم بن جيهان مما أكسبه حبا للجميع وثقة من الإتحادية و»الكاف« فأدار هو الآخر عدة مباريات في القمة على المستوى القاري ونجح بإمتياز في تشريف التحكيم الجزائري أيم تشريف ليترك مكانه للجيل الجديد وإن كان جيل لكارن، حنصال، صنديد، برڤي، مجيبة، كوسة، والآخرون هو الأحسن ولا يمكنه أن يعوض رغم احترامنا للجيل الحالي وعلى رأسهم بنوزة، وحيمودي.